أطلق معهد البحرين للتنمية السياسية منذ فترة مسابقة كتابة الخطاب السياسي في نسختها الثالثة، تستهدف فئة الشباب من الجنسين، من أجل اكتشاف مواهب الشباب في كتابة الخطاب السياسي، والتركيز على مواطن القوة في الكتابة مع الحرص على تنمية وصقل الموهبة بصورة مجملة بأبعادها المتعددة حتى يتم إعدادهم إعداداً صحيحاً يرتكز خطابهم السياسي على خطوط واضحة ومعايير خاصة يتسنى للشباب أن يشق بعد ذلك طريقه في العمل السياسي والإعلامي بناء على منهجية صحيحة تساهم في تعزيز الكثير من المبادئ والقيم في المجتمع القائم على البناء الإيجابي يهدف في المقام الأول إلى تطوير الوطن والحفاظ على استقراره في شتى الميادين.

الأسبوع الماضي تم الإعلان عن الفائزين في المسابقة في حفل أقامه معهد البحرين للتنمية السياسية، الجميل في ذلك هو تزايد عدد المشاركين من الجنسين في المسابقة عن النسخ السابقة بحسب الإحصائية التي تم عرضها خلال الحفل، وبرغم الأعداد الكبيرة التي شاركت في المسابقة إلا أنه هناك عزوف أو يمكن القول بأن نسبة مشاركة المتسابقات الإناث في المسابقة هذا العام كانت أقل مقارنة مع الأعوام السابقة لأسباب غير معروفة حيث حظي ثلاثة متسابقين من الذكور بالمراكز الثلاثة الأولى في المسابقة برغم فوز الإناث بالمركز الأول في النسخة الأولى والثانية، «وياليت» المعهد يبحث لمعرفة أسباب تراجع الفتيات في المشاركة والأسباب التي دعت لعدم فوز عنصر نسائي في المسابقة، هل السبب يرجع إلى جودة ومستوى الأعمال التي قدمت للجنة؟ أم أن هناك أسباباً أخرى؟ الهدف من هذا التساؤل والبحث هو قياس واقع خاص بالمرأة الشابة، منها معرفة مدى اهتمام الشابات بالانخراط في العمل السياسي، واهتمامهن بالقضايا المحلية، ودورهن في التوعية ونشر الثقافات المختلفة التي تتعلق بالحقوق والسياسة على سبيل المثال، وبالإضافة إلى قياس مدى تأثير المرأة الشابة في الخطابات السياسية على الرأي العام المحلي والدولي، كل ذلك من أجل تقليص الفجوة - إن وجدت - بين المرأة الشابة وبين الرؤية السياسية في مملكة البحرين.

مما لا شك فيه أن معهد البحرين للتنمية السياسية يقوم بدور هام في تنمية الجانب السياسي للمواطن من خلال حزمة كبيرة من البرامج والمشاريع الناجحة وحرصه على التوعية الصحيحة في الحياة السياسية كجانب هام غفل المجتمع عنه في سنوات ماضية ولكن من خلال المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى أخذ معهد البحرين للتنمية السياسية على عاتقه إنجاح هذا المشروع الإصلاحي من أجل الوطن والمواطن في محاولة جادة لتحقيق الرؤية والرسالة التي يسعى المعهد في تحقيقة، من أجل ذلك أكرر مرة أخرى وقد سبق في مقالات سابقة وأن ناشدت في أهمية دعم الحكومة لمعهد البحرين للتنمية السياسية من خلال زيادة في الميزانية المخصصة له، ذلك من أجل تفعيل برامج ومشاريع المعهد بصورة أفضل وبشكل مكثف يستوعب جميع شرائح المجتمع ويحقق الاستمرارية لكافة البرامج والمشاريع.

نجاح المواطن باختلاف شرائحه وبخاصة الشباب في العمل السياسي واكتساب الخبرة السياسية هو بالتأكيد نجاح لمعهد البحرين للتنمية السياسية والعكس صحيح، ومتى ما تحقق ذلك كان ثمرة رؤية ورسالة المعهد سبباً واضحاً في استقرار المجتمع في الجانب السياسي، وهذا هو المطلوب تماماً كما يدعو إليه سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى لخلق مجتمع واعٍ بحقوقه وواجباته، مع أهمية التركيز على فئة الشباب، ونجاح مسابقة الخطاب السياسي في الثلاث سنوات الماضية دليل واضح على الجهود المخلصة للوطن والمجتمع.