يحاول الإنسان أن يتَّهِم الأيام والسنين والزمان فيلعنها كلها لأنها كانت غير متوقعة وغير متوافقة مع رغباته وطموحاته، وفي كل مرة تصيبه سهام «الخيبات» يرمي بلومه التام على الزمان قبل الإنسان. عفواً، نسينا أن نقول للجميع بحلول العام الجديد 2018 «كل عام وأنتم بألف خير».
مَضَتْ 2017 بمرها ونكدها لكننا لن نلعنها ولن نسُبّها، فهي بريئة من جرائم الإنسان ومن تجاوزاته وشراسته في هذه الحياة. كانت 2017 من الأعوام الصعبة القاسية الغليظة على كل المستويات، خصوصاً فيما يخص الجانب الاقتصادي والعسكري والسياسي، فالتغيُّرات التي حصلت في العام المنصرم ستكون قاعدة لما ستليها من أعوام، ولا يمكن فصل الأحداث عن بعضها البعض لارتباطها الوثيق بالتاريخ القريب، ولأن الوقائع عادة ما تكون «تراكمية» فإن ما سيأتي سيكون مبنيّاً على ما مضى، ولهذا لن نستطيع إصلاح المستقبل ما لم نصلح الحاضر، ومن هنا تسود النظرة التشاؤمية أراء كل المتخصصين والمحللين في المجالات الـ3 التي ذكرناها قبل قليل، فالأزمة الاقتصادية وانسداد الأفق السياسي وقرع طبول الحرب كلها قضايا وعناوين بارزة في صفحات عام 2018 لِما سبقتها من مقدمات حتميَّة تؤكد هذه القراءة التشاؤمية خلال مجريات الأحداث الحاضرة.
على الرغم من وجود سلسلة من الأحداث المهمة والمفصلية في عام 2017 إلا أن أبرز القضايا فيها على الإطلاق هي قضية القدس واعتراف الولايات المتحدة بها كعاصمة أبدية لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن إليها على خلفية هذا الاعتراف. إن خطورة هذه القضية تكمن في تأزيم وتسخين أشد مناطق العالم حرارة وتأزماً ألا وهي ومنطقة الشرق الأوسط، إذ يعلم الجميع أن القضية الفلسطينية هي مركز القضايا العربية والإسلامية والعالمية، وفي حال لم تُحل قضية القدس بطريقة مُثلى وعادلة فإن الوضع في المنطقة مرشح للانفجار في أي وقت من الأوقات. إن الغضب العالمي الذي تلا قرار ترامب يُعتبر من أبرز المؤشرات على طبيعة الوضع في الإقليم ومخالفة الشرعية الدولية لقرار الرئيس الأمريكي بتهويد القدس، ولربما يجر قراره كل المنطقة لفوضى عارمة لا يعلم مداها إلا الله. يجب أن يفهم «الأمريكان» أبعاد هذه القضية ومكانتها المقدسة في الوجدان العربي والإسلامي، وألا تنازل عن القدس مهما كانت النتائج والتداعيات، ولهذا فإن الحوار هو الحل الأمثل لمعالجة الملفات الدولية وليست القرارات الآحادية الجانب.
تنتظرنا ملفات ساخنة ومعقدة في عام 2018 لكننا نتمنى إذا لم ننجح كبشر ومؤسسات ومجتمعات ودول في معالجة تلكم الملفات ألا نشتم العام الجديد الذي لا ذنب له في مخططاتنا ونوايانا وفسادنا ودمويتنا وعنفنا وكراهيتنا والسلسلة البشرية المتوحشة تطول ولا يسع المجال لذكرها كلها. ختاماً نقول لكل الدنيا بمناسبة 2018 «عام سعيد».
{{ article.visit_count }}
مَضَتْ 2017 بمرها ونكدها لكننا لن نلعنها ولن نسُبّها، فهي بريئة من جرائم الإنسان ومن تجاوزاته وشراسته في هذه الحياة. كانت 2017 من الأعوام الصعبة القاسية الغليظة على كل المستويات، خصوصاً فيما يخص الجانب الاقتصادي والعسكري والسياسي، فالتغيُّرات التي حصلت في العام المنصرم ستكون قاعدة لما ستليها من أعوام، ولا يمكن فصل الأحداث عن بعضها البعض لارتباطها الوثيق بالتاريخ القريب، ولأن الوقائع عادة ما تكون «تراكمية» فإن ما سيأتي سيكون مبنيّاً على ما مضى، ولهذا لن نستطيع إصلاح المستقبل ما لم نصلح الحاضر، ومن هنا تسود النظرة التشاؤمية أراء كل المتخصصين والمحللين في المجالات الـ3 التي ذكرناها قبل قليل، فالأزمة الاقتصادية وانسداد الأفق السياسي وقرع طبول الحرب كلها قضايا وعناوين بارزة في صفحات عام 2018 لِما سبقتها من مقدمات حتميَّة تؤكد هذه القراءة التشاؤمية خلال مجريات الأحداث الحاضرة.
على الرغم من وجود سلسلة من الأحداث المهمة والمفصلية في عام 2017 إلا أن أبرز القضايا فيها على الإطلاق هي قضية القدس واعتراف الولايات المتحدة بها كعاصمة أبدية لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن إليها على خلفية هذا الاعتراف. إن خطورة هذه القضية تكمن في تأزيم وتسخين أشد مناطق العالم حرارة وتأزماً ألا وهي ومنطقة الشرق الأوسط، إذ يعلم الجميع أن القضية الفلسطينية هي مركز القضايا العربية والإسلامية والعالمية، وفي حال لم تُحل قضية القدس بطريقة مُثلى وعادلة فإن الوضع في المنطقة مرشح للانفجار في أي وقت من الأوقات. إن الغضب العالمي الذي تلا قرار ترامب يُعتبر من أبرز المؤشرات على طبيعة الوضع في الإقليم ومخالفة الشرعية الدولية لقرار الرئيس الأمريكي بتهويد القدس، ولربما يجر قراره كل المنطقة لفوضى عارمة لا يعلم مداها إلا الله. يجب أن يفهم «الأمريكان» أبعاد هذه القضية ومكانتها المقدسة في الوجدان العربي والإسلامي، وألا تنازل عن القدس مهما كانت النتائج والتداعيات، ولهذا فإن الحوار هو الحل الأمثل لمعالجة الملفات الدولية وليست القرارات الآحادية الجانب.
تنتظرنا ملفات ساخنة ومعقدة في عام 2018 لكننا نتمنى إذا لم ننجح كبشر ومؤسسات ومجتمعات ودول في معالجة تلكم الملفات ألا نشتم العام الجديد الذي لا ذنب له في مخططاتنا ونوايانا وفسادنا ودمويتنا وعنفنا وكراهيتنا والسلسلة البشرية المتوحشة تطول ولا يسع المجال لذكرها كلها. ختاماً نقول لكل الدنيا بمناسبة 2018 «عام سعيد».