مارينا نعمت تسرد قصة معاناتها في سجون إيران في كتاب، حيث دخلت سجن إيفين بعمر الـ16 في عام 1982 لتهرب من إيران بعد أن ضاقت عليها أرض وسماء بلادها، حكم عليها ظلماً بالإعدام ثم تخفف الحكم إلى السجن مدى الحياة «بالواسطة»، إلى أن تم الحكم عليها بالسجن 3 سنوات بعدما اعتنقت الإسلام قسراً وتزوجت من جلادها لا حباً فيه وإنما فرار من ويلات السجن وعذابه، مارينا فتاة مسيحية تم القبض عليها بتهمة كيدية بعدما عبرت عن رأيها عندما طلبت من مدرسة الرياضيات أن تدرس لهم مادة التفاضل بدلاً من الحديث عن السياسة وعن الثورة الخمينية، ولأن مديرة المدرسة من الحرس الثوري الإيراني تم إدراج اسم مارينا ضمن الطلبة والطالبات الذين يشكلون خطراً على الثورة، لتضع مارينا سيرتها الذاتية أمام المجتمع الدولي قبل وبعد ثورة إيران على حكم الشاة، وبداية ظهور حكم الملالي مدعين أنها ثورة إيران الإسلامية، وما الدين إلا رداء يلبسه زعماء إيران ونظام ولاية الفقيه حتى يلتمسوا التأييد من الناس ويلتف حولهم أصحاب العقول البسيطة من جميع دول العالم. تقول سجينة طهران مارينا نعمت إن إيران انقسمت إلى ثلاث شرائح بمجرد أن أحكم نظام ولاية الفقيه قبضته على البلاد، الشريحة الأولى، الجهلاء الذين يطيعون الخميني طاعة عمياء، دون تفكير، ليدخلوا الجنة، وشريحة المثقفين وهم من التزم الصمت خوفاً من الإعدام أو الاعتقال، والشريحة الثالثة، الانتهازيون، الذين كانوا يكرهون الخميني لكنهم يؤيدونه طمعاً في المناصب العليا. وتضيف أن فتاوى الخميني كانت تكتب كشعارات تملأ الميادين في إيران مثل فتوى «قتل الكافر»، والمقصود بالكافر هنا هو كل من لا يؤمن بالفكر الخميني، لذلك كان التأييد لأفكار الخميني خوفاً، والأمر لا يمت للصواب بصلة، فقد ساد الظلم والخوف والبطش وزادت الاعتقالات والقتل في إيران منذ أن تفجرت إيران بالدماء من ضحايا ثورة ولاية الفقيه. الإيرانية مارينا نعمت دخلت سجن إيفين في إيران، وهو سجن لا تقل شهرته عن سجن أبوغريب في العراق، أو معتقل غوانتنامو الأمريكي، والجميع يعلم ما يرتكب من تجاوزات في حق المساجين، فلا يسلم من يرتاد هذه السجون من الأذى حيث يتعرض لشتى أصناف التعذيب والانتهاكات، كما أن سجن إيفين معتقل للسجناء السياسيين، وبني إبان حكم شاه إيران محمد رضا بهلوي، ولكنه شهد اعتقالات كثيرة أثناء الثورة الخمينية تفوق عدد الاعتقالات في زمن شاة إيران. تقول مارينا إن عنبر 246 -عنبر السجينة- في سجن إيفين في عهد شاه إيران كان يضم 50 سجينة، أما في عهد الثورة الخمينية بات يضم 650 سجينة -وأتساءل كم وصل عدد المسجونين من المتظاهرين حتى هذه اللحظة؟ فقد وصل منذ 10 أيام من بدء التظاهرات عدد الضحايا إلى نحو 50 قتيلاً واعتقل ما يقارب ثلاثة آلاف متظاهر- جميعهم سجناء رأي عام من رجال ونساء وأطفال وطلبة مدارس وجامعات، حيث يقضي السجناء عقوبتهم كاملة في هذا السجن ومنهم من يتم إعدامه داخل جدرانه. تقول سجينة طهران إنه بعد سقوط شاه إيران وقيام جمهورية الملالي توالى على إدارة «سجن إيفين» عدد من الجلادين ممن سبق لهم أن اعتقلوا في هذا السجن أيام حكم شاه إيران، وتعرضوا فيه للتعذيب الشديد، ولكنهم حين دارت بهم الأيام وتحولوا من سجناء إلى سجانين مارسوا صنوفاً مختلفة من التعذيب بحق المعارضين لنظام الملالي، حيث كانت أشد من تلك التي كانوا قد تعرضوا لها هم أيام الشاه، وكانت الإيرانية مارينا نعمت واحدة من النساء ومن السجناء الذين تعرضوا لأصناف عديدة من التعذيب داخل السجن.
النظام الإيراني انتهك حقوق السجينة مارينا نعمت كثيراً، الانتهاكات القسرية لا تتمثل في دخولها السجن ظلماً وتعذيبها فقط لأنها لا تؤيد الفكر الخميني أو لأنها إنسانة لها الحق في التعبير عن رأيها، وإنما انتهكت حقوقها أيضاً عندما أجبرت على أن تعتنق الإسلام وهي مسيحية وأجبرت على الزواج من جلادها حتى تفر من ويلات التعذيب داخل السجن وأجبرت على أن تتخلى عن هويتها في اسمها الحقيقي بعدما أطلق عليها اسم «فاطمة».
مارينا نعمت واحدة من كثيرين غضت المنظمات الدولية الطرف عن حقوقهن ولم تمثل لهن أنها حالة إنسانية يجب تبنيها ويجب النضال من أجلها ومن أجل حقوقها ومن أجل ردع ممارسات النظام الإيراني ضد حقوق الشعب الإيراني، فثورة الشعب الإيراني اليوم ضد نظام الملالي وسنوات الفقر والجوع التي مارسها هذا النظام عليهم منذ توليه الحكم، ما هي إلا «حرقة» من ممارسات انتهكت فيها حرياتهم والتعبير عن آرائهم، حيث يقبع اليوم متظاهرون ومظلومون تماماً كما السجينة مارينا نعمت، ويموت من أبناء الشعب الإيراني الكثيرون لأنهم قرروا ألا يسكتوا على الباطل وأن يقولوا الحق، والحق هذه المرة هي لقمة العيش، والحياة الكريمة للشعب الإيراني المخدوع الذي انخدع وراء شعارات أشبعت بطون النظام ومن يسايرهم، وظل الشعب الإيراني يعاني الجوع والتشرد والفقر.
النظام الإيراني انتهك حقوق السجينة مارينا نعمت كثيراً، الانتهاكات القسرية لا تتمثل في دخولها السجن ظلماً وتعذيبها فقط لأنها لا تؤيد الفكر الخميني أو لأنها إنسانة لها الحق في التعبير عن رأيها، وإنما انتهكت حقوقها أيضاً عندما أجبرت على أن تعتنق الإسلام وهي مسيحية وأجبرت على الزواج من جلادها حتى تفر من ويلات التعذيب داخل السجن وأجبرت على أن تتخلى عن هويتها في اسمها الحقيقي بعدما أطلق عليها اسم «فاطمة».
مارينا نعمت واحدة من كثيرين غضت المنظمات الدولية الطرف عن حقوقهن ولم تمثل لهن أنها حالة إنسانية يجب تبنيها ويجب النضال من أجلها ومن أجل حقوقها ومن أجل ردع ممارسات النظام الإيراني ضد حقوق الشعب الإيراني، فثورة الشعب الإيراني اليوم ضد نظام الملالي وسنوات الفقر والجوع التي مارسها هذا النظام عليهم منذ توليه الحكم، ما هي إلا «حرقة» من ممارسات انتهكت فيها حرياتهم والتعبير عن آرائهم، حيث يقبع اليوم متظاهرون ومظلومون تماماً كما السجينة مارينا نعمت، ويموت من أبناء الشعب الإيراني الكثيرون لأنهم قرروا ألا يسكتوا على الباطل وأن يقولوا الحق، والحق هذه المرة هي لقمة العيش، والحياة الكريمة للشعب الإيراني المخدوع الذي انخدع وراء شعارات أشبعت بطون النظام ومن يسايرهم، وظل الشعب الإيراني يعاني الجوع والتشرد والفقر.