هنا مفارقة تستحق التأمل، السياسيون والكتاب أرجعوا سقوط نظام الشاه محمد رضا بهلوي وانتصار الثورة الإسلامية في 1979 إلى تفاقم المشكلات الاقتصادية والديكتاتورية التي تميز بها عهد الشاه والفساد الذي كان مستشرياً في ذلك الحين، والسياسيون والكتاب سيرجعون سقوط نظام الولي الفقيه وانتصار الشعب الإيراني المظلوم قريباً إلى الأسباب نفسها، فهذه الأسباب وأخرى قريبة منها توفر عادة البيئة المناسبة لتغيير الأنظمة الفاسدة خصوصا وأن كل الشعب أو أغلبه يكون متضررا منها ومهيئا للمشاركة في الإطاحة بها. المثير هو أن ما حاربه الملالي في تلك السنين ونتج عنه سقوط نظام الشاه هو نفسه الذي يحاربه اليوم الشعب الإيراني الذي عاني من حكم الملالي نحو أربعين سنة، وهذا يعني أن كل الذي حدث هو تبدل الأسماء، فالخميني حل محل الشاه، وأعوان هذا حلوا محل أعوان ذاك، أما الشعب الذي تمت المتاجرة به وباسمه فاستمر يعاني مما ظل يعاني منه، ولم يتغير عليه شيء، فالعصا التي كان يضربه بها شاه إيران صار يضربه بها الملالي، ولعل تلك العصا كانت أهون من هذه.
قارئو التاريخ وخصوصاً الذين عاشوا فترة من زمن حكم الشاه ويشهدون زمن حكم الملالي يسهل عليهم القول إن الوضع الذي فيه الشعب الإيراني اليوم هو نفسه الذي كان فيه زمن الشاه وإن الفارق هو في الأشخاص المسيطرين على السلطة وردائها الذي صار إسلامياً، وإلا فإن الظروف هي هي، وكذلك أدوات القمع.
عندما شعر شاه إيران أن الأمور تكاد تفلت من يده بسبب تقدم الثوار في عام 1978 وتحقيقهم الكثير من المكاسب وازدياد أعداد الساعين إلى تغيير النظام عمد إلى تغيير الحكومة وعمل بعض الإصلاحات، لكن الأمر كان متأخراً، فأطيح به وتسلم الملالي السلطة. اليوم أيضاً يعمد النظام الحاكم في إيران إلى عمل بعض الإصلاحات أملاً في مد أمد بقائه في السلطة، لكن الأكيد هو أن ما عجز عنه شاه إيران في فترة زيادة قيمة عائدات النفط في تلك السنين لن يتمكن منه الملالي في فترة انخفاض قيمة عائداته وزيادة وعي الشعب الإيراني ووصوله إلى مرحلة يشعر فيها أنه لم يعد لديه ما يخسره. لهذا فإن الكثيرين يتوقعون انهيار هذا النظام سريعاً، خصوصاً مع إعلان الولايات المتحدة أنها ستعمل جهدها لتحقيق ذلك، ووصول معظم دول المنطقة إلى قناعة مفادها أن إصلاح هذا النظام بات أمراً مستحيلاً وأنه حان الوقت لتغييره، ففي هذا حل لكثير من مشكلات المنطقة.
في سنواته الأخيرة أطلق شاه إيران يد أجهزة المخابرات لتتعامل مع الثائرين ضده فقست عليهم ولم ترحمهم، واليوم يطلق نظام الملالي يد الحرس الثوري وكل أجهزته العسكرية والأمنية لتتعامل مع من أخرجه الجوع إلى الشوارع رافعاً صوته ومعبراً عن رفضه بقاء الحال على ما هو عليه.
أجهزة شاه إيران فشلت رغم كل شيء في مهمتها، والأكيد أن أجهزة الملالي ستفشل أيضاً في مهمتها رغم الضوء الأخضر الذي وصلها من الولي الفقيه ورغم الصلاحيات الممنوحة لها والتي ليس لها حد، والأكيد أيضا أن أحدا لن يصدق دعوة الرئيس روحاني إلى إطلاق سراح الآلاف الذين تم اعتقالهم في الأسبوعين الماضيين لا لشيء إلا لأنهم خرجوا في مظاهرات عبروا من خلالها عن عدم رضاهم وغضبهم من هذا الذي ظلوا يعانون منه أربعين سنة.
المشهد لم يتغير، ومن شهد ما حدث في العام الأخير من حكم شاه إيران ويشهد ما يحدث في إيران اليوم لا يتردد عن القول بأن هذا العام قد يكون الأخير في فترة حكم الملالي.
قارئو التاريخ وخصوصاً الذين عاشوا فترة من زمن حكم الشاه ويشهدون زمن حكم الملالي يسهل عليهم القول إن الوضع الذي فيه الشعب الإيراني اليوم هو نفسه الذي كان فيه زمن الشاه وإن الفارق هو في الأشخاص المسيطرين على السلطة وردائها الذي صار إسلامياً، وإلا فإن الظروف هي هي، وكذلك أدوات القمع.
عندما شعر شاه إيران أن الأمور تكاد تفلت من يده بسبب تقدم الثوار في عام 1978 وتحقيقهم الكثير من المكاسب وازدياد أعداد الساعين إلى تغيير النظام عمد إلى تغيير الحكومة وعمل بعض الإصلاحات، لكن الأمر كان متأخراً، فأطيح به وتسلم الملالي السلطة. اليوم أيضاً يعمد النظام الحاكم في إيران إلى عمل بعض الإصلاحات أملاً في مد أمد بقائه في السلطة، لكن الأكيد هو أن ما عجز عنه شاه إيران في فترة زيادة قيمة عائدات النفط في تلك السنين لن يتمكن منه الملالي في فترة انخفاض قيمة عائداته وزيادة وعي الشعب الإيراني ووصوله إلى مرحلة يشعر فيها أنه لم يعد لديه ما يخسره. لهذا فإن الكثيرين يتوقعون انهيار هذا النظام سريعاً، خصوصاً مع إعلان الولايات المتحدة أنها ستعمل جهدها لتحقيق ذلك، ووصول معظم دول المنطقة إلى قناعة مفادها أن إصلاح هذا النظام بات أمراً مستحيلاً وأنه حان الوقت لتغييره، ففي هذا حل لكثير من مشكلات المنطقة.
في سنواته الأخيرة أطلق شاه إيران يد أجهزة المخابرات لتتعامل مع الثائرين ضده فقست عليهم ولم ترحمهم، واليوم يطلق نظام الملالي يد الحرس الثوري وكل أجهزته العسكرية والأمنية لتتعامل مع من أخرجه الجوع إلى الشوارع رافعاً صوته ومعبراً عن رفضه بقاء الحال على ما هو عليه.
أجهزة شاه إيران فشلت رغم كل شيء في مهمتها، والأكيد أن أجهزة الملالي ستفشل أيضاً في مهمتها رغم الضوء الأخضر الذي وصلها من الولي الفقيه ورغم الصلاحيات الممنوحة لها والتي ليس لها حد، والأكيد أيضا أن أحدا لن يصدق دعوة الرئيس روحاني إلى إطلاق سراح الآلاف الذين تم اعتقالهم في الأسبوعين الماضيين لا لشيء إلا لأنهم خرجوا في مظاهرات عبروا من خلالها عن عدم رضاهم وغضبهم من هذا الذي ظلوا يعانون منه أربعين سنة.
المشهد لم يتغير، ومن شهد ما حدث في العام الأخير من حكم شاه إيران ويشهد ما يحدث في إيران اليوم لا يتردد عن القول بأن هذا العام قد يكون الأخير في فترة حكم الملالي.