«ماذا ستفعل الآن؟ سأتحالف مع الشيطان إن لزم الأمر»، عبارة سمعناها كثيراً في الأفلام الأجنبية والعربية يرددها الممثلون ليبينوا أن الشخصية مستعدة لفعل أي شيء من شأنه إيصالهم إلى الهدف، بغض النظر عن الخير والشر أو الصواب والخطأ.
افتتح سوق الانتخابات في العراق أبوابه، وجرت عملية التحالفات السياسية وبدأت معها بغداد تغرق بدماء أهلها من جديد، فالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة في العراق تعد من المؤثرات السمعية والبصرية التي تصاحب الفترة التي تسبق كل انتخابات في العراق، تعدها وتخرجها الأحزاب المشاركة في الانتخابات وميليشياتها كنوع من أوراق الضغط فيما بينها، ويدفع ثمنها المواطن البريء.
لا تختلف هذه الانتخابات عن سابقاتها من حيث نوعية المشاركين فيها فالأحزاب الإسلامية مازالت سيدة الموقف والفاسدون والدخلاء على العمل السياسي هم أبرز الوجوه حتى اللحظة، لكن الجديد في الموضوع اشتراك الحشد الشعبي بقوائم انتخابية وإعلانه عزمه قيادة البلد، وبذلك يؤكد النظام الحاكم في العراق أن القانون هو آخر ما يمكن احترامه والتعامل به، فبداية شرعت الدولة قانونا للميليشيات ووضعت فيه فقرة تمنع مشاركتها في العمل السياسي، ثم تأتي وتخرق قانونها بالسماح لها بالمشاركة السياسية، بل ذهب رئيس الوزراء السيد العبادي إلى ما هو أبعد من ذلك فتحالف مع قوائم الحشد الشعبي الانتخابية آملا الحصول على أكبر عدد من الأصوات فهو يرى أن هذه القوائم لها حظوظ في الحصول على أصوات جمهورها ويرى أنه صاحب حظوظ أيضا وليضمن كرسي رئاسة الوزراء، ولا أدري هل نسي السيد العبادي أن قادة هذه القوائم هم أنفسهم الذين صرح العبادي من قبل أنه لن يسمح لهم بالقتال خارج العراق وذهبوا إلى سوريا وأعلنوا ذلك؟ أم تناسى أنه منعهم من الاشتراك في بعض المعارك واشتركوا فيها رغما عنه بل استخفوا به على وسائل الإعلام وأكدوا أنهم لا يأخذون أوامرهم منه؟ هل نسي السيد العبادي تأكيداته للعراقيين بعدم السماح لهم بالترشح للانتخابات؟ لطالما تباهى السيد العبادي بإنجازاته في ملف العلاقات الخارجية والتقارب مع الدول لكنه نسي أن في كل لقاء مع ملك أو رئيس دولة كانوا يطلبون منه القضاء على مظاهر التسلح خارج مؤسسة الجيش والشرطة، ليأتي الآن ويشكل حلفاً سياسياً مدعوماً بقوى الميليشيات؟ حقيقة ما فعله العبادي هو تجسيد حقيقي لمقولة التحالف مع الشيطان.
للأسف حتى اللحظة يتبين أن ملامح المرحلة القادمة تنذر بالسوء وستجعل في العراق دولة داخل الدولة كما هو حال لبنان وميليشيا «حزب الله». لقد قضت التحالفات الأخيرة على آمال كثير من العراقيين كانوا يأملون بمرحلة جديدة خالية من الميليشيات والفساد والفقر، فالوجوه نفس الوجوه التي سلبت ونهبت وأفسدت وتحاصصت على أساس الطائفية.
ومع هذا الحال تبقى هناك مسؤولية في عنق من سيذهب وينتخب وجوهاً جديداً يعرف تاريخها، وسيكون شأنه شأن من يفتش في كومة ثمار فاسدة عن ثمرة صالحة.
افتتح سوق الانتخابات في العراق أبوابه، وجرت عملية التحالفات السياسية وبدأت معها بغداد تغرق بدماء أهلها من جديد، فالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة في العراق تعد من المؤثرات السمعية والبصرية التي تصاحب الفترة التي تسبق كل انتخابات في العراق، تعدها وتخرجها الأحزاب المشاركة في الانتخابات وميليشياتها كنوع من أوراق الضغط فيما بينها، ويدفع ثمنها المواطن البريء.
لا تختلف هذه الانتخابات عن سابقاتها من حيث نوعية المشاركين فيها فالأحزاب الإسلامية مازالت سيدة الموقف والفاسدون والدخلاء على العمل السياسي هم أبرز الوجوه حتى اللحظة، لكن الجديد في الموضوع اشتراك الحشد الشعبي بقوائم انتخابية وإعلانه عزمه قيادة البلد، وبذلك يؤكد النظام الحاكم في العراق أن القانون هو آخر ما يمكن احترامه والتعامل به، فبداية شرعت الدولة قانونا للميليشيات ووضعت فيه فقرة تمنع مشاركتها في العمل السياسي، ثم تأتي وتخرق قانونها بالسماح لها بالمشاركة السياسية، بل ذهب رئيس الوزراء السيد العبادي إلى ما هو أبعد من ذلك فتحالف مع قوائم الحشد الشعبي الانتخابية آملا الحصول على أكبر عدد من الأصوات فهو يرى أن هذه القوائم لها حظوظ في الحصول على أصوات جمهورها ويرى أنه صاحب حظوظ أيضا وليضمن كرسي رئاسة الوزراء، ولا أدري هل نسي السيد العبادي أن قادة هذه القوائم هم أنفسهم الذين صرح العبادي من قبل أنه لن يسمح لهم بالقتال خارج العراق وذهبوا إلى سوريا وأعلنوا ذلك؟ أم تناسى أنه منعهم من الاشتراك في بعض المعارك واشتركوا فيها رغما عنه بل استخفوا به على وسائل الإعلام وأكدوا أنهم لا يأخذون أوامرهم منه؟ هل نسي السيد العبادي تأكيداته للعراقيين بعدم السماح لهم بالترشح للانتخابات؟ لطالما تباهى السيد العبادي بإنجازاته في ملف العلاقات الخارجية والتقارب مع الدول لكنه نسي أن في كل لقاء مع ملك أو رئيس دولة كانوا يطلبون منه القضاء على مظاهر التسلح خارج مؤسسة الجيش والشرطة، ليأتي الآن ويشكل حلفاً سياسياً مدعوماً بقوى الميليشيات؟ حقيقة ما فعله العبادي هو تجسيد حقيقي لمقولة التحالف مع الشيطان.
للأسف حتى اللحظة يتبين أن ملامح المرحلة القادمة تنذر بالسوء وستجعل في العراق دولة داخل الدولة كما هو حال لبنان وميليشيا «حزب الله». لقد قضت التحالفات الأخيرة على آمال كثير من العراقيين كانوا يأملون بمرحلة جديدة خالية من الميليشيات والفساد والفقر، فالوجوه نفس الوجوه التي سلبت ونهبت وأفسدت وتحاصصت على أساس الطائفية.
ومع هذا الحال تبقى هناك مسؤولية في عنق من سيذهب وينتخب وجوهاً جديداً يعرف تاريخها، وسيكون شأنه شأن من يفتش في كومة ثمار فاسدة عن ثمرة صالحة.