القول المنسوب للسجين السياسي السابق وعضو منظمة مجاهدي الثورة أبو الفضل قدياني والذي وصف فيه الاحتجاجات الأخيرة في إيران بالأوسع والأكثر انتشاراً تضمن مجموعة من المعلومات المهمة، أولها أن ما حدث لم يكن مفاجئا فقد «كان محبو هذه البلاد يتنبؤون بما حدث من تظاهرات واحتجاجات، نظراً إلى ما تعيشه من فساد وقمعٍ في الحريات المدنية والسياسية المشروعة»، وثانيها أن «فشل حكومة الولي الفقيه أوصل الشعب إلى أقصى مراحل الغضب، مما يعانيه من فقر وذل ومهانة، كما أوصل الإعلام إلى طبقات غارقة في الانحطاط»، كما نشر موقع «راديو زمانه»، وثالثها أن «من يزعمون أنهم يحملون راية الإصلاح في البلاد يرفضون الإفصاح عن أن خامنئي هو المسبب الرئيس لما حدث وأن هذا واضح بالدليل والبرهان» كما قال، مضيفا أن «خامنئي ومن معه يسيطرون عملياً على 60 % من الاقتصاد وعلى الممتلكات العامة ويعبثون بالثروات الوطنية لما يتمتعون به من حصانة».
أبو الفضل قال أيضاً «إن المؤسَّسات الخاضعة للولي الفقيه لا تعرف ولا تجيد سوى إنتاج الكراهية والعنف وتوزيع الأيديولوجيات السامة كي يضمنوا بقاءهم في السلطة»، وأضاف أنه «حتى الجهاز القضائي أصبح أكبر منتج للظلم والفساد في تاريخ إيران». معلومة أخرى أكد عليها أبو الفضل هي أن الاحتجاجات التي شهدتها إيران أخيرا «نابعة من المجتمع» وأنها «جاءت بسبب ظلم الطبقة الحاكمة وفشلها» وأنها «قانونية تماماً ولم تكن بسبب مؤامرة خارجية بل بسبب استبداد الداخل».
أهمية هذه المعلومات تكمن في أنها جاءت على لسان مواطن إيراني ذاق الويلات من النظام المسيطر على الحكم في إيران ويعرف – كونه سياسي – كل ما جرى ويجري في هذه البلاد بدقة، ولأن الكثيرين يعرفون دقة ما قاله بسبب متابعتهم للشأن الإيراني لذا فإن احتمالات استناده فيما قال لعواطفه وموقفه من السلطة ضعيف، فما يجري في إيران كثير ومفضوح، ولا يمكن لأحد أن يختلف على أن ما حدث كان نتيجة الفساد الذي استشرى واقترب عمره من الأربعين عاماً ونتيجة لقمع الحريات المدنية والسياسية المشروعة والفقر الذي ذاقه الشعب الإيراني طوال السنين التي سيطر فيها الولي الفقيه على كل شيء، حتى أن تحديد نسبة سيطرة خامنئي ومن معه على نسبة 60 % من الاقتصاد وعلى الممتلكات العامة يعتبر تحديداً ظالما، فالحصانة التي يتمتعون بها تتيح لهم العبث بكل شيء والسيطرة على كل شيء وبالتالي فإن الغالب هو أن النسبة أكثر من ذلك بكثير.
النظام الإيراني نجح في توصيل الشعب الإيراني إلى حالة من الفقر يصعب وصفها، لكنه فشل في إقناع العالم بأن ما يقال عنه وعن حالة الفقر والذل والمهانة التي يعيشها المواطنون الإيرانيون «دعاية مغرضة يراد منها الإساءة»، والسبب هو أنه أوصلهم إلى مرحلة يصعب معها جعلهم يخشون الإفصاح عن معاناتهم لذا خرجوا في مظاهرات غاضبة في كل المناطق لأكثر من أسبوعين وأعلنوا أنهم بدؤوا الثورة على النظام وأنهم لن يسكنوا حتى يتحقق ما يسعون إليه.
كل ما قاله أبو الفضل عن النظام الإيراني صحيح بل دقيق، ولم يعد المسؤولون الإيرانيون قادرين على نفيه لأن الجميع صار يراه بوضوح ويرى ما فعله النظام في هذا الشعب الذي كل ذنبه أنه صدق ما قاله الملالي في الأعوام الأخيرة من حكم الشاه و»أطربته» الشعارات التي تم رفعها واعتقد في لحظة أنه قاب قوسين أو أدنى من الجنة، قبل أن يذوق النار بكل حواسه ويعتبر كل حال آخر أحسن حال من الذي هو فيه.
هذا يعني أن ما يشيعه النظام الإيراني هذه الأيام عن انتهاء المظاهرات والاحتجاجات وثورة الجياع غير صحيح.
أبو الفضل قال أيضاً «إن المؤسَّسات الخاضعة للولي الفقيه لا تعرف ولا تجيد سوى إنتاج الكراهية والعنف وتوزيع الأيديولوجيات السامة كي يضمنوا بقاءهم في السلطة»، وأضاف أنه «حتى الجهاز القضائي أصبح أكبر منتج للظلم والفساد في تاريخ إيران». معلومة أخرى أكد عليها أبو الفضل هي أن الاحتجاجات التي شهدتها إيران أخيرا «نابعة من المجتمع» وأنها «جاءت بسبب ظلم الطبقة الحاكمة وفشلها» وأنها «قانونية تماماً ولم تكن بسبب مؤامرة خارجية بل بسبب استبداد الداخل».
أهمية هذه المعلومات تكمن في أنها جاءت على لسان مواطن إيراني ذاق الويلات من النظام المسيطر على الحكم في إيران ويعرف – كونه سياسي – كل ما جرى ويجري في هذه البلاد بدقة، ولأن الكثيرين يعرفون دقة ما قاله بسبب متابعتهم للشأن الإيراني لذا فإن احتمالات استناده فيما قال لعواطفه وموقفه من السلطة ضعيف، فما يجري في إيران كثير ومفضوح، ولا يمكن لأحد أن يختلف على أن ما حدث كان نتيجة الفساد الذي استشرى واقترب عمره من الأربعين عاماً ونتيجة لقمع الحريات المدنية والسياسية المشروعة والفقر الذي ذاقه الشعب الإيراني طوال السنين التي سيطر فيها الولي الفقيه على كل شيء، حتى أن تحديد نسبة سيطرة خامنئي ومن معه على نسبة 60 % من الاقتصاد وعلى الممتلكات العامة يعتبر تحديداً ظالما، فالحصانة التي يتمتعون بها تتيح لهم العبث بكل شيء والسيطرة على كل شيء وبالتالي فإن الغالب هو أن النسبة أكثر من ذلك بكثير.
النظام الإيراني نجح في توصيل الشعب الإيراني إلى حالة من الفقر يصعب وصفها، لكنه فشل في إقناع العالم بأن ما يقال عنه وعن حالة الفقر والذل والمهانة التي يعيشها المواطنون الإيرانيون «دعاية مغرضة يراد منها الإساءة»، والسبب هو أنه أوصلهم إلى مرحلة يصعب معها جعلهم يخشون الإفصاح عن معاناتهم لذا خرجوا في مظاهرات غاضبة في كل المناطق لأكثر من أسبوعين وأعلنوا أنهم بدؤوا الثورة على النظام وأنهم لن يسكنوا حتى يتحقق ما يسعون إليه.
كل ما قاله أبو الفضل عن النظام الإيراني صحيح بل دقيق، ولم يعد المسؤولون الإيرانيون قادرين على نفيه لأن الجميع صار يراه بوضوح ويرى ما فعله النظام في هذا الشعب الذي كل ذنبه أنه صدق ما قاله الملالي في الأعوام الأخيرة من حكم الشاه و»أطربته» الشعارات التي تم رفعها واعتقد في لحظة أنه قاب قوسين أو أدنى من الجنة، قبل أن يذوق النار بكل حواسه ويعتبر كل حال آخر أحسن حال من الذي هو فيه.
هذا يعني أن ما يشيعه النظام الإيراني هذه الأيام عن انتهاء المظاهرات والاحتجاجات وثورة الجياع غير صحيح.