لم يكن عرضياً ذلك الحديث الذي أوردته في مقال "الصحافة تنتصر" عن إعادة النظر في مستوى ما بلغناه في البحرين من وعي سياسي، الأمر الذي يستحق فقط التحقق من إذا كان الوعي الذي نزعم أننا نتمتع به وعياً حقيقياً أم زائفاً تزخرفه قليل من الكلمات الطارئة التي اخترقت قواميسنا اللغوية، وتكفل شرعية بقائه على علّته بعض منظمات المجتمع المدني التي تتحدث في السياسة وتخلو من الفكر والساسة، لا سيما بعد أزمة البحرين 2011، التي خلقت مفاهيم متضاربة للوطنية أسفرت عن الإغراق في عضويات الجمعيات السياسية دون معايير ملزمة، وكذلك فتحت باب "الجعجعة السياسية" ليس لكل من "هبّ ودبّ" وحسب، بل لكل من نبّ بصوت حتى لو كان نهيقاً لطالما كان مزوداً بخاصية "الريتويت" لكل ما يتداول.!!
يؤسفني في ذلك أن تضيع جهود معهد البحرين للتنمية السياسية سدى، تلك الجهود التي كنت أرقبها قبل عامين تقريباً، وكيف ركزت في الجانب الإعلامي حول قضايا التعبير عن الرأي المبني على وعي سياسي واحترام للثقافات المختلفة وما إلى ذلك، ربما لأن الجهد لم يصل للفئة المستهدفة فعلياً لاعتبار الندوات والمؤتمرات -التي شكلت أغلبية الخطط التوعوية- ضرباً من النشاط النخبوي يقصده المهتمون فقط، ما كان يتطلب البحث في طرق أكثر ضماناً للوصول لكافة الفئات والتحقق من قدرتها بمعية الرسالة على التأثير. ورغم ثقل نشاطه الذي مازلنا نشيد به حتى اليوم، يبدو أن التشخيص العام فيما يتعلق بالوعي السياسي في البحرين أصبح يجبرنا على إرهاق كاهل المعهد بمزيد من التطلعات المستقبلية في إعادة تقييم مستوى الوعي، وتكثيف النشاط ونوعيته والعناية بانتقاء الوسائل بالتركيز على محاور كالتعاطي الشعبي مع المواد الإعلامية، وتقييم المناخ السياسي -أو الاقتصادي والاجتماعي- المتولدة عنه، فمؤسسات الدولة كلها ونخبها الفكرية والسياسية كذلك أصبحت اليوم قبالة رأي عام منفلت متذبذب "كلمة توديه وكلمة تجيبه"، يقوده بتخبط -وربما بخبث- بعض المؤثرين بين "صالح وطالح" على وسائل التواصل الاجتماعي. أعتقد أيضاً أنه أصبح على جمعية الصحفيين البحرينية وكذلك وزارة شؤون الإعلام مسؤولية إعادة التعريف بدور الصحافي في المجتمع من جديد، كوضع حجر أساس للعلاقة المتبادلة بين الصحافي والجمهور من خلال استقطاب ذلك الجمهور من عامة الناس ومن قياديي وسائل التواصل الاجتماعي في فعاليات إعادة الثقة وترسيم حدود العلاقة البنّاءة بين الطرفين.
اختلاج النبض:
المسألة ليست بحثاً عن انتصارات في مجال ما أو لصالح منتسبي قطاع محدد وإن كان الصحافيين الذين نمثلهم، وإنما باتت قضية ذات عمق أكبر تمس الوعي الجمعي البحريني وتهدد خوضه غمار السياسة رغم أهمية المشاركة الفاعلة من قبل الجميع، فالبحرين تحتاج لمشاركة واعية بنّاءة تخرج عن سياقات "فزعة" "هوي هوي يا ناقتي".!!
{{ article.visit_count }}
يؤسفني في ذلك أن تضيع جهود معهد البحرين للتنمية السياسية سدى، تلك الجهود التي كنت أرقبها قبل عامين تقريباً، وكيف ركزت في الجانب الإعلامي حول قضايا التعبير عن الرأي المبني على وعي سياسي واحترام للثقافات المختلفة وما إلى ذلك، ربما لأن الجهد لم يصل للفئة المستهدفة فعلياً لاعتبار الندوات والمؤتمرات -التي شكلت أغلبية الخطط التوعوية- ضرباً من النشاط النخبوي يقصده المهتمون فقط، ما كان يتطلب البحث في طرق أكثر ضماناً للوصول لكافة الفئات والتحقق من قدرتها بمعية الرسالة على التأثير. ورغم ثقل نشاطه الذي مازلنا نشيد به حتى اليوم، يبدو أن التشخيص العام فيما يتعلق بالوعي السياسي في البحرين أصبح يجبرنا على إرهاق كاهل المعهد بمزيد من التطلعات المستقبلية في إعادة تقييم مستوى الوعي، وتكثيف النشاط ونوعيته والعناية بانتقاء الوسائل بالتركيز على محاور كالتعاطي الشعبي مع المواد الإعلامية، وتقييم المناخ السياسي -أو الاقتصادي والاجتماعي- المتولدة عنه، فمؤسسات الدولة كلها ونخبها الفكرية والسياسية كذلك أصبحت اليوم قبالة رأي عام منفلت متذبذب "كلمة توديه وكلمة تجيبه"، يقوده بتخبط -وربما بخبث- بعض المؤثرين بين "صالح وطالح" على وسائل التواصل الاجتماعي. أعتقد أيضاً أنه أصبح على جمعية الصحفيين البحرينية وكذلك وزارة شؤون الإعلام مسؤولية إعادة التعريف بدور الصحافي في المجتمع من جديد، كوضع حجر أساس للعلاقة المتبادلة بين الصحافي والجمهور من خلال استقطاب ذلك الجمهور من عامة الناس ومن قياديي وسائل التواصل الاجتماعي في فعاليات إعادة الثقة وترسيم حدود العلاقة البنّاءة بين الطرفين.
اختلاج النبض:
المسألة ليست بحثاً عن انتصارات في مجال ما أو لصالح منتسبي قطاع محدد وإن كان الصحافيين الذين نمثلهم، وإنما باتت قضية ذات عمق أكبر تمس الوعي الجمعي البحريني وتهدد خوضه غمار السياسة رغم أهمية المشاركة الفاعلة من قبل الجميع، فالبحرين تحتاج لمشاركة واعية بنّاءة تخرج عن سياقات "فزعة" "هوي هوي يا ناقتي".!!