السيل الشمالي(2) هو مشروع يقوم على بناء خطي أنابيب بطول 1220 كم لنقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا مباشرة عبر بحر البلطيق دون المرور بأراضي دول ترانزيت، بطاقة تصل إلى 55 مليار متر مكعب في السنة هذا الخط الذي تبلغ كلفته 9.5 مليار يورو حصة شركة الغاز الروسية غازبروم فيه تبلغ 50% بينما تمتلك الـ50% الأخرى خمس شركات أوروبية لكل شركة 10%.
المشروع تدعمه ألمانيا وتستفيد منه النمسا وإيطاليا، لكن أكبر المعترضين عليه أمريكا التي جاء اعتراضها على لسان وزير خارجيتها تيلرسون في مؤتمر صحافي جمعه بنظيره البولندي، حيث اعتبر المشروع يقوض أمن واستقرار الطاقة في أوروبا، وكذلك تعترض عليه المفوضية الأوروبية التي طالبتها ألمانيا بعدم التدخل في هذا المشروع.
والحقيقة أن دعم المشروع أو الاعتراض عليه لا يتعلق بأمن الطاقة وحدها فهناك جانب جيوسياسي مهم، فروسيا تتربع على عرش احتياط الغاز العالمي وتسيطر على جميع خطوط أنابيب نقل الغاز العاملة في أوروبا، وقبل أن تبدأ روسيا بتطوير هذه الخطوط وتعزيز اعتماد أوروبا عليها في مجال الطاقة الزرقاء، بادر حلف شمال الأطلسي وأمريكا والاتحاد الأوروبي بمحاولة تقليم مخالب الدب الروسي عندما عقد اتفاقية نابكو في أنقرة بمنتصف يوليو من عام 2009 والاتفاقية كانت قائمة على مد خط أنابيب غاز ضخم ينقل غاز آسيا عبر الأراضي التركية باتجاه دول الاتحاد الأوروبي، وقد وقعت الاتفاقية أذربيجان وأربع دول أوروبية تمر الأنابيب في أراضيها وهي بلغاريا ورومانيا والمجر والنمسا، وقد حضرت ألمانيا الاتفاقية بصفتها مشاركاً في المشروع لكنها لم توقع لأن المشروع لا يمر في أراضيها، كما حضر رئيس المفوضية الأوروبية وممثل الرئيس الأمريكي لشؤون الطاقة في آسيا، وأكد الحضور بشكل واضح دعم حلف شمال الأطلسي السياسي والاستراتيجي للمشروع، وفي الحقيقة الفكرة بنيت أساساً على استراتيجية حلف شمال الأطلسي لمنع روسيا من احتكار وسائل إمداد الطاقة وتقليل اعتماد أوروبا الكبير على روسيا في هذا المجال، كما يدعم تحرير جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق من هيمنة روسيا عليها، إلا أن روسيا اعتبرت المشروع تهديداً حقيقياً لوجودها وحاربت في أكثر من محور لإيقافه، وكان من المفترض أن يبدأ نقل الغاز في 2011 إلا أننا لم نسمع شيئاً عن المشروع غير التوقيع عليه في 2009.
حرب الأنابيب هذه هي صراع بين أمريكا وروسيا على الهيمنة، ومشروع السيل الشمالي2 يواجه اعتراضاً أمريكياً لكن هذه المرة يحصل على دعم من دول أوروبية على رأسها ألمانيا، وقد شق الاتحاد الأوروبي إلى شقين داعم ومعارض، نعم هناك اعتراضات من الدنمارك التي سنت قانوناً لمنع مروره بمياهها في بحر البلطيق لكن المشروع إذا تم ونجح فستكون روسيا قد عرقلت مشروع نابكو وأنجزت مشروعاً يقوي موقفها في العالم لسنين قادمة.
المشروع تدعمه ألمانيا وتستفيد منه النمسا وإيطاليا، لكن أكبر المعترضين عليه أمريكا التي جاء اعتراضها على لسان وزير خارجيتها تيلرسون في مؤتمر صحافي جمعه بنظيره البولندي، حيث اعتبر المشروع يقوض أمن واستقرار الطاقة في أوروبا، وكذلك تعترض عليه المفوضية الأوروبية التي طالبتها ألمانيا بعدم التدخل في هذا المشروع.
والحقيقة أن دعم المشروع أو الاعتراض عليه لا يتعلق بأمن الطاقة وحدها فهناك جانب جيوسياسي مهم، فروسيا تتربع على عرش احتياط الغاز العالمي وتسيطر على جميع خطوط أنابيب نقل الغاز العاملة في أوروبا، وقبل أن تبدأ روسيا بتطوير هذه الخطوط وتعزيز اعتماد أوروبا عليها في مجال الطاقة الزرقاء، بادر حلف شمال الأطلسي وأمريكا والاتحاد الأوروبي بمحاولة تقليم مخالب الدب الروسي عندما عقد اتفاقية نابكو في أنقرة بمنتصف يوليو من عام 2009 والاتفاقية كانت قائمة على مد خط أنابيب غاز ضخم ينقل غاز آسيا عبر الأراضي التركية باتجاه دول الاتحاد الأوروبي، وقد وقعت الاتفاقية أذربيجان وأربع دول أوروبية تمر الأنابيب في أراضيها وهي بلغاريا ورومانيا والمجر والنمسا، وقد حضرت ألمانيا الاتفاقية بصفتها مشاركاً في المشروع لكنها لم توقع لأن المشروع لا يمر في أراضيها، كما حضر رئيس المفوضية الأوروبية وممثل الرئيس الأمريكي لشؤون الطاقة في آسيا، وأكد الحضور بشكل واضح دعم حلف شمال الأطلسي السياسي والاستراتيجي للمشروع، وفي الحقيقة الفكرة بنيت أساساً على استراتيجية حلف شمال الأطلسي لمنع روسيا من احتكار وسائل إمداد الطاقة وتقليل اعتماد أوروبا الكبير على روسيا في هذا المجال، كما يدعم تحرير جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق من هيمنة روسيا عليها، إلا أن روسيا اعتبرت المشروع تهديداً حقيقياً لوجودها وحاربت في أكثر من محور لإيقافه، وكان من المفترض أن يبدأ نقل الغاز في 2011 إلا أننا لم نسمع شيئاً عن المشروع غير التوقيع عليه في 2009.
حرب الأنابيب هذه هي صراع بين أمريكا وروسيا على الهيمنة، ومشروع السيل الشمالي2 يواجه اعتراضاً أمريكياً لكن هذه المرة يحصل على دعم من دول أوروبية على رأسها ألمانيا، وقد شق الاتحاد الأوروبي إلى شقين داعم ومعارض، نعم هناك اعتراضات من الدنمارك التي سنت قانوناً لمنع مروره بمياهها في بحر البلطيق لكن المشروع إذا تم ونجح فستكون روسيا قد عرقلت مشروع نابكو وأنجزت مشروعاً يقوي موقفها في العالم لسنين قادمة.