أشارت منظمة «إيمرجنسي» الإيطالية غير الحكومية التي نُقل ضحايا انفجار كابول الأخير إلى مستشفى تابع لها في العاصمة الأفغانية، إلى وقوع مجزرة» من جراء الانفجار الهائل. وشوهد في موقع الهجوم العديد من الجثث والضحايا المضرجين بالدماء من قتلى وجرحى على الأرصفة. وساد الهلع مكان الانفجار، حيث تطاير زجاج النوافذ على بعد مئات الأمتار. وبات مبنى قريب من مستشفى «جموريات» على وشك الانهيار لكثرة الشقوق التي أحدثها به الانفجار، بينما طلب الأطباء من المدنيين مساعدتهم في إجلاء الجرحى قبل أن يطمرهم الركام.
بالأمس تكلمنا عن ليبيا «الدولة العربية المنسية» وكيف أصبحت وكراً لتجمع شتات الإرهابيين حول العالم بفعل مؤامرة كبرى، نتحدث اليوم عن دولة لا تتكلم العربية تعاني ذات الشقاء الذي تعاني منه ليبيا وربما بشكل أكبر. فالانفجار الذي حصل قبل أيام في العاصمة الأفغانية «كابول» والذي أشرنا إليه في مطلع حديثنا هذا يعتبر أحد فصول المآسي التي لم تتوقف منذ نحو 40 عاماً حتى يومنا هذا، فأفغانستان تعتبر من الدول المنسية بامتياز، سواء من طرف الدول الإسلامية أو حتى الدول الكبرى، فلا شيء يغري الكبار ولا حتى الصغار للبقاء فيها ولو لدقيقة واحدة، وإذا كانت ثمة ما يدفع بعضهم للبقاء هناك فلأجل تأمين مصالحه الحيوية وليس لأجل بناء «كابول» أو تعميرها وحماية الشعب الأفغاني من يد الإرهاب. كما أثبتت التفجيرات الأخيرة فشل الإستراتيجية الأمريكية في أفغانستان وتنامي الجماعات الإرهابية المسلحة وعلى رأسها «طالبان» كما عبرت عن ذلك «رويترز» ومعها أيضاً «فرانس برس».
لا تجف دماء الأبرياء الأفغان حتى يُراق دم آخر في جهة مختلفة من الدولة المنسية، وكأن أفغانستان أصبحت قرحة كبرى للنزف المستمر. ولأن العالم بات مشغولاً بمحنه الاقتصادية وتنامي أزماته المالية وهرولة الجميع للظفر بمخزون النفط والغاز فإن دولة بمستوى أفغانستان المتواضعة لا تغريهم ولا تستحق الالتفات إليها، ولهذا فإن خبر التفجيرات الدموية الحاصلة هناك لم تعد تحرك أسطولاً ولا ضميراً دولياً يُنْقِذَانها من براثن الإرهاب وقبضات الموت اليومية.
إذا كان هناك من قيمة حقيقية لأفغانستان فإن هذه القيمة لا تتجاوز في كونها مصدراً ثريّاً لنشرات الأخبار الحزينة الرتيبة ولكل الصحف والمصوِّرين، فوكالات الأنباء تعتاش على هذه الدولة من أجل التقاط الصور والتسابق على تسجيل السبق الصحافي فيها، وتصوير كاميراتها الحديثة للأجساد المضرجة بالدماء مقرونة بصور الأطفال وهم يُحملون كأشلاء متناثرة فوق أكتاف البائسين من الرجال، أمَّا النساء فليس أمامهن سوى النحيب في زاوية مهمَلة من زوايا الليل. هذه هي أفغانستان.
بالأمس تكلمنا عن ليبيا «الدولة العربية المنسية» وكيف أصبحت وكراً لتجمع شتات الإرهابيين حول العالم بفعل مؤامرة كبرى، نتحدث اليوم عن دولة لا تتكلم العربية تعاني ذات الشقاء الذي تعاني منه ليبيا وربما بشكل أكبر. فالانفجار الذي حصل قبل أيام في العاصمة الأفغانية «كابول» والذي أشرنا إليه في مطلع حديثنا هذا يعتبر أحد فصول المآسي التي لم تتوقف منذ نحو 40 عاماً حتى يومنا هذا، فأفغانستان تعتبر من الدول المنسية بامتياز، سواء من طرف الدول الإسلامية أو حتى الدول الكبرى، فلا شيء يغري الكبار ولا حتى الصغار للبقاء فيها ولو لدقيقة واحدة، وإذا كانت ثمة ما يدفع بعضهم للبقاء هناك فلأجل تأمين مصالحه الحيوية وليس لأجل بناء «كابول» أو تعميرها وحماية الشعب الأفغاني من يد الإرهاب. كما أثبتت التفجيرات الأخيرة فشل الإستراتيجية الأمريكية في أفغانستان وتنامي الجماعات الإرهابية المسلحة وعلى رأسها «طالبان» كما عبرت عن ذلك «رويترز» ومعها أيضاً «فرانس برس».
لا تجف دماء الأبرياء الأفغان حتى يُراق دم آخر في جهة مختلفة من الدولة المنسية، وكأن أفغانستان أصبحت قرحة كبرى للنزف المستمر. ولأن العالم بات مشغولاً بمحنه الاقتصادية وتنامي أزماته المالية وهرولة الجميع للظفر بمخزون النفط والغاز فإن دولة بمستوى أفغانستان المتواضعة لا تغريهم ولا تستحق الالتفات إليها، ولهذا فإن خبر التفجيرات الدموية الحاصلة هناك لم تعد تحرك أسطولاً ولا ضميراً دولياً يُنْقِذَانها من براثن الإرهاب وقبضات الموت اليومية.
إذا كان هناك من قيمة حقيقية لأفغانستان فإن هذه القيمة لا تتجاوز في كونها مصدراً ثريّاً لنشرات الأخبار الحزينة الرتيبة ولكل الصحف والمصوِّرين، فوكالات الأنباء تعتاش على هذه الدولة من أجل التقاط الصور والتسابق على تسجيل السبق الصحافي فيها، وتصوير كاميراتها الحديثة للأجساد المضرجة بالدماء مقرونة بصور الأطفال وهم يُحملون كأشلاء متناثرة فوق أكتاف البائسين من الرجال، أمَّا النساء فليس أمامهن سوى النحيب في زاوية مهمَلة من زوايا الليل. هذه هي أفغانستان.