إنما هي كلمات خمس في خمسين عاماً من المنعة والبطولة والإباء.. خمس كلمات مستحقة في الذكرى الخمسين لتأسيس قوة دفاع البحرين:
1- من اللافت أنه ليس أياً من الجيوش العربية والإسلامية يخرج عن سياق لفظة الجيش في تسميته عدا البحرين، التي تفردت باسمها الخاص «قوة دفاع البحرين»، بكل ما يحمله من دلالات فريدة وتكسب المملكة خصوصيتها المسالمة التي نعرفها، فبينما تتمتع مملكة البحرين بالقوة والصلابة التي تظهر بوضوح في تسمية جيشها، إلا أنها كانت ولاتزال تؤكد على الدور الدفاعي للمملكة فقط، فالبحرين ليست دولة غازية ولا معتدية كما فعلت بعض الدول في المنطقة في وقت سابق تجاه جاراتها –كالعراق مثلاً أيام حكم صدام. ما يشي أن البحرين حتى في ظل نشاطاتها العسكرية وصلابتها مازالت تضع البعد الإنساني في نصابه وتؤكد على الدوام على الحقوق، فهي القوة المنيعة الحازمة الصلبة إذا ما تعرضت لعدوان أو مس شقيقاتها الخليجيات ثم العربيات ثم الدول الإسلامية ضرر، ولكنها تبقى تحفظ شموخ النبلاء في جنباتها وطيب خصالهم.
2- كان لكلمات صاحب الجلالة وقع وصدى وفي نفسي عندما قال جلالته «الاعتماد على الكيف وليس الكم، يجب أن يكون أساس البناء لقوتنا العسكرية، فكفاءة القوات المسلحة في عصرنا الحاضر لم تعد تقاس بقوتها البشرية، بل تقاس بعلمها وقدرتها على استيعاب الأسلحة الحديثة المتطورة، واستخدامها بفعالية عالية، ذلك كان تصورنا لتحقيق ما نصبو إليه»، ومن تلك الرؤية العميقة كان تطور قوة دفاع البحرين تدريجياً لنصل لذلك المستوى المثير للاعتزاز في نفوس البحرينيين.
3- كم هو جميل أن يشاطرنا جلالة الملك المفدى في «قصة البداية» ذكريات تخرجه العسكري وبناء القوات في البحرين في ذكرى تأسيس قوة دفاع البحرين للعام الماضي، بالقول: «في السادس عشر من شهر فبراير عام 1968 تخرجت من الكلية العسكرية، وعدت إلى أرض الوطن. لم يكن الجهاز الدفاعي في ذلك الوقت سوى فكرة يحتاج تنفيذها إلى الكثير من الدراسة والخبرة والمعرفة، ويتطلب التمهيد لتطبيقها وضع الأسس المتينة وإيجاد الأسلوب الأفضل لبدء المسيرة الخيرة»، فجلالته –حفظه الله– كان قد تخرج من كلية «مونز» الحربية للضباط في مدينة درشوت همبشاير، وهي واحدة من أعرق الكليات الحربية.
4- لكم لفتني وأثارني أن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله، أكثر زعيم عربي نراه مرتدياً الزي العسكري، مقدماً رسالته للعالم بأن لدينا جيش يستحق الاعتزاز به، وقوات تغيب عن بهرجات الإعلام واستعراضاته –كما تفعل بعض الجيوش– ولكنها تثير الذهول بصنائعها ووقائعها في ميدان الوغى.
5- ما يسعدنا أننا محظوظون بأن نؤرخ لجيشنا من خلال بناته ومصادره الأساسية، المصادر الأولية التي أسهمت في وضع لبناته الأولى وأشرفت على نهضته وقيامه خطوة بخطوة، جلالة الملك المفدى والمشير الركن معالي الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، القائد العام لقوة دفاع البحرين، بما يعني أننا لا نحتاج للعودة للمراجع والكتب ومصادرنا البشرية العليا مازالت تزودنا من عقيدتها وفكرها العسكري وتاريخ القوات ما لا يمكننا الحصول عليه إلا من خلالهم، أدامهم الله لنا، فمنهم نستمد قوتنا.
* اختلاج النبض:
كل كلمات التهنئة لا تفي بقواتنا الأشاوس درعنا الحصين وسدنا المنيع وعزوتنا لا منا اعتزينا. كل عام وأنتم أبطال المملكة، فخراً وعزاً وذخراً لا ينتهي ولا ينقضي، حفظكم الله ومنحكم من قوته ومجده، فالمجد للأقوياء، وبكم نصنع مجدنا.
{{ article.visit_count }}
1- من اللافت أنه ليس أياً من الجيوش العربية والإسلامية يخرج عن سياق لفظة الجيش في تسميته عدا البحرين، التي تفردت باسمها الخاص «قوة دفاع البحرين»، بكل ما يحمله من دلالات فريدة وتكسب المملكة خصوصيتها المسالمة التي نعرفها، فبينما تتمتع مملكة البحرين بالقوة والصلابة التي تظهر بوضوح في تسمية جيشها، إلا أنها كانت ولاتزال تؤكد على الدور الدفاعي للمملكة فقط، فالبحرين ليست دولة غازية ولا معتدية كما فعلت بعض الدول في المنطقة في وقت سابق تجاه جاراتها –كالعراق مثلاً أيام حكم صدام. ما يشي أن البحرين حتى في ظل نشاطاتها العسكرية وصلابتها مازالت تضع البعد الإنساني في نصابه وتؤكد على الدوام على الحقوق، فهي القوة المنيعة الحازمة الصلبة إذا ما تعرضت لعدوان أو مس شقيقاتها الخليجيات ثم العربيات ثم الدول الإسلامية ضرر، ولكنها تبقى تحفظ شموخ النبلاء في جنباتها وطيب خصالهم.
2- كان لكلمات صاحب الجلالة وقع وصدى وفي نفسي عندما قال جلالته «الاعتماد على الكيف وليس الكم، يجب أن يكون أساس البناء لقوتنا العسكرية، فكفاءة القوات المسلحة في عصرنا الحاضر لم تعد تقاس بقوتها البشرية، بل تقاس بعلمها وقدرتها على استيعاب الأسلحة الحديثة المتطورة، واستخدامها بفعالية عالية، ذلك كان تصورنا لتحقيق ما نصبو إليه»، ومن تلك الرؤية العميقة كان تطور قوة دفاع البحرين تدريجياً لنصل لذلك المستوى المثير للاعتزاز في نفوس البحرينيين.
3- كم هو جميل أن يشاطرنا جلالة الملك المفدى في «قصة البداية» ذكريات تخرجه العسكري وبناء القوات في البحرين في ذكرى تأسيس قوة دفاع البحرين للعام الماضي، بالقول: «في السادس عشر من شهر فبراير عام 1968 تخرجت من الكلية العسكرية، وعدت إلى أرض الوطن. لم يكن الجهاز الدفاعي في ذلك الوقت سوى فكرة يحتاج تنفيذها إلى الكثير من الدراسة والخبرة والمعرفة، ويتطلب التمهيد لتطبيقها وضع الأسس المتينة وإيجاد الأسلوب الأفضل لبدء المسيرة الخيرة»، فجلالته –حفظه الله– كان قد تخرج من كلية «مونز» الحربية للضباط في مدينة درشوت همبشاير، وهي واحدة من أعرق الكليات الحربية.
4- لكم لفتني وأثارني أن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله، أكثر زعيم عربي نراه مرتدياً الزي العسكري، مقدماً رسالته للعالم بأن لدينا جيش يستحق الاعتزاز به، وقوات تغيب عن بهرجات الإعلام واستعراضاته –كما تفعل بعض الجيوش– ولكنها تثير الذهول بصنائعها ووقائعها في ميدان الوغى.
5- ما يسعدنا أننا محظوظون بأن نؤرخ لجيشنا من خلال بناته ومصادره الأساسية، المصادر الأولية التي أسهمت في وضع لبناته الأولى وأشرفت على نهضته وقيامه خطوة بخطوة، جلالة الملك المفدى والمشير الركن معالي الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، القائد العام لقوة دفاع البحرين، بما يعني أننا لا نحتاج للعودة للمراجع والكتب ومصادرنا البشرية العليا مازالت تزودنا من عقيدتها وفكرها العسكري وتاريخ القوات ما لا يمكننا الحصول عليه إلا من خلالهم، أدامهم الله لنا، فمنهم نستمد قوتنا.
* اختلاج النبض:
كل كلمات التهنئة لا تفي بقواتنا الأشاوس درعنا الحصين وسدنا المنيع وعزوتنا لا منا اعتزينا. كل عام وأنتم أبطال المملكة، فخراً وعزاً وذخراً لا ينتهي ولا ينقضي، حفظكم الله ومنحكم من قوته ومجده، فالمجد للأقوياء، وبكم نصنع مجدنا.