كلما شاهدت فيلم الغرب الأمريكي الطيب والشرير والقبيح The Good, the Bad and The Ugly المنتج 1966، أخذتني الحيرة بيدي مثل أغلب المشاهدين في جولة ذهنية بحثاً عن الطيب حقاً بين أبطال الفيلم! فكثيراً مما احتواه الفيلم لايزال حبيس اللقطات الواسعة جداً والقريبة جداً التي اشتهر بها المخرج الكبير «سيرجيو ليوني»، ولم تفهم بعد. لكنني حسمت أمري مبكراً لصالح الممثل «لي فانكليف» في دور المرتزق كأقلهم شراً. فقد استباح «كلينت ايستوود» في دور «شقران»، «Blondie» واليهودي «إيلي ولاش» في دور المكسيكي - استباحوا- دم ما لا يقل عن عشرين رجلاً بدون سبب، فيما كان «فانكليف» أقلهم دموية، بالإضافة إلى سبب آخر، فقد أريد لايستوود أن يكون ملاكاً كما في كل أفلامه. كما لم يظهر فانكليف طوال مسيرته الفنية في في دور رجل خير، فلم يعطه المخرج هذه المرة ما يكفي من جرعات الشرور معتمداً على أنه سلفاً شرير في أذهاننا. ففي مجال الشر هو «وجه تعرفه ولا وجه تتعرف عليه» أو «وجه تعرفه.. ولا وجه تنكره»، كما قال أجدادنا في الأمثال.
وفي القضية اليمنية ومن باب «وجه تعرفه ولا وجه تتعرف عليه» ننحاز بعاطفة قوية ناحية اليمن الجنوبي، ربما لأننا نعرف أهله أكثر، فهم جزء طيب سمح ذاب في المشهد الخليجي، لدرجة أخرجتهم من وصف الوافدين. بينما يتركز إخواننا من اليمن الشمالي في السعودية أكثر من سواها، لكن معرفتنا لأهل الجنوب لا تساعدنا كثيراً في معرفة من هو الطيب ومن هو الشرير ومن هو القبيح في أحداث الأسبوع الماضي. حيث يبدون جميعاً كأهل مواجهات لا أهل مصالحات، من المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى الحكومة اليمنية بقيادة عبدربه منصور، إلى حكومة أحمد بن دغر. فمن هو الشرير في المشهد اليمني الجنوبي والذي يجب أن ندعمه؟ الوحدوي أم الانفصالي؟ الاستحواذي، أم من يريد الاستقلال؟ وما التوابع الزلزالية لخيبة تفكك اليمن خليجياً، وما فرصة تآكل الرهان الخليجي على جدوى عودة الشرعية إذا كان التفكك مصيرها؟ وما ثمن بقاء شحنتي غضب متنافرتين معاً على حدود دول مجلس التعاون؟!
* بالعجمي الفصيح:
أوضحت الأحداث الأخيرة بالملموس غياب آلية للتنسيق بين الخليجيين أنفسهم وبين الخليجيين واليمنيين فيما يخص قضية جنوب اليمن. فاللوم في تقديرنا جراء ما يحدث حالياً يقع على كاهل اليمنيين أنفسهم، فمهمة الخليجيين في اليمن هي توجيه القارب وليس التجديف. وتفكك اليمن أو وحدته لن تنجز بطرق صحيحة بدون التوافق بين اليمنيين أنفسهم عبر القيم الديمقراطية. فالنظم غير الديمقراطية قبلهم واجهت تهديدات الانقلابات، والانتفاضات الشعبية، والتدخل الأجنبي، والانفصال. وستستمر في اليمن غير الديمقراطي. فهل نريح أنفسنا عناء البحث عن الشرير، ونقول لقد اختلط الطيب والشرير والقبيح في جنوب اليمن بطريقة يصعب فصلهم!
وفي القضية اليمنية ومن باب «وجه تعرفه ولا وجه تتعرف عليه» ننحاز بعاطفة قوية ناحية اليمن الجنوبي، ربما لأننا نعرف أهله أكثر، فهم جزء طيب سمح ذاب في المشهد الخليجي، لدرجة أخرجتهم من وصف الوافدين. بينما يتركز إخواننا من اليمن الشمالي في السعودية أكثر من سواها، لكن معرفتنا لأهل الجنوب لا تساعدنا كثيراً في معرفة من هو الطيب ومن هو الشرير ومن هو القبيح في أحداث الأسبوع الماضي. حيث يبدون جميعاً كأهل مواجهات لا أهل مصالحات، من المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى الحكومة اليمنية بقيادة عبدربه منصور، إلى حكومة أحمد بن دغر. فمن هو الشرير في المشهد اليمني الجنوبي والذي يجب أن ندعمه؟ الوحدوي أم الانفصالي؟ الاستحواذي، أم من يريد الاستقلال؟ وما التوابع الزلزالية لخيبة تفكك اليمن خليجياً، وما فرصة تآكل الرهان الخليجي على جدوى عودة الشرعية إذا كان التفكك مصيرها؟ وما ثمن بقاء شحنتي غضب متنافرتين معاً على حدود دول مجلس التعاون؟!
* بالعجمي الفصيح:
أوضحت الأحداث الأخيرة بالملموس غياب آلية للتنسيق بين الخليجيين أنفسهم وبين الخليجيين واليمنيين فيما يخص قضية جنوب اليمن. فاللوم في تقديرنا جراء ما يحدث حالياً يقع على كاهل اليمنيين أنفسهم، فمهمة الخليجيين في اليمن هي توجيه القارب وليس التجديف. وتفكك اليمن أو وحدته لن تنجز بطرق صحيحة بدون التوافق بين اليمنيين أنفسهم عبر القيم الديمقراطية. فالنظم غير الديمقراطية قبلهم واجهت تهديدات الانقلابات، والانتفاضات الشعبية، والتدخل الأجنبي، والانفصال. وستستمر في اليمن غير الديمقراطي. فهل نريح أنفسنا عناء البحث عن الشرير، ونقول لقد اختلط الطيب والشرير والقبيح في جنوب اليمن بطريقة يصعب فصلهم!