لا أحد يختلف في أن عنوان خبر صحافي مثل «وفاة متظاهر تحت التعذيب في معتقل سري» يعتبر من العناوين المثيرة والمحفزة على القراءة ، لكن أحداً لا يختلف أيضاً في أن مثل هذا الخبر يفقد الإثارة ولا يعود محفزاً على القراءة لو أضيف في آخره اسم «إيران»، فمثل هذا الخبر في هذه البلاد التي يحكمها الملالي يصنف ضمن الأخبار العادية بل العادية جداً لأن هذه الجريمة تكاد تحدث يومياً في سجون إيران المنتشرة في طول البلاد وعرضها، وبالتالي فإنه لا يجذب القارئ في كل مكان، ولا يثير القارئ الإيراني بشكل خاص، فهذا هو ديدن هذا النظام، وقتل المعتقلين الذين لا يتجاوبون مع المحققين هو إحدى وسائل النظام الإيراني لتخويف الإيرانيين ومحاولة إنقاذ نفسه خصوصاً بعدما فوجئ بحجم المظاهرات المناوئة له والتي رفعت فيها شعارات من قبيل «الموت للديكتاتور» و«الموت لخامنئي».
النظام الإيراني يعطي نفسه حق قمع كل من «يغويه الشيطان» ويتجرأ بانتقاده، فكيف إذا تظاهر ضده ورفع شعارات مثل تلك التي يعتبرها تطاولاً على «الولي الفقيه» الذي يعتبر نفسه ممثل الله، جلت قدرته، في الأرض؟ ولأن النظام نظام «ملالي» لذا فإن فتاوى تعذيب وقتل المتظاهرين ضد النظام حاضرة في كل حين ولا يتطلب إصدارها سوى الأمر بذلك.
المتابعون للشأن الإيراني يتذكرون دونما شك كيف تعامل النظام الإيراني مع طلبة جامعة طهران في الأعوام التي تجرؤوا فيها ضده، والأكيد أن من عاش تلك الأحداث يصعب عليه إزالة الكثير من الصور من ذاكرته والتي منها على سبيل المثال لا الحصر مهاجمة الطلاب في السكن الجامعي وهدم بعض المباني الجامعية وإلقاء بعض الطلاب من النوافذ وطرق الاعتقال المهينة والضرب بالهراوات الكهربية وأعقاب البنادق وصدم المتظاهرين بالدراجات النارية ومحاصرة الجامعات التي تشهد اضطرابات. أما الذين لم يحضروا هذه الوقائع فالأكيد أنهم لا يجدون صعوبة في تصورها، خصوصاً أولئك الذين شهدوا كيفية تعامل النظام مع المتظاهرين في الشهرين الأخيرين والتي فاق أعداد المعتقلين فيها 5 آلاف متظاهر.
من الأخبار التي تؤكدها المنظمات الحقوقية أن النظام الإيراني قتل ما لا يقل عن 10 معتقلين من المظاهرات الأخيرة تحت التعذيب، تم وضعهم في معتقلات سرية واستند معذبوهم إلى فتاوى تجيز لهم قتل كل معتقل لا يستجيب لما يريدون، وفتاوى تجيز لهم ممارسة الكذب بالقول إنهم توفوا لأسباب أخرى لأنه «أساساً لا يتعرض المعتقلون والسجناء للتعذيب في إيران»!
النظام الإيراني يمارس كل الأفعال الوحشية التي تمارسها الأنظمة الديكتاتورية مع فارق أنه يستند إلى فتاوى يصدرها الحكام الملالي ليبرروا تلك الممارسات، وبالتالي فلا بأس من وفاة معتقل تحت التعذيب، حيث الفتاوى تجيز قتل كل من يقدر النظام وأزلامه أنه يشكل خطراً على الجمهورية الإسلامية.
لو سألت إيرانياً عاش أيام حكم شاه إيران عن الفارق بين تلك الحقبة وحقبة حكم الملالي التي يعيشها اليوم لقال ببساطة إن الاختلاف ينحصر فقط في الغطاء الشرعي الذي يوفره النظام الحالي لممارساته القمعية، فكل ما مارسه الشاه محمد رضا بهلوي بالأمس يمارسه المرشد العام للثورة الإسلامية علي خامنئي اليوم، بل إن جهاز السافاك الذي كان يراقب كل فرد وكل جهة في إيران بما فيها الشاه وقصره وينشر الرعب بين الناس ويوهمهم بأنهم قد يكونوا مراقبين من أقرب الناس إليهم، هو نفسه موجود اليوم ولكن من دون هذا الاسم، فكل حركة وكل سكنة تحدث نهاراً أو ليلاً تصل خامنئي، وكل من يعتبره خامنئي خطراً على النظام يزيله من الوجود «حفظاً للدين»، وبالتالي فليس مستغرباً وفاة معتقلين تحت التعذيب.
{{ article.visit_count }}
النظام الإيراني يعطي نفسه حق قمع كل من «يغويه الشيطان» ويتجرأ بانتقاده، فكيف إذا تظاهر ضده ورفع شعارات مثل تلك التي يعتبرها تطاولاً على «الولي الفقيه» الذي يعتبر نفسه ممثل الله، جلت قدرته، في الأرض؟ ولأن النظام نظام «ملالي» لذا فإن فتاوى تعذيب وقتل المتظاهرين ضد النظام حاضرة في كل حين ولا يتطلب إصدارها سوى الأمر بذلك.
المتابعون للشأن الإيراني يتذكرون دونما شك كيف تعامل النظام الإيراني مع طلبة جامعة طهران في الأعوام التي تجرؤوا فيها ضده، والأكيد أن من عاش تلك الأحداث يصعب عليه إزالة الكثير من الصور من ذاكرته والتي منها على سبيل المثال لا الحصر مهاجمة الطلاب في السكن الجامعي وهدم بعض المباني الجامعية وإلقاء بعض الطلاب من النوافذ وطرق الاعتقال المهينة والضرب بالهراوات الكهربية وأعقاب البنادق وصدم المتظاهرين بالدراجات النارية ومحاصرة الجامعات التي تشهد اضطرابات. أما الذين لم يحضروا هذه الوقائع فالأكيد أنهم لا يجدون صعوبة في تصورها، خصوصاً أولئك الذين شهدوا كيفية تعامل النظام مع المتظاهرين في الشهرين الأخيرين والتي فاق أعداد المعتقلين فيها 5 آلاف متظاهر.
من الأخبار التي تؤكدها المنظمات الحقوقية أن النظام الإيراني قتل ما لا يقل عن 10 معتقلين من المظاهرات الأخيرة تحت التعذيب، تم وضعهم في معتقلات سرية واستند معذبوهم إلى فتاوى تجيز لهم قتل كل معتقل لا يستجيب لما يريدون، وفتاوى تجيز لهم ممارسة الكذب بالقول إنهم توفوا لأسباب أخرى لأنه «أساساً لا يتعرض المعتقلون والسجناء للتعذيب في إيران»!
النظام الإيراني يمارس كل الأفعال الوحشية التي تمارسها الأنظمة الديكتاتورية مع فارق أنه يستند إلى فتاوى يصدرها الحكام الملالي ليبرروا تلك الممارسات، وبالتالي فلا بأس من وفاة معتقل تحت التعذيب، حيث الفتاوى تجيز قتل كل من يقدر النظام وأزلامه أنه يشكل خطراً على الجمهورية الإسلامية.
لو سألت إيرانياً عاش أيام حكم شاه إيران عن الفارق بين تلك الحقبة وحقبة حكم الملالي التي يعيشها اليوم لقال ببساطة إن الاختلاف ينحصر فقط في الغطاء الشرعي الذي يوفره النظام الحالي لممارساته القمعية، فكل ما مارسه الشاه محمد رضا بهلوي بالأمس يمارسه المرشد العام للثورة الإسلامية علي خامنئي اليوم، بل إن جهاز السافاك الذي كان يراقب كل فرد وكل جهة في إيران بما فيها الشاه وقصره وينشر الرعب بين الناس ويوهمهم بأنهم قد يكونوا مراقبين من أقرب الناس إليهم، هو نفسه موجود اليوم ولكن من دون هذا الاسم، فكل حركة وكل سكنة تحدث نهاراً أو ليلاً تصل خامنئي، وكل من يعتبره خامنئي خطراً على النظام يزيله من الوجود «حفظاً للدين»، وبالتالي فليس مستغرباً وفاة معتقلين تحت التعذيب.