سيسجل التاريخ بأن حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين أحد أعظم «المجددين» في التاريخ الحديث، فيما يتعلق بتغيير «خارطة الأوطان» إلى الأفضل.
قائد عرفناه منذ تولى مقاليد الحكم، رجلاً يتطلع للأفضل، ويعشق «التغيير» بغية «التطوير»، ويعتبر ذلك «منهاج حياة»، بل أساساً لكل تقدم ونهوض ونماء.
كان بإمكان الملك حمد أن يمضي بالبحرين كما كانت، فبلادنا لم تكن يوماً في وضع يشابه أوضاع دول عديدة تعاني من التراجع والتخبط، بل البحرين منذ قدم العقود، قدمت نفسها كدولة ناهضة، لديها إرث تاريخي عظيم، وبنت منظومات فاعلة، وكانت سباقة قبل غيرها في مواكبة التقدم على مستوى الإقليم أو العالم، لكنه «شغف القائد» الذي يرفض «حالة الجمود»، إذ حتى لو كنت على القمة، حتى لو كنت متفوقاً ومتقدماً ومواكباً، إلا أنه دائماً بالإمكان أفضل مما كان.
حمد بن عيسى كقائد، بنى منظومة قوة دفاع البحرين منذ كان ولياً للعهد، واليوم نرى كيف أن هذه المنظومة تطورت عبر حقب زمنية متعاقبة، ووضعها اليوم يبين «البون الشاسع» بين الوضع الأول، والوضع الحالي.
أورد هذا كمثال ليقرب الصورة، إذ في مفهوم ملكنا العزيز، البقاء على نفس النقطة أمر لا يعني التفوق والتطور، هو يعني الجمود، حتى لو كنت صاحب مستوى مميز، لكن الطموح يفرض عليك السعي للتطوير والتغيير والتطلع للأفضل دوماً.
ميثاق العمل الوطني قبل 17 عاماً كان نقطة انطلاقة، كان «ميثاق حمد بن عيسى»، فكرته، إرادته ورغبته، والتي حرص من خلالها أن تكون أفكاراً يتشارك فيها مع شعبه، يسهمون معه في بناء أسس الدولة الحديثة، بالتالي كان «ميثاقاً للبحرين»، مشروعاً وطنياً خالصاً يندمج فيه الجميع ويعملون، مشروع «عرابه» حمد بن عيسى.
اليوم حين نحتفل بهذه الذكرى، لسنا نقول بأننا وصلنا الكمال، أو أننا في مدينة فاضلة، أو أننا أنهينا مشوارنا الوطني بنجاح، أبداً لا، حتى قائدنا الأول لن يقبل منا هذا الكلام. من جلس مع جلالة الملك، وتحدث معه واستمع لكلامه يدرك تماماً بأن حمد بن عيسى قائد محنك «الواقعية» أساس في عمله، و»الطموح» وقود لجسارته وخطواته الجريئة، هو واثق الخطوة، بالتالي هو يمشي ملكاً شامخاً، ونحن كشعب نعتز به، من يستمع له يدرك بأن هذا الرجل يعلم تماماً بأن الوصول للكمال أمر مستحيل، لكن بلوغ قربه هو الهدف، والعمل المستمر يمثل الحياة نفسها، فلا تطور بلا عمل، ولا نجاحات بدون وجود أخطاء لتعالج، ولا فرح دون منغصات تطرأ هنا وهناك، ولا إنجاز بلا تحدٍّ.
هل مرت علينا في البحرين أيام عصيبة؟! نعم مرت، سياسياً وأمنياً واقتصادياً وواجهنا محاولات اختطاف لكيان بلادنا، وإرهاباً يقوض أمننا ويستهدف أبطالنا البواسل. لكن السؤال وسط كل ذلك: هل ذهبت البحرين منا؟! هل ضاعت؟! هل تشتتنا وهل تشردنا كحال شعوب أخرى؟!
الإجابة لا وستظل بألف لا، البحرين بقيت، لأن شعبها يرفض ضياعها، لأن قائدها يحفظها وسط قلبه وتمثل له روحه وكيانه، ولأننا في النهاية أمام الوطن نحول كل المعوقات والصعوبات والمشاكل إلى صغار. فالبحرين أولاً قبل أي شيء آخر.
ذكرى الميثاق تذكرنا بالبدايات الجميلة، وتفرض علينا إعادة تقييم عملنا، والبحث عن أين أخطأنا، وفي ماذا تراجعنا، وفي المقابل ماذا حققنا وما أنجزنا، وكيف نمضي قدماً للمستقبل.
يكفيني اليوم وسط كل شيء، أن أغمض عيني وأستوعب بأن لي وطناً يضمني، فيه أماني، وفيه عيشي وعيش أبنائي بكرامة، وفيه ملك لم نعرف منه إلا المروءة والشهامة، حلمه بأن يكون هناك وطن يضم جميع أبنائه، فيه أيام أجمل لا تتحقق إلا باستمرار العمل وبذل الجهد، ولا تقوم إلا على أساس الوطنية الحقة التي أمامها تصغر كل الأمور.
{{ article.visit_count }}
قائد عرفناه منذ تولى مقاليد الحكم، رجلاً يتطلع للأفضل، ويعشق «التغيير» بغية «التطوير»، ويعتبر ذلك «منهاج حياة»، بل أساساً لكل تقدم ونهوض ونماء.
كان بإمكان الملك حمد أن يمضي بالبحرين كما كانت، فبلادنا لم تكن يوماً في وضع يشابه أوضاع دول عديدة تعاني من التراجع والتخبط، بل البحرين منذ قدم العقود، قدمت نفسها كدولة ناهضة، لديها إرث تاريخي عظيم، وبنت منظومات فاعلة، وكانت سباقة قبل غيرها في مواكبة التقدم على مستوى الإقليم أو العالم، لكنه «شغف القائد» الذي يرفض «حالة الجمود»، إذ حتى لو كنت على القمة، حتى لو كنت متفوقاً ومتقدماً ومواكباً، إلا أنه دائماً بالإمكان أفضل مما كان.
حمد بن عيسى كقائد، بنى منظومة قوة دفاع البحرين منذ كان ولياً للعهد، واليوم نرى كيف أن هذه المنظومة تطورت عبر حقب زمنية متعاقبة، ووضعها اليوم يبين «البون الشاسع» بين الوضع الأول، والوضع الحالي.
أورد هذا كمثال ليقرب الصورة، إذ في مفهوم ملكنا العزيز، البقاء على نفس النقطة أمر لا يعني التفوق والتطور، هو يعني الجمود، حتى لو كنت صاحب مستوى مميز، لكن الطموح يفرض عليك السعي للتطوير والتغيير والتطلع للأفضل دوماً.
ميثاق العمل الوطني قبل 17 عاماً كان نقطة انطلاقة، كان «ميثاق حمد بن عيسى»، فكرته، إرادته ورغبته، والتي حرص من خلالها أن تكون أفكاراً يتشارك فيها مع شعبه، يسهمون معه في بناء أسس الدولة الحديثة، بالتالي كان «ميثاقاً للبحرين»، مشروعاً وطنياً خالصاً يندمج فيه الجميع ويعملون، مشروع «عرابه» حمد بن عيسى.
اليوم حين نحتفل بهذه الذكرى، لسنا نقول بأننا وصلنا الكمال، أو أننا في مدينة فاضلة، أو أننا أنهينا مشوارنا الوطني بنجاح، أبداً لا، حتى قائدنا الأول لن يقبل منا هذا الكلام. من جلس مع جلالة الملك، وتحدث معه واستمع لكلامه يدرك تماماً بأن حمد بن عيسى قائد محنك «الواقعية» أساس في عمله، و»الطموح» وقود لجسارته وخطواته الجريئة، هو واثق الخطوة، بالتالي هو يمشي ملكاً شامخاً، ونحن كشعب نعتز به، من يستمع له يدرك بأن هذا الرجل يعلم تماماً بأن الوصول للكمال أمر مستحيل، لكن بلوغ قربه هو الهدف، والعمل المستمر يمثل الحياة نفسها، فلا تطور بلا عمل، ولا نجاحات بدون وجود أخطاء لتعالج، ولا فرح دون منغصات تطرأ هنا وهناك، ولا إنجاز بلا تحدٍّ.
هل مرت علينا في البحرين أيام عصيبة؟! نعم مرت، سياسياً وأمنياً واقتصادياً وواجهنا محاولات اختطاف لكيان بلادنا، وإرهاباً يقوض أمننا ويستهدف أبطالنا البواسل. لكن السؤال وسط كل ذلك: هل ذهبت البحرين منا؟! هل ضاعت؟! هل تشتتنا وهل تشردنا كحال شعوب أخرى؟!
الإجابة لا وستظل بألف لا، البحرين بقيت، لأن شعبها يرفض ضياعها، لأن قائدها يحفظها وسط قلبه وتمثل له روحه وكيانه، ولأننا في النهاية أمام الوطن نحول كل المعوقات والصعوبات والمشاكل إلى صغار. فالبحرين أولاً قبل أي شيء آخر.
ذكرى الميثاق تذكرنا بالبدايات الجميلة، وتفرض علينا إعادة تقييم عملنا، والبحث عن أين أخطأنا، وفي ماذا تراجعنا، وفي المقابل ماذا حققنا وما أنجزنا، وكيف نمضي قدماً للمستقبل.
يكفيني اليوم وسط كل شيء، أن أغمض عيني وأستوعب بأن لي وطناً يضمني، فيه أماني، وفيه عيشي وعيش أبنائي بكرامة، وفيه ملك لم نعرف منه إلا المروءة والشهامة، حلمه بأن يكون هناك وطن يضم جميع أبنائه، فيه أيام أجمل لا تتحقق إلا باستمرار العمل وبذل الجهد، ولا تقوم إلا على أساس الوطنية الحقة التي أمامها تصغر كل الأمور.