في غضون 12 ساعة من كتابتي أن قررت أن أسميها «سمو الكويت»، وقبل أن تأخذ كلماتي طريقها للنشر يوم الأربعاء، كشف لي أهل الكويت كم أنهم يستحقون هذا اللقب وخيراً منه، شاهدت ذلك بالتزامن المربك بين حضوري للكويت تلبية لدعوة الديوان الأميري لحضور مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق، وبين إبلاغي بخبر وفاة جدي، رحمه الله، الذي ودعته في المستشفى على فراش المرض قبيل سفري. الأمر الذي اضطرني للمضي قدماً في مشاركتي بالمؤتمر والتفاعل معه رغم صعوبة الظرف وحرج الموقف، وما إن وصل الخبر المؤسف إلى أحبتي وصحبتي بالكويت فضلاً عن الإدارة المنظمة للمؤتمر، أذهلتني فزعتهم، تلك الفزعة التي تركت في نفسي وقعاً لا يمكنني نسيانه ما حييت، ما يجعلني مدينة للكويت مرتين، مرة لأسباب خاصة جداً وفضل جاءتني به الكويت، ومرة لتلك العناية الغامرة التي طوقني بها الكويتيون حتى أخرجوني من كل التعابير المجازية إلى القول بأني كنت فعلياً بين أهلي و»ناسي».
حوالي أربعة أيام بجدول عمل مزدحم وفعاليات تكاد تصل الليل بالنهار تنوعت بين جلسات رسمية وفعاليات مصاحبة للوفود الخارجية، غمرتنا فيها الكويت بكرم، وزادتني فيها بمواكبة ظرفي إكراماً. كُرست فيها الطاقات الوطنية الكويتية على نحو مشرف ومهيب، ومن طيب أهلها والسمو الفعلي لقادتها، عرفت كيف أن الكويت قد استحقت أن تكون محفوظة من الله، وبسخائها الوفير الذي عمّ العالم ولم يستثنِ العراق رغم حساسية الموقف وصعوبة ذلك على النفس البشرية، بل لعله لا نبالغ بالقول إن الكويت قد اقتطعت من كتفها لتطعم من حولها في العالم وتسندهم في أزماتهم ومعضلاتهم، ما يجعل كل مأزوم في مأمن وسعة في الكويت، كما اختبرت ذلك شخصياً في ظرفي الاستثنائي هذه المرة.
لا أسوق لكل ما ذهبت إليه مدحاً في الكويت، ولا في المشاركة بمؤتمرٍ يعد الأول من نوعه لي في هذا البلد الحبيب، فلعل المتابع الفطن لي قد توصل إلى أن مشاركاتي قد تتجاوز 16 مؤتمراً سنوياً على المستويين الإقليمي والدولي فضلاً عن المحلي، فلا حاجة لي بـ»دهن سير» أحدهم أو التملق لآخر، ولكنها كلمة حق، كان حق علي قولها، وقد استحقتها الكويت متفردة بفضل أدين لها به، رغم ما كنت أحظى به من كرم الدعوات في كثير من البلدان الأخرى التي أكن لها كل المحبة، وخصوصاً دول الخليج العربي التي لا تشكل انتمائي وحسب، وإنما كرست من أجلها حياتي المهنية لتغدو جميعها «مني وفيني».
* اختلاج النبض:
المشاعر الإنسانية التي غمرني بها الكويتيون ليست غريبة على شعب يحمل أميره صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لقب أمير الإنسانية على المستوى الدولي.. شكراً يا «راعين الفزعة».. يا أهل الكرم والإكرام «يا جعل دياركم دوم عامرة».
حوالي أربعة أيام بجدول عمل مزدحم وفعاليات تكاد تصل الليل بالنهار تنوعت بين جلسات رسمية وفعاليات مصاحبة للوفود الخارجية، غمرتنا فيها الكويت بكرم، وزادتني فيها بمواكبة ظرفي إكراماً. كُرست فيها الطاقات الوطنية الكويتية على نحو مشرف ومهيب، ومن طيب أهلها والسمو الفعلي لقادتها، عرفت كيف أن الكويت قد استحقت أن تكون محفوظة من الله، وبسخائها الوفير الذي عمّ العالم ولم يستثنِ العراق رغم حساسية الموقف وصعوبة ذلك على النفس البشرية، بل لعله لا نبالغ بالقول إن الكويت قد اقتطعت من كتفها لتطعم من حولها في العالم وتسندهم في أزماتهم ومعضلاتهم، ما يجعل كل مأزوم في مأمن وسعة في الكويت، كما اختبرت ذلك شخصياً في ظرفي الاستثنائي هذه المرة.
لا أسوق لكل ما ذهبت إليه مدحاً في الكويت، ولا في المشاركة بمؤتمرٍ يعد الأول من نوعه لي في هذا البلد الحبيب، فلعل المتابع الفطن لي قد توصل إلى أن مشاركاتي قد تتجاوز 16 مؤتمراً سنوياً على المستويين الإقليمي والدولي فضلاً عن المحلي، فلا حاجة لي بـ»دهن سير» أحدهم أو التملق لآخر، ولكنها كلمة حق، كان حق علي قولها، وقد استحقتها الكويت متفردة بفضل أدين لها به، رغم ما كنت أحظى به من كرم الدعوات في كثير من البلدان الأخرى التي أكن لها كل المحبة، وخصوصاً دول الخليج العربي التي لا تشكل انتمائي وحسب، وإنما كرست من أجلها حياتي المهنية لتغدو جميعها «مني وفيني».
* اختلاج النبض:
المشاعر الإنسانية التي غمرني بها الكويتيون ليست غريبة على شعب يحمل أميره صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لقب أمير الإنسانية على المستوى الدولي.. شكراً يا «راعين الفزعة».. يا أهل الكرم والإكرام «يا جعل دياركم دوم عامرة».