يضرب المثل العربي «إذا كنت مأكول الطعام فرحب» في الشخص الذي يتعرض لموقف صعب ويكتشف أنه لا حيلة له للخروج منه، ومثاله أن رجلاً كان في مكان مقطوع وفجأة خرج عليه لصوص مسلحون، ولأنه يدرك أنه لا يقدر عليهم وأنهم يمكن أن يتمكنوا منه، لذا فليس أمامه في مثل هذه الحال سوى أن يرحب بهم ويدعوهم إلى مشاركته الطعام، فهو يعرف أنه في كل الأحوال مأكول الطعام، أي أنه يرحب بهم ويدعوهم إلى مشاركته طعامه وإن كان ذلك غصباً عنه، فلا حيلة له للخروج من الموقف بغير هذا.
هذا بالضبط ما حصل لأصحاب المحلات التجارية في بعض القرى يوم الأربعاء الماضي، فهم يعرفون أنهم إن لم يستجيبوا لتهديدات «المعارضة» ويغلقوا محلاتهم في ذلك اليوم فسيتعرضون للأذى وقد يتم حرقها أو إتلاف بضائعهم أو التعرض لهم ولعيالهم أو إصدار قرار بنبذهم اجتماعياً وعدم الشراء منهم مستقبلاً أو تعرضهم لغير ذلك من أساليب الأذى، لذا لم يكن أمامهم سوى أن «يرحبوا» ويغلقوا مصدر رزقهم ورزق عيالهم، فهم في كل الأحوال مأكولو الطعام.
لهذا فإن من المثير للضحك القول بأن أصحاب المحلات التجارية استجابوا لدعوة المشاركة في العصيان المدني، وكذلك من المثير للضحك القول بأن الجمهور شارك في هذه العملية بالتوقف عن الشراء من الأسواق، والسبب هو أن هؤلاء وهؤلاء مرغمون على ذلك ولم يكن قرار غلق محلاتهم أو الامتناع عن التبضع قرارهم، فقد كانوا مأكولي الطعام، وليس أمام مأكول الطعام سوى الترحيب بمن هم أقوى منه.
واقع الحال في بعض القرى هو أنه لو أن أحداً من أصحاب المحلات التجارية لم يستجب للتهديدات وأصر على عدم غلق باب رزقه في ذلك اليوم لنال من الأذى ما لم يتوقعه ولعرض نفسه وعياله ومحله للخطر، وواقع الحال في تلك القرى أيضاً أنه لو أن أحداً من الجمهور لم يستجب للتهديدات وتوجه إلى الأسواق للتبضع لنال من الأذى ما لم يتوقعه ولعرض نفسه وأهله للخطر.
هذه الحقيقة ينبغي ألا يغفل عنها «علماء البحرين» الذين أصدروا بيانا باسمهم يدعو الجمهور إلى الاستجابة والمشاركة في الفعاليات التي دعا إليها من لا يهمه أمر الناس وحياتهم في ذلك اليوم، لأنهم بإصدارهم ذلك البيان يعني أنهم شاركوا في تهديد أصحاب المحلات التجارية في القرى وفي تهديد الناس وإرباك حياتهم.
إغلاق أصحاب المحلات التجارية و«الفرشات» في سوق جدحفص مثلاً في ذلك اليوم لم يكن قرارهم ولا يمكن اعتباره مشاركة منهم واستجابة لتلك الدعوات، فما قاموا به كان غصبا عنهم ولكي يحموا أنفسهم وعيالهم من الأذى، والأمر نفسه فيما يخص الجمهور الذي لم يخرج للتبضع في ذلك اليوم، فقد فعل الناس في تلك القرى ذلك خشية تعرضهم لحماقات من دعا إلى القيام بمثل هذا الأمر. لهذا فإن هذه «الفقرة» تعتبر فاشلة ولا قيمة لها، فأن تجبر الناس على المشاركة لا يعني أنهم شاركوا، ولهذا كان مضحكاً مسارعة الفضائيات «السوسة» ومواقعها الإلكترونية إلى بث الفيديوهات التي تظهر بعض المحلات التجارية وكأن أصحابها شاركوا بقرارهم في هذا العمل فاقد القيمة.
نجاح العصيان المدني في أي بلد لا يمكن أن يتحقق بمثل هذا الأسلوب، فإن لم تكن مشاركة الناس فيه بقرارهم ورغبتهم فلا قيمة له ولا تأثير، والأكيد أنه لو تم تخيير أصحاب تلك المحلات التجارية بين المشاركة وعدم المشاركة لآثروا أن تبقى محلاتهم مفتوحة، ففي ذلك رزقهم ورزق عيالهم، والأمر نفسه فيما يخص الجمهور الذي رحب بالدعوة خوفاً من الأذى وطمعاً في السلامة.
هذا بالضبط ما حصل لأصحاب المحلات التجارية في بعض القرى يوم الأربعاء الماضي، فهم يعرفون أنهم إن لم يستجيبوا لتهديدات «المعارضة» ويغلقوا محلاتهم في ذلك اليوم فسيتعرضون للأذى وقد يتم حرقها أو إتلاف بضائعهم أو التعرض لهم ولعيالهم أو إصدار قرار بنبذهم اجتماعياً وعدم الشراء منهم مستقبلاً أو تعرضهم لغير ذلك من أساليب الأذى، لذا لم يكن أمامهم سوى أن «يرحبوا» ويغلقوا مصدر رزقهم ورزق عيالهم، فهم في كل الأحوال مأكولو الطعام.
لهذا فإن من المثير للضحك القول بأن أصحاب المحلات التجارية استجابوا لدعوة المشاركة في العصيان المدني، وكذلك من المثير للضحك القول بأن الجمهور شارك في هذه العملية بالتوقف عن الشراء من الأسواق، والسبب هو أن هؤلاء وهؤلاء مرغمون على ذلك ولم يكن قرار غلق محلاتهم أو الامتناع عن التبضع قرارهم، فقد كانوا مأكولي الطعام، وليس أمام مأكول الطعام سوى الترحيب بمن هم أقوى منه.
واقع الحال في بعض القرى هو أنه لو أن أحداً من أصحاب المحلات التجارية لم يستجب للتهديدات وأصر على عدم غلق باب رزقه في ذلك اليوم لنال من الأذى ما لم يتوقعه ولعرض نفسه وعياله ومحله للخطر، وواقع الحال في تلك القرى أيضاً أنه لو أن أحداً من الجمهور لم يستجب للتهديدات وتوجه إلى الأسواق للتبضع لنال من الأذى ما لم يتوقعه ولعرض نفسه وأهله للخطر.
هذه الحقيقة ينبغي ألا يغفل عنها «علماء البحرين» الذين أصدروا بيانا باسمهم يدعو الجمهور إلى الاستجابة والمشاركة في الفعاليات التي دعا إليها من لا يهمه أمر الناس وحياتهم في ذلك اليوم، لأنهم بإصدارهم ذلك البيان يعني أنهم شاركوا في تهديد أصحاب المحلات التجارية في القرى وفي تهديد الناس وإرباك حياتهم.
إغلاق أصحاب المحلات التجارية و«الفرشات» في سوق جدحفص مثلاً في ذلك اليوم لم يكن قرارهم ولا يمكن اعتباره مشاركة منهم واستجابة لتلك الدعوات، فما قاموا به كان غصبا عنهم ولكي يحموا أنفسهم وعيالهم من الأذى، والأمر نفسه فيما يخص الجمهور الذي لم يخرج للتبضع في ذلك اليوم، فقد فعل الناس في تلك القرى ذلك خشية تعرضهم لحماقات من دعا إلى القيام بمثل هذا الأمر. لهذا فإن هذه «الفقرة» تعتبر فاشلة ولا قيمة لها، فأن تجبر الناس على المشاركة لا يعني أنهم شاركوا، ولهذا كان مضحكاً مسارعة الفضائيات «السوسة» ومواقعها الإلكترونية إلى بث الفيديوهات التي تظهر بعض المحلات التجارية وكأن أصحابها شاركوا بقرارهم في هذا العمل فاقد القيمة.
نجاح العصيان المدني في أي بلد لا يمكن أن يتحقق بمثل هذا الأسلوب، فإن لم تكن مشاركة الناس فيه بقرارهم ورغبتهم فلا قيمة له ولا تأثير، والأكيد أنه لو تم تخيير أصحاب تلك المحلات التجارية بين المشاركة وعدم المشاركة لآثروا أن تبقى محلاتهم مفتوحة، ففي ذلك رزقهم ورزق عيالهم، والأمر نفسه فيما يخص الجمهور الذي رحب بالدعوة خوفاً من الأذى وطمعاً في السلامة.