لماذا العراق؟ لماذا الهوى كله للعراق؟ لماذا جميع القصائد تذهب فدوة لوجه العراق؟ لأن الصباح هنا لا يشابه أي صباح.. لأن الجراح هنا لا تشابه شكل الجراح! لأن عيون النساء تخبئ خلف السواد السلاح.. لماذا العراق؟ لماذا شناشيل بغداد تختزن الكحل والذكريات؟ لماذا المقام العراقي يدخل في قلبنا من جميع الجهات؟ لماذا تقاتل بغداد عن أرضنا بالوكالة وتحرس أبوابنا بالوكالة وتحرس أعراضنا بالوكالة وتحفظ أموالنا بالوكالة.. لماذا يموت العراقي حتى يؤدي الرسالة؟
هذه مقتطفات أبيات للشاعرة الكبيرة سعاد آل صباح في قصيدتها الرائعة «امرأة قررت أن تحب العراق»، هذه الكلمات استحضرناها ونحن نتابع تفاصيل المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق والذي استضافته مشكورة دولة الكويت الشقيقة بعد إعلان انتهاء التواجد العسكري على تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق منذ نوفمبر الماضي من قبل وزارة الداخلية العراقية، حيث أكدت الحكومة العراقية أن العراق يحتاج لأكثر من 88 مليار دولار لإعادة إعماره على مدى عشر سنوات.
المؤتمر الذي استمر على مدى ثلاثة أيام وشاركت فيه عدد من الدول المانحة والمنظمات الدولية والإقليمية برئاسة خمس جهات هي الاتحاد الأوروبي والعراق والكويت والأمم المتحدة والبنك الدولي وما يزيد عن نحو 70 منظمة إنسانية ما بين إقليمية ودولية و25 منظمة عراقية و15 منظمة كويتية، يعكس أن العراق يحتاج للكثير من العمل جراء الحروب الطاحنة التي مر بها طوال عقود مضت، وأن المواطن العراقي يحتاج لأن تتوافر له بيئة صحية سليمة وتنموية لإعادة العراق إلى مشهد الدول التنموية والمتطورة، فالعراق قبل أكثر من 40 عاماً مضت كان أكثر الدول العربية تطوراً وتحضراً واستحداثاً للتكنولوجيا والعلوم، والعراق كان يتصدر مشهد الدول العربية المتقدمة والرائدة إقليمياً وكان ينعم بالكثير من مقومات البنى التحتية في وقت كانت لاتزال دول الجوار والمنطقة لم تعهدها وقتها ولا تعرفها.
وهذا شيء ليس بمستغرب على أرض كانت تاريخياً بوصلة العرب في العلم والاختراعات وقبلة الشعر والأدب العربي والعلوم الإنسانية، العراق كان جامعة علماء ومفكرين العرب، العراق في مرحلة تاريخية كان بلداً يفخر به أي عربي ومسلم بالدراسة على أرضه والالتحاق بجامعاته ومنابره العلمية على أيدي علماء ومشايخ العراق وكأنه خريج أرقى جامعات العالم اليوم، تلك العراق العظيمة التي ضاعت منا كعرب لا بد أن تسترجع باسترجاع هوية شعبها العربي أولاً وضمان خلوها من العملاء أعداء العروبة.
المؤتمر الدولي الذي اهتم بجمع منح مالية تنوعت ما بين تبرعات مالية لم تغطِ نصف المبلغ المطلوب جمعه وقروض مالية ملزمة السداد بالفوائد، فيما تغيبت إيران عن المساهمة وهي البلد الأكثر فساداً وإرهاباً وعداءً لعروبة العراق وشرعيته كبلد مستقل له امتداده العربي وقريب من ثقافة دول الخليج العربي، حيث يعتبر العراق بالأصل البلد الخليجي السابع، ما يعكس أن العراق اليوم يحتاج قبل أي شيء وكل شيء لإعادة إعمار العروبة في مناطقه جميعاً والتأكد من خلوه من المخططات الإيرانية العدائية وتطهيره فكرياً وسياسياً من التواجد الإيراني والداعشي، كما تم تطهيره من «داعش» عسكرياً، وهذا لا يأتي إلا بضمان ألا تكون الحكومة العراقية الحالية امتداداً لبرامج إيران الإرهابية والطائفية في المنطقة.
فالعراق اليوم، إلى جانب كونه بلداً جريحاً مغرقاً في دماء شعبه، لا يزال كذلك بلداً لم يطهر 100% من المخططات الإيرانية ولا تزال حلقات الوصل بين نظامه الحالي وبين النظام الإيراني ممتدة وتلك مصيبة! لا تزال للأسف هناك برامج مشتركة بين النظام الإيراني المعادي للعرب وبين العديد من الأطراف في الحكومة العراقية الحالية، ولعل أوجه الفساد الإداري والمالي ومسلسلات النهب لخيراته هي أبرز ما يظهر على واجهته وأهم أسباب تراجع العراق وازدياد مديونيته وانهيار اقتصاده.
إعادة إعمار العراق تبدأ من داخل البيت العراقي أولاً وأخيراً وبإرادة وقرار شعب عربي يريد الخير لبلاده وتطهيره ممن أوقعه في هاوية الفوضى والضياع واتخاذ الإجراءات القانونية بحق من نهبوا وسرقوا ثرواته، شريطة أن يكون هذا الشعب العربي حراً عربي الانتماء والقالب، مهما اجتهدت دول الجوار لن يخرج العراق من مأزقه الحالي ويتجاوز محطة الخراب والدمار الذي لحق به إلا بإجماع وطني شعبي على طرد كل أباليس وسفراء المشاريع الإيرانية الطائفية والإرهابية في العراق، فما فائدة أن يبني المواطن العراقي في جهة فيما العراقي الآخر المفترض أنه شقيقه في الوطن والعروبة في الجهة الأخرى يسلم نفسه كعميل ومتحالف مع مشاريع الشر الإيرانية؟
العراق ليس بلداً للاستثمار السياسي والإرهابي فيه، ومن غير المنطق أن تجتهد دول في مساندة ودعم العراق اقتصادياً وتنموياً وتقويته كبلد عربي ليكون بلداً جاهزاً تنهض عليه المخططات الإيرانية العدائية من جديد وتنجح في اختراقه، كما اخترقه تنظيم «داعش» الإيراني القطري التمويل والتخطيط، شعب العراق اليوم مطالب بأن يعي أن حرب العراق الماضية لم يكن عدوها تنظيم «داعش»، بتصدره واجهة الخراب والإرهاب في العراق والذي بالأصل جاء كتنظيم دعمته إيران وليبحث المهتم عن أين تقبع معسكراته التدريبية التي هي موجودة بالأصل داخل الأراضي الإيرانية، بل عدو العراق الأول هي إيران التي مارست الكثير من جرائم الحرب والإبادة والتطهير العرقي و«ركزوا هنا» والتطهير الثقافي والعلمي بحق الشعب العراقي الذي يعتبر من نوابغ الشعوب العربية وفيه الكثير من المفكرين والباحثين والمخترعين.
إعادة إعمار العراق اقتصادياً مطلب ملح خلال هذه الفترة، لكن الأهم ألا يكون العراق بلداً استثمارياً مستقبلاً لإيران ولا لقمة سائغة تلتهمه إيران بعد أن تبذل الدول المساندة لإعادة إعمار العراق الجهود لكي يقف من جديد وينهض اقتصادياً، هناك ضمانات تحتاجها الدول حتى لا يتكرر سيناريو الغزو الإيراني للعراق لتليها مرحلة التعافي، وأن تكون هناك خطة تحصين لمنع تسرب الخلايا الإيرانية لأرض العراق، العراق بحاجة لإعادة التأهيل العربي والإعمار الثقافي قبل الشروع في إعادة التأهيل الاجتماعي وتوفير الاحتياجات التمويلية.
هذه مقتطفات أبيات للشاعرة الكبيرة سعاد آل صباح في قصيدتها الرائعة «امرأة قررت أن تحب العراق»، هذه الكلمات استحضرناها ونحن نتابع تفاصيل المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق والذي استضافته مشكورة دولة الكويت الشقيقة بعد إعلان انتهاء التواجد العسكري على تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق منذ نوفمبر الماضي من قبل وزارة الداخلية العراقية، حيث أكدت الحكومة العراقية أن العراق يحتاج لأكثر من 88 مليار دولار لإعادة إعماره على مدى عشر سنوات.
المؤتمر الذي استمر على مدى ثلاثة أيام وشاركت فيه عدد من الدول المانحة والمنظمات الدولية والإقليمية برئاسة خمس جهات هي الاتحاد الأوروبي والعراق والكويت والأمم المتحدة والبنك الدولي وما يزيد عن نحو 70 منظمة إنسانية ما بين إقليمية ودولية و25 منظمة عراقية و15 منظمة كويتية، يعكس أن العراق يحتاج للكثير من العمل جراء الحروب الطاحنة التي مر بها طوال عقود مضت، وأن المواطن العراقي يحتاج لأن تتوافر له بيئة صحية سليمة وتنموية لإعادة العراق إلى مشهد الدول التنموية والمتطورة، فالعراق قبل أكثر من 40 عاماً مضت كان أكثر الدول العربية تطوراً وتحضراً واستحداثاً للتكنولوجيا والعلوم، والعراق كان يتصدر مشهد الدول العربية المتقدمة والرائدة إقليمياً وكان ينعم بالكثير من مقومات البنى التحتية في وقت كانت لاتزال دول الجوار والمنطقة لم تعهدها وقتها ولا تعرفها.
وهذا شيء ليس بمستغرب على أرض كانت تاريخياً بوصلة العرب في العلم والاختراعات وقبلة الشعر والأدب العربي والعلوم الإنسانية، العراق كان جامعة علماء ومفكرين العرب، العراق في مرحلة تاريخية كان بلداً يفخر به أي عربي ومسلم بالدراسة على أرضه والالتحاق بجامعاته ومنابره العلمية على أيدي علماء ومشايخ العراق وكأنه خريج أرقى جامعات العالم اليوم، تلك العراق العظيمة التي ضاعت منا كعرب لا بد أن تسترجع باسترجاع هوية شعبها العربي أولاً وضمان خلوها من العملاء أعداء العروبة.
المؤتمر الدولي الذي اهتم بجمع منح مالية تنوعت ما بين تبرعات مالية لم تغطِ نصف المبلغ المطلوب جمعه وقروض مالية ملزمة السداد بالفوائد، فيما تغيبت إيران عن المساهمة وهي البلد الأكثر فساداً وإرهاباً وعداءً لعروبة العراق وشرعيته كبلد مستقل له امتداده العربي وقريب من ثقافة دول الخليج العربي، حيث يعتبر العراق بالأصل البلد الخليجي السابع، ما يعكس أن العراق اليوم يحتاج قبل أي شيء وكل شيء لإعادة إعمار العروبة في مناطقه جميعاً والتأكد من خلوه من المخططات الإيرانية العدائية وتطهيره فكرياً وسياسياً من التواجد الإيراني والداعشي، كما تم تطهيره من «داعش» عسكرياً، وهذا لا يأتي إلا بضمان ألا تكون الحكومة العراقية الحالية امتداداً لبرامج إيران الإرهابية والطائفية في المنطقة.
فالعراق اليوم، إلى جانب كونه بلداً جريحاً مغرقاً في دماء شعبه، لا يزال كذلك بلداً لم يطهر 100% من المخططات الإيرانية ولا تزال حلقات الوصل بين نظامه الحالي وبين النظام الإيراني ممتدة وتلك مصيبة! لا تزال للأسف هناك برامج مشتركة بين النظام الإيراني المعادي للعرب وبين العديد من الأطراف في الحكومة العراقية الحالية، ولعل أوجه الفساد الإداري والمالي ومسلسلات النهب لخيراته هي أبرز ما يظهر على واجهته وأهم أسباب تراجع العراق وازدياد مديونيته وانهيار اقتصاده.
إعادة إعمار العراق تبدأ من داخل البيت العراقي أولاً وأخيراً وبإرادة وقرار شعب عربي يريد الخير لبلاده وتطهيره ممن أوقعه في هاوية الفوضى والضياع واتخاذ الإجراءات القانونية بحق من نهبوا وسرقوا ثرواته، شريطة أن يكون هذا الشعب العربي حراً عربي الانتماء والقالب، مهما اجتهدت دول الجوار لن يخرج العراق من مأزقه الحالي ويتجاوز محطة الخراب والدمار الذي لحق به إلا بإجماع وطني شعبي على طرد كل أباليس وسفراء المشاريع الإيرانية الطائفية والإرهابية في العراق، فما فائدة أن يبني المواطن العراقي في جهة فيما العراقي الآخر المفترض أنه شقيقه في الوطن والعروبة في الجهة الأخرى يسلم نفسه كعميل ومتحالف مع مشاريع الشر الإيرانية؟
العراق ليس بلداً للاستثمار السياسي والإرهابي فيه، ومن غير المنطق أن تجتهد دول في مساندة ودعم العراق اقتصادياً وتنموياً وتقويته كبلد عربي ليكون بلداً جاهزاً تنهض عليه المخططات الإيرانية العدائية من جديد وتنجح في اختراقه، كما اخترقه تنظيم «داعش» الإيراني القطري التمويل والتخطيط، شعب العراق اليوم مطالب بأن يعي أن حرب العراق الماضية لم يكن عدوها تنظيم «داعش»، بتصدره واجهة الخراب والإرهاب في العراق والذي بالأصل جاء كتنظيم دعمته إيران وليبحث المهتم عن أين تقبع معسكراته التدريبية التي هي موجودة بالأصل داخل الأراضي الإيرانية، بل عدو العراق الأول هي إيران التي مارست الكثير من جرائم الحرب والإبادة والتطهير العرقي و«ركزوا هنا» والتطهير الثقافي والعلمي بحق الشعب العراقي الذي يعتبر من نوابغ الشعوب العربية وفيه الكثير من المفكرين والباحثين والمخترعين.
إعادة إعمار العراق اقتصادياً مطلب ملح خلال هذه الفترة، لكن الأهم ألا يكون العراق بلداً استثمارياً مستقبلاً لإيران ولا لقمة سائغة تلتهمه إيران بعد أن تبذل الدول المساندة لإعادة إعمار العراق الجهود لكي يقف من جديد وينهض اقتصادياً، هناك ضمانات تحتاجها الدول حتى لا يتكرر سيناريو الغزو الإيراني للعراق لتليها مرحلة التعافي، وأن تكون هناك خطة تحصين لمنع تسرب الخلايا الإيرانية لأرض العراق، العراق بحاجة لإعادة التأهيل العربي والإعمار الثقافي قبل الشروع في إعادة التأهيل الاجتماعي وتوفير الاحتياجات التمويلية.