ربما لم يكن المقترح القطري بشأن إنشاء تحالف أمني على شاكلة الاتحاد الأوروبي مستغرباً بعدما أصبحت الضمانات الأمنية القطرية مغايرة تماماً عمّا هي عليه في دول مجلس التعاون الخليجي، متمثلةً بالقوات العسكرية التركية والإيرانية، وقد كان غريباً أن تستهجن بعض وسائل الإعلام المناوئ رد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على المقترح، ما يدعو لطرح جملة من الأسئلة إذا ما كان هيكل مجلس التعاون الخليجي قد شاخ لنوجد له بديلاً، أو إذا ما كان يعيش حالة ضعفه..؟! وهل أصبح مجلس التعاون الخليجي -باعتباره الهيكل القائم- بحاجة للتوسع؟! وأتساءل إذا ما كانت الدعوة لاتحاد أمني جديد يشكل إقراراً قطرياً بتهاوي هيكل التعاون الخليجي على عروشه ما يستلزم بناء هيكل جديد يقوم على أسس أمنية متجاوزاً كل المشتركات الخليجية الأخرى التي كانت أُس المجلس؟!
على كل حال، يبدو لي أن المجلس ما زال في ريعان شبابه ويعيش أقوى سنواته رغم شدتها، بل ويواجه التحديات التي تحيق به باقتدار لم يسبق له في تاريخه، حتى أصبح جزءاً رئيساً أو قائداً لقوات التحالف العربي الذي يعمل على حماية الحدود الخليجية الجنوبية ولعله يشرف على حماية الحدود الغربية في وقت قريب. ثم أننا إذا لم نتمكن من ترقية التعاون الخليجي إلى اتحاد نظراً لاعتبارات لا يتسع المجال لذكرها في هذا المقال، فهل أصبحنا مستعدين فعلياً للحديث عن التعاون الأمني بصيغة «اتحادية»؟!
الأمر الآخر، أن مجلس التعاون الخليجي، لم يعد في حالة ضعف يستلزم البحث عن دعامات قوة إضافية معززة، وأيضاً إذا ما حدث ذلك –لاسمح الله– فإن البدائل الخليجية المتاحة ربما تم طرحها في وقت سابق عندما كان الحديث عن احتمالات انضمام كل من المغرب والأردن للمجلس، ولكن يبدو لي أن المقترح القطري كان يلمح إلى تعاون مع طهران أو أنقرة من خلال الحديث عن تنحية الخلافات جانباً وإبرام اتفاق أمني إقليمي من أجل إبعاد المنطقة عن حاجة الهاوية، رغم أنه ليس ثمة احتمال على الإطلاق أمام انضمام إيران لاتحاد أمني خليجي بشكل أو بآخر، وكذلك أمام تركيا في ظل تصاعد الملفات الخلافية البينية مع الدول الخليجية، يأتي هذا بمعزل عن كل الاعتبارات الجغرافية، ومن المؤكد أن مسوغات الرفض الخليجي لم تعد خافية على المراقب، بل حتى عن العامة التي تتوارد إليهم رتوش الأخبار من هنا وهناك، فالجميع على علم واسع بشأن الخصومة الكبرى والتهديد الإيراني التاريخي وحتى اليوم للخليج العربي.
* اختلاج النبض:
هل كان خفياً على قطر أن المقترح سيتم رفضه من دول مجلس التعاون أم أن تقديمه ذريعة لعدم تعاون بقية الدول الخليجية مع مشروعات أريد أن ينظر لها أنها رائدة أو بادرات تصالحية؟!
على كل حال، يبدو لي أن المجلس ما زال في ريعان شبابه ويعيش أقوى سنواته رغم شدتها، بل ويواجه التحديات التي تحيق به باقتدار لم يسبق له في تاريخه، حتى أصبح جزءاً رئيساً أو قائداً لقوات التحالف العربي الذي يعمل على حماية الحدود الخليجية الجنوبية ولعله يشرف على حماية الحدود الغربية في وقت قريب. ثم أننا إذا لم نتمكن من ترقية التعاون الخليجي إلى اتحاد نظراً لاعتبارات لا يتسع المجال لذكرها في هذا المقال، فهل أصبحنا مستعدين فعلياً للحديث عن التعاون الأمني بصيغة «اتحادية»؟!
الأمر الآخر، أن مجلس التعاون الخليجي، لم يعد في حالة ضعف يستلزم البحث عن دعامات قوة إضافية معززة، وأيضاً إذا ما حدث ذلك –لاسمح الله– فإن البدائل الخليجية المتاحة ربما تم طرحها في وقت سابق عندما كان الحديث عن احتمالات انضمام كل من المغرب والأردن للمجلس، ولكن يبدو لي أن المقترح القطري كان يلمح إلى تعاون مع طهران أو أنقرة من خلال الحديث عن تنحية الخلافات جانباً وإبرام اتفاق أمني إقليمي من أجل إبعاد المنطقة عن حاجة الهاوية، رغم أنه ليس ثمة احتمال على الإطلاق أمام انضمام إيران لاتحاد أمني خليجي بشكل أو بآخر، وكذلك أمام تركيا في ظل تصاعد الملفات الخلافية البينية مع الدول الخليجية، يأتي هذا بمعزل عن كل الاعتبارات الجغرافية، ومن المؤكد أن مسوغات الرفض الخليجي لم تعد خافية على المراقب، بل حتى عن العامة التي تتوارد إليهم رتوش الأخبار من هنا وهناك، فالجميع على علم واسع بشأن الخصومة الكبرى والتهديد الإيراني التاريخي وحتى اليوم للخليج العربي.
* اختلاج النبض:
هل كان خفياً على قطر أن المقترح سيتم رفضه من دول مجلس التعاون أم أن تقديمه ذريعة لعدم تعاون بقية الدول الخليجية مع مشروعات أريد أن ينظر لها أنها رائدة أو بادرات تصالحية؟!