طلب من سعدالله أن يعمل على إعادة العمل على تأسيس فريق خاص داخل وزارته مهمته مواجهة أي طارىء لشبكات الصرف الصحي. لم يكن لدى سعدالله أي خبرة سابقة في قيادة فرق العمل ولكنه كان مهندساً ذكياً ويعلم تماماً مشاكل شبكات الصرف الصحي بحكم خبرته واطلاعه التقني على الموضوع. كانت لديه مشاركات في العديد من فرق العمل التي لم تكن ناجحة كثيراً. تعلم سعدالله من مشاركاته تلك أن يعمل وحيداً بعيداً عن صراعات فرق العمل التي دائماً ما كانت تؤدي إلى انهيارها أو تلاشيها مع ضعف المحصلة النهائية.
كان دائماً يفكر كيف ينجو برأسه فلا يقع عليه أي لوم وليفعل ذلك يركز دائماً على أداء يتجاوز التوقعات والابتعاد عن أي صراع أو تجاذبات أو تحالفات وكذلك عن أي دور قيادي، هذه المرة لن يفلت من الأمر فهو قائد الفريق. حاول الاعتذار عن عدم قبول المهمة بكل ما لديه من حجج وأسباب شخصية وطبية ومهنية وإدارية حتى أنه ادعى الجهل والضعف الإداري ولكن شخصاً ما في القمة كان يراقبه من بعيد رفض كل اعتذاراته وأصر على الطلب. ذهب سعدالله ليقابل ذلك الشخص في جلسة قصيرة جداً لم تتعدى الخمس دقائق وقبل أن يتفوه بكلمة وجه له الحديث قائلاً: أعرف لماذا أنت هنا طلبك مرفوض مرة أخرى ودعني أوضح لك لماذا أصر على اختيارك وهي لثلاثة أسباب، أولاً، شطارتك وذكاؤك كمهندس، ثانياً، أداؤك المتميز وإنتاجيتك العالية، ثالثاً، وهي أهم نقطة براعتك غير المعقولة في تجنب أي صراع في الفرق التي عملت فيها، وأضاف «من يستطيع أن يتجنب أي صراع وأن يخرج الوحيد منتصراً بدون دماء وهو يرفع الراية البيضاء منذ البداية لابد أنه بارعاً في الأساس من أدرك الصراعات منذ بداياتها وإدارتها والنأي عنها» وتابع «لذلك أريدك أن تؤسس هذا الفريق وأن ترأسه وتقوده».
اعتذر وغادر لأن لديه رتباطاً مهماً آخر وترك سعدالله بين الإحساس بالفخر بنفسه وبين الإحباط لثقل المسؤولية وأن النتائج قد تكون مدمرة بالكامل لما بناه من سمعة جيدة خلال عمله الفترة الماضية. كان مساء ثقيلاً جداً وهو يفكر كيف سيبدأ ومن سيكون في الفريق وكيف سيعمل الفريق وظهرت أمامه كل صراعات الفرق التي عمل بها وأن من سيختارهم لن يجلبهم من كوكب زحل بل سيكون أغلبهم هم هؤلاء أنفسهم. كان يمضي هذا المساء الثقيل مع مستشاره الأول، زوجته معلمة، لا تمتلك خبرات إدارية عالية، ولكنها بحكم طبيعتها ومهنتها كانت تساعده دائماً في أن يمسك بأول الخيط ثم يسحبه وهو مجد وبارع في ذلك، لتتساقط حبات المسبحة في يديه هكذا كانا منذ أيام دراستهما الجامعية. في هذه المرة لم تكن تمتلك أن تقدم له أول الخيط فهي عايشت الصراعات التي تحدث في بعض الأحيان مع المعلمين وأصابها ما أدماها منها. ولكنها في تلك الليلة وقبل أن يخلدا إلى النوم حدثته عن فيلم قديم كان أعجبهما يتحدث عن أسرى حرب من قوات الحلفاء لدى الجيش الياباني يعيشون صراعات حادة ينضم إليهم أسير بريطاني هو ضابط كبير ويعيد تشكيل الروح القتالية لديهم بدون أن يثير القائد الياباني للمعسكر الأسير ومن خلال بناء جسر لتعبر عليه القوات اليابانية! وللحديث بقية.
* استشاري ومطور أعمال وقدرات بشرية ومحكم
كان دائماً يفكر كيف ينجو برأسه فلا يقع عليه أي لوم وليفعل ذلك يركز دائماً على أداء يتجاوز التوقعات والابتعاد عن أي صراع أو تجاذبات أو تحالفات وكذلك عن أي دور قيادي، هذه المرة لن يفلت من الأمر فهو قائد الفريق. حاول الاعتذار عن عدم قبول المهمة بكل ما لديه من حجج وأسباب شخصية وطبية ومهنية وإدارية حتى أنه ادعى الجهل والضعف الإداري ولكن شخصاً ما في القمة كان يراقبه من بعيد رفض كل اعتذاراته وأصر على الطلب. ذهب سعدالله ليقابل ذلك الشخص في جلسة قصيرة جداً لم تتعدى الخمس دقائق وقبل أن يتفوه بكلمة وجه له الحديث قائلاً: أعرف لماذا أنت هنا طلبك مرفوض مرة أخرى ودعني أوضح لك لماذا أصر على اختيارك وهي لثلاثة أسباب، أولاً، شطارتك وذكاؤك كمهندس، ثانياً، أداؤك المتميز وإنتاجيتك العالية، ثالثاً، وهي أهم نقطة براعتك غير المعقولة في تجنب أي صراع في الفرق التي عملت فيها، وأضاف «من يستطيع أن يتجنب أي صراع وأن يخرج الوحيد منتصراً بدون دماء وهو يرفع الراية البيضاء منذ البداية لابد أنه بارعاً في الأساس من أدرك الصراعات منذ بداياتها وإدارتها والنأي عنها» وتابع «لذلك أريدك أن تؤسس هذا الفريق وأن ترأسه وتقوده».
اعتذر وغادر لأن لديه رتباطاً مهماً آخر وترك سعدالله بين الإحساس بالفخر بنفسه وبين الإحباط لثقل المسؤولية وأن النتائج قد تكون مدمرة بالكامل لما بناه من سمعة جيدة خلال عمله الفترة الماضية. كان مساء ثقيلاً جداً وهو يفكر كيف سيبدأ ومن سيكون في الفريق وكيف سيعمل الفريق وظهرت أمامه كل صراعات الفرق التي عمل بها وأن من سيختارهم لن يجلبهم من كوكب زحل بل سيكون أغلبهم هم هؤلاء أنفسهم. كان يمضي هذا المساء الثقيل مع مستشاره الأول، زوجته معلمة، لا تمتلك خبرات إدارية عالية، ولكنها بحكم طبيعتها ومهنتها كانت تساعده دائماً في أن يمسك بأول الخيط ثم يسحبه وهو مجد وبارع في ذلك، لتتساقط حبات المسبحة في يديه هكذا كانا منذ أيام دراستهما الجامعية. في هذه المرة لم تكن تمتلك أن تقدم له أول الخيط فهي عايشت الصراعات التي تحدث في بعض الأحيان مع المعلمين وأصابها ما أدماها منها. ولكنها في تلك الليلة وقبل أن يخلدا إلى النوم حدثته عن فيلم قديم كان أعجبهما يتحدث عن أسرى حرب من قوات الحلفاء لدى الجيش الياباني يعيشون صراعات حادة ينضم إليهم أسير بريطاني هو ضابط كبير ويعيد تشكيل الروح القتالية لديهم بدون أن يثير القائد الياباني للمعسكر الأسير ومن خلال بناء جسر لتعبر عليه القوات اليابانية! وللحديث بقية.
* استشاري ومطور أعمال وقدرات بشرية ومحكم