سأشارككم اليوم حديثاً دار بيني وبين صديق عزيز قبل سنوات، كانت بدايته محاولتي تشخيص حالة استياء تعتريني يومها حينما رأيت أموراً لا تسير بشكل صحيح، وأنا أعترف بأنني من «المهووسين» بعمليات التصليح والتصحيح، بل تصيبني حالة «غرام» بالشيء «المكسور» رغبة في إصلاحه بأية طريقة.
أدرك تماماً من واقع خبرة، أن الرياح لا تسير كما تشتهي السفن، وأن المصاعب موجودة دائماً، وأن النجاعة تكون بالتعامل الحصيف مع الأمور، لكن أحياناً تقف عاجزاً أمام واقع معين، تريد أن تتقدم فتجد قدميك قد غاصتا جزئياً في مستنقع ترابي، تريد أن تصحح فتجد العملية أشبه باختراع العجلة من جديد.
لجأت لصاحبي الضاحك المبتسم دائماً، ميزة جميلة فيه، حتى وأنا أراه يتعامل مع ضغوطات، لكنه يضحك، لدرجة أنني أظنه أحياناً «ممسوس» والإحساس فيه قد هاجر جسده منذ أمد بعيد.
قلت له بصدق: علمني كيف أدع الأمور تمر، دون أن أقف عندها وأفرزها وأفحصها وأدقق فيها، وأسعى جاهداً لإصلاحها، علمني كيف أتكيف مع الواقع حينما أحتاج للتكيف؟!
أجابني بالجملة المشهورة، يا أخي «طنش تعش تنتعش»!
أجبته بأن هذه الجملة تحديداً هي سبب كثير من المصائب التي تحصل في مجتمعاتنا، فأسلوب «التطنيش» لا يتناسب مع أية نوايا لـ»التصحيح». حينما «تطنش» الأمور فإنك تتجاهلها، وتقبل بأن تكون كما هي عليه، هي محاولة هروب من الواقع، وانسحاب من مواجهة الأوضاع الصعبة، وإيماني الدائم هنا بأن الإصلاح والتصحيح ومحاربة الأخطاء لا ينجح فيها إلا الممتلك للجرأة والشجاعة والمؤمن بالتغيير.
هنا أخذت أذكره بجرأة جلالة الملك حمد حفظه الله، رمزنا الأول، وكيف أنه بدأ مشروعه الإصلاحي بشكل لا يقوم به إلا شخص شجاع يقبل التحدي، بالتالي كانت بدايات التغيير، على يد رجل يؤمن بالتغيير.
أكد على قولي هذا وكيف أن التاريخ يشهد للملك حمد، وكيف أنه بالفعل نموذج لمن يقوم بالتغيير، لكنه عاد ليقول بأن ملابسات وتفاصيل عديد من الأمور في قطاعات العمل، وفي أمور الحياة، أحياناً تفرض عليك شعور الشخص الذي يسقط في يده، فلا يعرف ماذا يفعل. إن هو أخذ يركز في كل صغيرة وكبيرة سيتعب، فبعض الأمور لا يمكن تغييرها بين ليلة وأخرى، وبعض آخر تعاكس فيه الظروف المحيطة، بالتالي ترك بعض الأمور هو أسلم الطرق للحفاظ أقلها على أعصابك، في المقابل يمكن التركيز في أمور أخرى.
أفهم تماماً قصده، فأكثر من يعانون من التعب النفسي قبل الجسدي، وأكثر من يدخلون أطوار قلق تؤثر على حياتهم بكافة تفاصيلها، هم أولئك الساعون لـ»الكمال»، المصرون على بلوغه، من يفنون سنوات من أعمارهم يسعون لتحقيق ذلك، وفجأة يستوعبون بأن قطار العمر مضى، وأنهم يبحثون بحثا مستميتا اليوم عن الراحة النفسية.
مازلت لم أقتنع بجملته التي بدأها، إذ نعم يمكن تمرير بعض الأمور، لكن ليس بأسلوب «التطنيش»، هذا الأسلوب يعني القبول بالخطأ، يعني غض النظر، والأخطر يعني قولك لأحد «رجاء ضع ضميرك في الثلاجة»!
يمكن أن تحاول التماشي مع الأوضاع، التعامل بأساليب ذكية، لا تكن يابساً فتكسر، ولا ليناً فتعصر، لكن «لا تطنش»، فالجملة من أساسها لنهايتها خطأ، أصلاً هي يجب أن تكون «طنش تعش تبتلش»، لأنك بالفعل لو سكت وغيرك سكت وتجاهل، وزادت الأعداد، من سينتهي به المطاف يعاني هو المجتمع وأفراده، حينما يتحول الخطأ إلى «عرف سائد» مسلم به.
أدرك تماماً من واقع خبرة، أن الرياح لا تسير كما تشتهي السفن، وأن المصاعب موجودة دائماً، وأن النجاعة تكون بالتعامل الحصيف مع الأمور، لكن أحياناً تقف عاجزاً أمام واقع معين، تريد أن تتقدم فتجد قدميك قد غاصتا جزئياً في مستنقع ترابي، تريد أن تصحح فتجد العملية أشبه باختراع العجلة من جديد.
لجأت لصاحبي الضاحك المبتسم دائماً، ميزة جميلة فيه، حتى وأنا أراه يتعامل مع ضغوطات، لكنه يضحك، لدرجة أنني أظنه أحياناً «ممسوس» والإحساس فيه قد هاجر جسده منذ أمد بعيد.
قلت له بصدق: علمني كيف أدع الأمور تمر، دون أن أقف عندها وأفرزها وأفحصها وأدقق فيها، وأسعى جاهداً لإصلاحها، علمني كيف أتكيف مع الواقع حينما أحتاج للتكيف؟!
أجابني بالجملة المشهورة، يا أخي «طنش تعش تنتعش»!
أجبته بأن هذه الجملة تحديداً هي سبب كثير من المصائب التي تحصل في مجتمعاتنا، فأسلوب «التطنيش» لا يتناسب مع أية نوايا لـ»التصحيح». حينما «تطنش» الأمور فإنك تتجاهلها، وتقبل بأن تكون كما هي عليه، هي محاولة هروب من الواقع، وانسحاب من مواجهة الأوضاع الصعبة، وإيماني الدائم هنا بأن الإصلاح والتصحيح ومحاربة الأخطاء لا ينجح فيها إلا الممتلك للجرأة والشجاعة والمؤمن بالتغيير.
هنا أخذت أذكره بجرأة جلالة الملك حمد حفظه الله، رمزنا الأول، وكيف أنه بدأ مشروعه الإصلاحي بشكل لا يقوم به إلا شخص شجاع يقبل التحدي، بالتالي كانت بدايات التغيير، على يد رجل يؤمن بالتغيير.
أكد على قولي هذا وكيف أن التاريخ يشهد للملك حمد، وكيف أنه بالفعل نموذج لمن يقوم بالتغيير، لكنه عاد ليقول بأن ملابسات وتفاصيل عديد من الأمور في قطاعات العمل، وفي أمور الحياة، أحياناً تفرض عليك شعور الشخص الذي يسقط في يده، فلا يعرف ماذا يفعل. إن هو أخذ يركز في كل صغيرة وكبيرة سيتعب، فبعض الأمور لا يمكن تغييرها بين ليلة وأخرى، وبعض آخر تعاكس فيه الظروف المحيطة، بالتالي ترك بعض الأمور هو أسلم الطرق للحفاظ أقلها على أعصابك، في المقابل يمكن التركيز في أمور أخرى.
أفهم تماماً قصده، فأكثر من يعانون من التعب النفسي قبل الجسدي، وأكثر من يدخلون أطوار قلق تؤثر على حياتهم بكافة تفاصيلها، هم أولئك الساعون لـ»الكمال»، المصرون على بلوغه، من يفنون سنوات من أعمارهم يسعون لتحقيق ذلك، وفجأة يستوعبون بأن قطار العمر مضى، وأنهم يبحثون بحثا مستميتا اليوم عن الراحة النفسية.
مازلت لم أقتنع بجملته التي بدأها، إذ نعم يمكن تمرير بعض الأمور، لكن ليس بأسلوب «التطنيش»، هذا الأسلوب يعني القبول بالخطأ، يعني غض النظر، والأخطر يعني قولك لأحد «رجاء ضع ضميرك في الثلاجة»!
يمكن أن تحاول التماشي مع الأوضاع، التعامل بأساليب ذكية، لا تكن يابساً فتكسر، ولا ليناً فتعصر، لكن «لا تطنش»، فالجملة من أساسها لنهايتها خطأ، أصلاً هي يجب أن تكون «طنش تعش تبتلش»، لأنك بالفعل لو سكت وغيرك سكت وتجاهل، وزادت الأعداد، من سينتهي به المطاف يعاني هو المجتمع وأفراده، حينما يتحول الخطأ إلى «عرف سائد» مسلم به.