علقت بعض مؤسسات الإعلام الموجهة على قرار مقاطعة مجموعة قنوات «MBC» السعودية للدراما التركية، بكونه قراراً سياسياً ولا علاقة له بالعوامل التجارية، ورددت «قرار سياسي» بصيغة اتهامية وكأن الأمر أفرزته السياسة السعودية الجديدة حيال بعض القضايا والسياسات الخارجية والدول التي تمثلها في المنطقة. ولا أجد ضيراً من أن يكون «قراراً سياسياً» فقد كان من المتوقع أن يتم اتخاذ موقف خليجي تجاه تركيا قبل أشهر عدة على خلفية دخول قواتها للأراضي القطرية مع بدء اندلاع الأزمة الخليجية.
ويبدو أن تلك المؤسسات الإعلامية تعمل على محاولة جر المشاهد العادي للنظر إلى تداعيات السياسة على أنماط حياته اليومية وبالتالي خلق حالة من الغضب أو الامتعاض تجاه ما أسمته بعض الوسائل الإعلامية «تحكماً في مشاهدات الجمهور» وتحريض غير منطقي عبرت عنه بأن المشاهد الخليجي بإمكانه الركون إلى قنوات أخرى مازالت مستمرة في عرض المسلسلات التركية في الدول الخليجية أو جوارها العربي، ولا أعتقد أن متخذي القرار قد غاب عنهم ذلك أو شكل فارقاً بالنسبة إليهم، ولا أعتقد أن متخذ القرار كان ينوي الحجر على الجمهور أو ممارسة وصايته عليه. كلنا نعلم أن للمشاهد الحرية في اختيار قنواته وخياراته المفضلة، إلا أن قرار المنع ربما جاء في إطار ما يقدمه إعلام مسؤول لجمهوره ونسبة تركيز جرعات ما يقدمه من مادة أو نوع معين من المواد الإعلامية، ومنه النظر في تأثير المسلسلات التركية.
لقد امتطت تركيا إعلامنا لتحقيق سياساتها في الداخل الخليجي، فبث المسلسلات التركية في مؤسسات الخليج الإعلامية كانت بمثابة شراء إعلانات تركية بدلاً من قبض ثمن البث، إذ استخدمت تركيا إنتاجها التلفزيوني الدرامي قوةً ناعمة جذبت إليها السياح الخليجيين وجعلتهم أكثر قبولاً وإقبالاً لأسلوب الحياة هناك، بما يشكل مغازلة أولية للمواطن الخليجي لقبول الخطى التركية المستقبلية نحو استعادة الهيمنة على المنطقة، بالتسويق لأنموذج حياة مشوق يدفع بتأييد شعبي داخلي لنظام حكم جديد يلتحف برداء الدين ويغازل حلم الخلافة الإسلامية عبر الترويج للقيم الدينية التي تشرف عليها المنظومة الإخوانية التي تحكم تركيا، ثم ان تركيا عملت على تكوين ازدواجية فريدة من خلال إنتاجها الدرامي تقوم على التمرد على الأعراف والعادات الخليجية حيناً ومغازلتها من خلال بعض البيئات التركية المحافظة حيناً أخرى بما يلبي تطلعات الخليجيين من كلي الطرفين وما بينهما.
الأمر الآخر أن صاحب طموح النفوذ يعمل على تنمية ثروات بلاده لتمويل «فتوحات» مرتقبة، فهل يعقل أن تسمح الدول الخليجية برفع الاقتصاد التركي على حساب الجيب الخليجي؟! بعدما شكّلت مبيعات المسلسلات فارقاً في اقتصاد الأتراك؟ ومنحهم فرصة استغلال ثروات الخليج كما فعلوا في سنوات الخلافة العثمانية ليغزونا بأموالنا؟!
* اختلاج النبض:
مقاطعة «MBC» وغيرها للدراما التركية قراراً صائباً وموفقاً، ويستلزم العمل على إنتاج خليجي وعربي منافس، بما يجعله عوضاً مناسباً عن المواد التي تسببت بإدمان المشاهد على نوعية وجودة معينتين من جرعات الإنتاج الدرامي.
ويبدو أن تلك المؤسسات الإعلامية تعمل على محاولة جر المشاهد العادي للنظر إلى تداعيات السياسة على أنماط حياته اليومية وبالتالي خلق حالة من الغضب أو الامتعاض تجاه ما أسمته بعض الوسائل الإعلامية «تحكماً في مشاهدات الجمهور» وتحريض غير منطقي عبرت عنه بأن المشاهد الخليجي بإمكانه الركون إلى قنوات أخرى مازالت مستمرة في عرض المسلسلات التركية في الدول الخليجية أو جوارها العربي، ولا أعتقد أن متخذي القرار قد غاب عنهم ذلك أو شكل فارقاً بالنسبة إليهم، ولا أعتقد أن متخذ القرار كان ينوي الحجر على الجمهور أو ممارسة وصايته عليه. كلنا نعلم أن للمشاهد الحرية في اختيار قنواته وخياراته المفضلة، إلا أن قرار المنع ربما جاء في إطار ما يقدمه إعلام مسؤول لجمهوره ونسبة تركيز جرعات ما يقدمه من مادة أو نوع معين من المواد الإعلامية، ومنه النظر في تأثير المسلسلات التركية.
لقد امتطت تركيا إعلامنا لتحقيق سياساتها في الداخل الخليجي، فبث المسلسلات التركية في مؤسسات الخليج الإعلامية كانت بمثابة شراء إعلانات تركية بدلاً من قبض ثمن البث، إذ استخدمت تركيا إنتاجها التلفزيوني الدرامي قوةً ناعمة جذبت إليها السياح الخليجيين وجعلتهم أكثر قبولاً وإقبالاً لأسلوب الحياة هناك، بما يشكل مغازلة أولية للمواطن الخليجي لقبول الخطى التركية المستقبلية نحو استعادة الهيمنة على المنطقة، بالتسويق لأنموذج حياة مشوق يدفع بتأييد شعبي داخلي لنظام حكم جديد يلتحف برداء الدين ويغازل حلم الخلافة الإسلامية عبر الترويج للقيم الدينية التي تشرف عليها المنظومة الإخوانية التي تحكم تركيا، ثم ان تركيا عملت على تكوين ازدواجية فريدة من خلال إنتاجها الدرامي تقوم على التمرد على الأعراف والعادات الخليجية حيناً ومغازلتها من خلال بعض البيئات التركية المحافظة حيناً أخرى بما يلبي تطلعات الخليجيين من كلي الطرفين وما بينهما.
الأمر الآخر أن صاحب طموح النفوذ يعمل على تنمية ثروات بلاده لتمويل «فتوحات» مرتقبة، فهل يعقل أن تسمح الدول الخليجية برفع الاقتصاد التركي على حساب الجيب الخليجي؟! بعدما شكّلت مبيعات المسلسلات فارقاً في اقتصاد الأتراك؟ ومنحهم فرصة استغلال ثروات الخليج كما فعلوا في سنوات الخلافة العثمانية ليغزونا بأموالنا؟!
* اختلاج النبض:
مقاطعة «MBC» وغيرها للدراما التركية قراراً صائباً وموفقاً، ويستلزم العمل على إنتاج خليجي وعربي منافس، بما يجعله عوضاً مناسباً عن المواد التي تسببت بإدمان المشاهد على نوعية وجودة معينتين من جرعات الإنتاج الدرامي.