البحث عن سبل لطي الصفحة المؤلمة التي تم إدخال البحرين فيها عنوة هو ما ينبغي أن يكون اليوم الشغل الشاغل لكل من يهمه أمر هذا الوطن، فمن دون طي تلك الصفحة سيبقى الحال على ما هو عليه وسيكون الوطن هو الخاسر الأكبر، فما تشهده المنطقة من أحداث ويعيشه العالم من تطورات تتسارع يؤثر سلباً على الاستقرار والتنمية ويعرض الكثير من المكتسبات للضياع. ولأن الحكومة أثبتت في مناسبات عديدة أنها مرنة وأن هاجسها هو الوطن، ولأن المعطيات وما يجري من أحداث وتطورات في الساحة المحلية تؤكد أن مريدي السوء لايزالون غير قادرين على قراءة الساحة واستيعاب ما يجري في المنطقة وما ترمي إليه إيران ومن صار تحت عباءتها وما يتم التخطيط له في الخفاء، لذا فإن كل عاقل لا يمكنه إلا أن يدعو إلى أن يعيد أولئك الذين وضعوا يدهم في يد الأجنبي ظناً منهم أنه سيعينهم على تحقيق ما يصبون إليه، يدعوهم إلى إعادة تقييم الأمور ودراسة الوضع والتفكير بعقولهم لا بانفعالاتهم وألا يتخذوا قراراتهم ومواقفهم بناء على ردود الأفعال والعواطف، فمن يشتغل سياسة ينظر إلى الأمور بشكل مختلف ويعمل على أن يحقق بعض ما يشغله ولكن من دون أن يسيء إلى الوطن وإلى الثوابت.
استمرار المشكلة يعني إما أن أولئك لا يدركون ما يقومون به أو أنهم لا يريدون لها أن تنتهي، وهذا يدفع إلى الاعتقاد بأنهم غير مبالين بالوطن وما يحدث له وغير مبالين بما قد يجري على المواطنين الذين يرفعون شعارات الانتصار لهم، أي أن المشكلة تكمن فيهم وليس في الحكومة، لذا فإن طي الصفحة مسؤوليتهم هم بالدرجة الأولى والأخيرة.
واقعاً لم يتخذ أولئك أي خطوة تصب في اتجاه طي الصفحة وإنهاء المشكلة، وواقعاً فإن ما هم مستمرون فيه يزيد من تعقيد المشكلة، وهذا يؤكد أن قرارهم ليس بيدهم ولكن بيد الأجنبي، ويؤكد أن مصلحة الأجنبي تكمن -في هذه المرحلة على الأقل- في جعل المشكلة مستمرة وتزداد تعقيداً على أمل أن يجد جديد يعينها ويعينهم على تحقيق بعض ما يرمون إليه.
بالنسبة للعقلاء ومدركي الأمور فإن شيئاً من الذي ينتظرون حصوله لن يحصل، فكل المؤشرات تؤكد أنه من سابع المستحيلات، وإذا كانوا يعتقدون أن بالإمكان الاستفادة من اللعب على المتناقضات في العلاقات بين دول الخليج العربي بعضها ببعض فإن هذا يعني أنهم دون القدرة على فهم واستيعاب تلك العلاقات، جذورها ومآلها، فأن تختلف هذه الدول بل حتى أن تصل إلى حد القطيعة والخصام بل التعارك فإن هذا لا يعني أبداً أنها ستقبل على بعضها البعض وستسمح للأجنبي بأن يستغل الموقف، فهذه الدول تظل كتلة واحدة لأن نسيجها وأصلها واحد وثابت.
طي الصفحة المعنية يكون بعودة أولئك إلى العقل والحكمة وبالنظر إلى الأمور بواقعية وبالإيمان بأن ما قاموا ويقومون به يضر بالوطن وبالمواطنين ولا يكون بهذا الذي يفعلونه ويصرون عليه، وإذا كانوا بالفعل حريصين على الوطن والمواطنين كما يدعون فإن عليهم أن يغيروا نظرتهم إلى الأمور ويتخلصوا من الأسلوب الذي تم اعتماده، ويفلتوا من كل اتفاق سالب بينهم وبين الأجنبي الذي لا يبحث إلا عن مصلحته وسيزيلهم من طريقه عندما يجد أن في ذلك مصلحة له.
لم يعد أمام أولئك سوى العمل على طي تلك الصفحة الجارحة للوطن، ولأن أحداً غيرهم لا يمكن أن يقوم بهذا العمل لذا فإن عليهم أن يعجلوا به وأن يبحثوا عن السبل التي تجعل الحكومة تقبل بهم وتثق فيهم وهو أمر ممكن بسبب مرونة الحكومة.
{{ article.visit_count }}
استمرار المشكلة يعني إما أن أولئك لا يدركون ما يقومون به أو أنهم لا يريدون لها أن تنتهي، وهذا يدفع إلى الاعتقاد بأنهم غير مبالين بالوطن وما يحدث له وغير مبالين بما قد يجري على المواطنين الذين يرفعون شعارات الانتصار لهم، أي أن المشكلة تكمن فيهم وليس في الحكومة، لذا فإن طي الصفحة مسؤوليتهم هم بالدرجة الأولى والأخيرة.
واقعاً لم يتخذ أولئك أي خطوة تصب في اتجاه طي الصفحة وإنهاء المشكلة، وواقعاً فإن ما هم مستمرون فيه يزيد من تعقيد المشكلة، وهذا يؤكد أن قرارهم ليس بيدهم ولكن بيد الأجنبي، ويؤكد أن مصلحة الأجنبي تكمن -في هذه المرحلة على الأقل- في جعل المشكلة مستمرة وتزداد تعقيداً على أمل أن يجد جديد يعينها ويعينهم على تحقيق بعض ما يرمون إليه.
بالنسبة للعقلاء ومدركي الأمور فإن شيئاً من الذي ينتظرون حصوله لن يحصل، فكل المؤشرات تؤكد أنه من سابع المستحيلات، وإذا كانوا يعتقدون أن بالإمكان الاستفادة من اللعب على المتناقضات في العلاقات بين دول الخليج العربي بعضها ببعض فإن هذا يعني أنهم دون القدرة على فهم واستيعاب تلك العلاقات، جذورها ومآلها، فأن تختلف هذه الدول بل حتى أن تصل إلى حد القطيعة والخصام بل التعارك فإن هذا لا يعني أبداً أنها ستقبل على بعضها البعض وستسمح للأجنبي بأن يستغل الموقف، فهذه الدول تظل كتلة واحدة لأن نسيجها وأصلها واحد وثابت.
طي الصفحة المعنية يكون بعودة أولئك إلى العقل والحكمة وبالنظر إلى الأمور بواقعية وبالإيمان بأن ما قاموا ويقومون به يضر بالوطن وبالمواطنين ولا يكون بهذا الذي يفعلونه ويصرون عليه، وإذا كانوا بالفعل حريصين على الوطن والمواطنين كما يدعون فإن عليهم أن يغيروا نظرتهم إلى الأمور ويتخلصوا من الأسلوب الذي تم اعتماده، ويفلتوا من كل اتفاق سالب بينهم وبين الأجنبي الذي لا يبحث إلا عن مصلحته وسيزيلهم من طريقه عندما يجد أن في ذلك مصلحة له.
لم يعد أمام أولئك سوى العمل على طي تلك الصفحة الجارحة للوطن، ولأن أحداً غيرهم لا يمكن أن يقوم بهذا العمل لذا فإن عليهم أن يعجلوا به وأن يبحثوا عن السبل التي تجعل الحكومة تقبل بهم وتثق فيهم وهو أمر ممكن بسبب مرونة الحكومة.