الناس صنفان، صنف يجعل من أحلامه الأساس للتعامل مع الحياة ويبذل كل طاقته أملاً في تحقيق ما يستبعد أن يتحقق، وصنف ينظر إلى الواقع ويتعامل معه بطريقة تؤكد ابتعاده عن الأحلام والخيال، أما النتيجة فتكون دائماً في صالح الصنف الثاني، حيث الابتعاد عن الواقع يجعل من التعامل مع كل شيء صعباً وفي كثير من الأحيان مستحيلاً بينما التعامل بواقعية وبما تفرضه المعطيات المتوفرة على الأرض ينتج تفكيراً إيجابياً يعين المرء على تحقيق الكثير من المكاسب فيحقق ذاته ويسهم في الارتقاء بالمجتمع ويخدم الوطن.
المعطيات التي كانت متوفرة بالأمس واليوم في البحرين لا تعين على تحقيق ما يندرج في باب الأحلام وأساسه الخيال، لذا فإن العقل يدفع إلى التعامل مع الواقع، ولأن هذا لا يستوعبه إلا العقلاء لذا فإن البعيدين عن هذه الصفة لا يجدون مفراً من الاصطدام بالواقع، وهذا هو بالضبط حال أولئك الذين أعطوا خيالهم وأحلامهم الفرصة لتقودهم، ومثالهم هنا أولئك الذين اعتقدوا أن بإمكانهم اختطاف البحرين بالطريقة نفسها التي يمكن اختطافها في الخيال فنفذوا ما تخيلوه لكنهم فوجئوا بالواقع المختلف وفوجئوا بأن الناس الذين ادعوا أنهم إنما يفعلون كل ذلك من أجلهم لم يقفوا إلى جانبهم بعدما تبين لهم أنهم غارقون في أحلامهم وخيالهم وأنهم لا يتعاملون مع الواقع.
من هنا يسهل القول بأن ما قام به أولئك لا يدخل في باب الثورة حيث الثورة – أي ثورة – تتعامل مع ما يتوفر في الساحة من معطيات بواقعية وليس مع ما يسيطر من خيالات في رؤوس قادتها، لهذا انفصل الناس عنها ولم يجدوا فيها الطريق إلى ما يأملونه وما يرغبون فيه من تغيير يجعلهم أكثر اطمئناناً على مستقبلهم ومستقبل عيالهم.
ما لم يدركه أولئك هو أن الناس لا يغامرون بما هو في يدهم إن لم يضمنوا أن القادم أفضل، وبما أن من قام بذاك التحرك اعتمد على خياله ولم يعط أي اعتبار للواقع وما يتوفر فيه من معطيات لذا لم يكن مقنعا بالنسبة للناس فعادوا إلى واقعهم وقرروا أن ما بيدهم أفضل مما قد يأتيهم.
ليس الحديث هنا عن الماديات فقط ولكن عن كل شيء وأوله الأمان الذي تبين للناس أنهم سيفقدونه إن وضعوا أيديهم في أيدي أولئك وشاركوهم في قفزتهم المجنونة في الهواء، إذ ما بعد فقدان الأمن والأمان اللذين يتمتعون بهما اليوم سوى الفوضى وسوى خسارة الحاضر والمستقبل. ولأن الناس على غير استعداد لكل هذا، خصوصاً وأنه لا توجد من الأساس مشكلة كبيرة بينهم وبين الحكومة، لذا سارع من تم أسر عقله لبعض الوقت إلى العودة إلى الواقع والابتعاد عن النظر إلى الأمور بمنظار الخيال والأحلام، وانضم إلى من لم يتمكن أولئك من أسر عقله فكانت النتيجة هي هزيمة أولئك الذين من المؤسف أنهم لا يزالون أسرى خيالهم المريض وأحلامهم التي تسببوا بها في أذى الكثيرين.
ما جرى على الناس هنا خلال السنوات السبع الأخيرة سببه تحليق أولئك في الأحلام وانطلاقهم من الخيال وعدم اعتمادهم الواقع في ما اتخذوه من قرارات لم يقدروا نتائجها فحدث ما حدث وتضرر من تضرر، لهذا فإن من حق الناس عليهم أن يعودوا إلى الواقع ويتوقفوا عن الاستمرار في أحلامهم وخيالاتهم، ومن حقهم عليهم أيضاً أن يعينونهم على الاندماج مع واقعهم وإثبات أنهم يحبون وطنهم ويعملون من أجله ويفدونه بأرواحهم.
ليس أفضل من الفرصة التي أعلن عنها وزير الداخلية الأسبوع الماضي والرامية إلى تعزيز الولاء الوطني ليؤكدوا أنهم توقفوا عن التعامل مع الواقع بالطريقة التي كانوا يتعاملون بها معه.
{{ article.visit_count }}
المعطيات التي كانت متوفرة بالأمس واليوم في البحرين لا تعين على تحقيق ما يندرج في باب الأحلام وأساسه الخيال، لذا فإن العقل يدفع إلى التعامل مع الواقع، ولأن هذا لا يستوعبه إلا العقلاء لذا فإن البعيدين عن هذه الصفة لا يجدون مفراً من الاصطدام بالواقع، وهذا هو بالضبط حال أولئك الذين أعطوا خيالهم وأحلامهم الفرصة لتقودهم، ومثالهم هنا أولئك الذين اعتقدوا أن بإمكانهم اختطاف البحرين بالطريقة نفسها التي يمكن اختطافها في الخيال فنفذوا ما تخيلوه لكنهم فوجئوا بالواقع المختلف وفوجئوا بأن الناس الذين ادعوا أنهم إنما يفعلون كل ذلك من أجلهم لم يقفوا إلى جانبهم بعدما تبين لهم أنهم غارقون في أحلامهم وخيالهم وأنهم لا يتعاملون مع الواقع.
من هنا يسهل القول بأن ما قام به أولئك لا يدخل في باب الثورة حيث الثورة – أي ثورة – تتعامل مع ما يتوفر في الساحة من معطيات بواقعية وليس مع ما يسيطر من خيالات في رؤوس قادتها، لهذا انفصل الناس عنها ولم يجدوا فيها الطريق إلى ما يأملونه وما يرغبون فيه من تغيير يجعلهم أكثر اطمئناناً على مستقبلهم ومستقبل عيالهم.
ما لم يدركه أولئك هو أن الناس لا يغامرون بما هو في يدهم إن لم يضمنوا أن القادم أفضل، وبما أن من قام بذاك التحرك اعتمد على خياله ولم يعط أي اعتبار للواقع وما يتوفر فيه من معطيات لذا لم يكن مقنعا بالنسبة للناس فعادوا إلى واقعهم وقرروا أن ما بيدهم أفضل مما قد يأتيهم.
ليس الحديث هنا عن الماديات فقط ولكن عن كل شيء وأوله الأمان الذي تبين للناس أنهم سيفقدونه إن وضعوا أيديهم في أيدي أولئك وشاركوهم في قفزتهم المجنونة في الهواء، إذ ما بعد فقدان الأمن والأمان اللذين يتمتعون بهما اليوم سوى الفوضى وسوى خسارة الحاضر والمستقبل. ولأن الناس على غير استعداد لكل هذا، خصوصاً وأنه لا توجد من الأساس مشكلة كبيرة بينهم وبين الحكومة، لذا سارع من تم أسر عقله لبعض الوقت إلى العودة إلى الواقع والابتعاد عن النظر إلى الأمور بمنظار الخيال والأحلام، وانضم إلى من لم يتمكن أولئك من أسر عقله فكانت النتيجة هي هزيمة أولئك الذين من المؤسف أنهم لا يزالون أسرى خيالهم المريض وأحلامهم التي تسببوا بها في أذى الكثيرين.
ما جرى على الناس هنا خلال السنوات السبع الأخيرة سببه تحليق أولئك في الأحلام وانطلاقهم من الخيال وعدم اعتمادهم الواقع في ما اتخذوه من قرارات لم يقدروا نتائجها فحدث ما حدث وتضرر من تضرر، لهذا فإن من حق الناس عليهم أن يعودوا إلى الواقع ويتوقفوا عن الاستمرار في أحلامهم وخيالاتهم، ومن حقهم عليهم أيضاً أن يعينونهم على الاندماج مع واقعهم وإثبات أنهم يحبون وطنهم ويعملون من أجله ويفدونه بأرواحهم.
ليس أفضل من الفرصة التي أعلن عنها وزير الداخلية الأسبوع الماضي والرامية إلى تعزيز الولاء الوطني ليؤكدوا أنهم توقفوا عن التعامل مع الواقع بالطريقة التي كانوا يتعاملون بها معه.