ليل الأحد، كنت مع عدد من الأصدقاء في منطقة الدرعية التاريخية بالرياض، وهز أسماعنا دوي انفجارات قوية، ومن ثم رأينا وميضاً في السماء، فأدركنا بأنها المضادات الأرضية للصواريخ، ولا بد أنها هجمات بالصواريخ الباليستية من قبل قوات الحوثي على السعودية.

كان لافتاً للنظر متابعة ردة فعل الأشقاء السعوديين وعوائلهم الموجودين في المنطقة التي تعتبر أحد المناطق السياحية الجميلة في مدينة الرياض، وفي نفس الوقت متابعة ما ضجت به مواقع التواصل الاجتماعي بشأن ما حصل.

مشاهداتنا تمثلت بإعجاب شديد للأشقاء السعوديين، وقفوا يتابعون ما يحصل، ومع كل دوي لانفجار، نسمع بجانبنا من يقول: «كفو يا صقور المملكة»، بعدها توالت الأنباء الأولية عن إطلاق حزمة صواريخ حوثية باتجاه مدن المملكة العربية السعودية تم إسقاطها والتعامل معها من قبل القوات السعودية وضمن منظومة الدرع الصاروخي المتطورة.

مواقع التواصل الاجتماعي بالأخص «تويتر»، كنا نلحظ أن غالبية المغردين من الرياض، وأعني الحسابات الحقيقية لأشخاص بأسمائهم وصورهم، غالبيتها تشيد بقوة ويقظة الأمن السعودي وقوات الجيش، والقوات الجوية ومن يقومون على الدرع الصاروخي، وأنت تقرأ ما يكتبون تشعر بمقدار الوطنية والولاء والانتماء للتراب السعودي، ولم يسقط سهواً أبداً دعوات الأشقاء بأن يحفظ الله بلاد الحرمين وبلدان الخليج واليمن الشقيق من كيد الحوثيين ومن يدعمهم ويقف معهم.

تحس وأنت تتابع كل هذا، بأن هناك قدراً كبيراً من الفخر والاعتزاز بالسعودية وترابها من قبل أبنائها، تحس بحجم ولائهم الكبير لخادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الرجل القوي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وأنهم بالفعل جنود لهذه الأرض التي تمثل لنا الكثير في الخليج، وبالأخص لنا في البحرين، فالمملكة شقيقتنا الكبرى، وهي صاحبة المواقف المشرفة دائماً وأبداً مع البحرين، لم تتغير يوماً، ولم تتبدل، ولم تتراجع خطوة عن إسناد بلادنا، بالتالي أقولها لأشقائي السعوديين دائماً حينما ألقاهم بـ«أنكم غير»، نحن وأنتم بالفعل قلبان في جسد واحد، وما يجري على بلادنا نرى تداعياته وتأثيراته على السعودية والعكس، من منطلق رفض المملكتين للوقوف في موقف المتفرج بلا موقف فاعل وإجراء حاسم، إن طال واحدة منهما شيء ولو كان صغيراً.

لذلك، هذا الاعتداء الآثم من قبل العناصر الحوثية العميلة التي استخدمت لابتلاع اليمن الشقيق، وسلخه من عروبته وانتمائه الحقيقي في مواجهة الأطماع الخارجية التي تحاول تفتيت الكيانات العربية واستهداف الدول الخليجية، اعتداء يرفضه كل شخص غيور على بلاده وعلى أشقائه، وكانت الإدانات أمراً مفروغا منه.

بيد أن النقطة المهمة هنا، تتمثل بهذه الثقة والإصرار والعزيمة من قبل السعوديين أنفسهم، هم يدركون بأنهم لأجل حماية اليمن الشقيق، ومنع ابتلاعه باتوا في مرمى نيران العدو، وأنهم أصبحوا الصدر الذي يحمي الأشقاء من كل أذى واستهداف، والسعودية الشقيقة الكبرى عودتنا على ذلك دائما، بالتالي هي دائما ستظل عمقنا الاستراتيجي والقوة التي تقوى قوتنا بها وبوحدتنا معها.

حفظ الله المملكة برجالها الشجعان، وبقيادة الحزم والعزم، وشعبها الأصيل، وبات حريا بالمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتحرك دوليا وبشكل قوي لقطع دابر الحوثيين وقطع كل وسائل وطرق تهريب الأسلحة لهم.

اليمن لو ترك وحيداً لتحول اليوم لدولة يسيطر عليها حزب إرهابي، لا ارتباط له بالقضايا العربية، بل سيكون بلدا محتلا من قبل عملاء ولائهم معروف أين يتجه، وتمويلهم مكشوف مصدره.

صواريخ الحوثي ليست سوى وسيلة العاجز، لا تهز سوى الأجواء التي تطير فيها قبل أن تنسفها نسفاً صواريخ الشرف والعزة والعدالة، أبداً لا ترهب شقيقتنا الكبرى، لأنها باختصار السعودية، وما أدراك ما السعودية.