بعيداً عن النفاق السياسي القطري، ليس خافياً على المحللين السياسيين أن النظام القطري يقبع في دائرة الخوف من معركة باتت وشيكة عنوانها «الشعب يريد إسقاط النظام»، ولكن هذه المرة لن تكون القاهرة أو المنامة مسرحاً لها، بل ستستضيف الدوحة فعاليات هذه المعركة.
استكمالاً للمقال السابق الذي تم التطرق فيه إلى استمرار النظام القطري لـ«سياسة النفاق» والمناورة على مدار السنوات الماضية. وعودة للمراكز البحثية والمنظمات الحقوقية المشبوهة والشخصيات التي استعان بها حتى وإن كانت مثلية! تلك التي قام النظام القطري بتمويلها لتكون أداة لنشر الفوضى بدول جيرانها والبلاد العربية.
لقد مول النظام القطري بجانب المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بفروعه الثلاثة ومنظمة كرامة الذين تطرقنا لأنشطتهم في المقال السابق، كلاً من مركز «بروكينغز» بـ15 مليون دولار في منحة على 4 سنوات من أجل إنشاء هذا المركز في الدوحة، وفق ما أكدته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، ومركز كارنيغي للشرق الأوسط، وهو مؤسسة لأبحاث السياسات مقرّها في بيروت، بلبنان، وهو جزء من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي. كما استقطب ومول معهد راند في الدوحة الذي يضم في عضويته جامعات ومدارس وكذلك مؤسسات تحمل صفات تطوعية ومؤسسات تجارية بمساهمات المحفظة السيادية للنظام القطري.
ارتكزت مخرجات المراكز البحثية التي استقطبها ومولها النظام القطري في تغيير النهج الفكري لدى المجتمعات حديثة الديمقراطية، ونشر الأبحاث في مجال العلوم الاجتماعية المشككة في أنظمتها وجيوشها والتأثير على الاقتصاد والسياسة والحكم والسياسة الخارجية في دول الشرق الأوسط.
الطابور الخامس القطري
قام النظام القطري بالاستعانة بطابوره الخامس من المرتزقة، المكون من منصات إعلامية وإعلاميين وبعض المثقفين المأجورين وحزبيين ينتمون لحزب «الإخوان» الإرهابي ومنظمات مشبوهة خاصة منها المقيمة في الضاحية الجنوبية، بلبنان، بتلميع صورته إعلامياً بعد الأضرار التي لحقت بشعبه جراء تعنته وفجوره، الذي ترتب عليه تعميق عزلته الدولية جراء دعمه للإرهاب، وتفتيت النسيج القطري جراء إسقاط الجنسية عن أكثر من 6 آلاف مواطن قطري والاستعانة بقوى عسكرية إيرانية وتركية لتأمين ديمومة النظام بعد تصدع العلاقة بين أفراد عائلة آل ثاني ومنع المواطنين من الحج ومحاولاته لتدويل الحج واستنزاف الخزينة القطرية.
لم يقف النظام القطري الإرهابي عند هذا الحد، بل قام بتوظيف ماكينة المرتزقة الإعلامية للنيل من عاصفة الحزم وإعادة الأمل، ودعم ميليشيات الحوثي بحقائب المال السوداء لاستمرارهم في قتل الشعب اليمني.
امتازت سياسة النظام القطري في تعاملها مع مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب «السعودية والإمارات والبحرين ومصر»، عبر طابورها الخامس بحالة من التخبط السياسي الشديد، فلم تلجأ الدوحة إلى معالجة هذه المطالب بل على العكس، قامت باتباع سياسة المغالاة في التطرف وهو ما دفعها إلى هجر البيت العربي والالتفاف خلف النظامين الإيراني والتركي وتمسكها بنهج سياسي يعتمد على العمل الميليشياوي والإعلام المضلل التحريضي، وكانت أبعد ما تكون عن العمل المؤسسي الرصين.
* خلاصة القول
مسلسل الانقلاب السياسي في قطر أصبح وشيكاً، والسبب يعود إلى أنه مازالت الدوحة تتبوأ منصب أكبر داعم لتمويل الإرهاب في العالم، والشعب القطري يعاني عزلة دولية بسبب تخبط النظام الحاكم، كما أن الاستنجاد بالنظامين الإيراني والتركي يبعد الدوحة عن محيطها العربي. لكل ذلك نقول إن النفاق السياسي القطري لن يجدي نفعاً، ومن المتوقع أن تشهد المرحلة القادمة الكشف عن طابور الدوحة الخامس وتعرية القابع بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب المقاطعة للنظام القطري، فصبر جميل.
{{ article.visit_count }}
استكمالاً للمقال السابق الذي تم التطرق فيه إلى استمرار النظام القطري لـ«سياسة النفاق» والمناورة على مدار السنوات الماضية. وعودة للمراكز البحثية والمنظمات الحقوقية المشبوهة والشخصيات التي استعان بها حتى وإن كانت مثلية! تلك التي قام النظام القطري بتمويلها لتكون أداة لنشر الفوضى بدول جيرانها والبلاد العربية.
لقد مول النظام القطري بجانب المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بفروعه الثلاثة ومنظمة كرامة الذين تطرقنا لأنشطتهم في المقال السابق، كلاً من مركز «بروكينغز» بـ15 مليون دولار في منحة على 4 سنوات من أجل إنشاء هذا المركز في الدوحة، وفق ما أكدته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، ومركز كارنيغي للشرق الأوسط، وهو مؤسسة لأبحاث السياسات مقرّها في بيروت، بلبنان، وهو جزء من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي. كما استقطب ومول معهد راند في الدوحة الذي يضم في عضويته جامعات ومدارس وكذلك مؤسسات تحمل صفات تطوعية ومؤسسات تجارية بمساهمات المحفظة السيادية للنظام القطري.
ارتكزت مخرجات المراكز البحثية التي استقطبها ومولها النظام القطري في تغيير النهج الفكري لدى المجتمعات حديثة الديمقراطية، ونشر الأبحاث في مجال العلوم الاجتماعية المشككة في أنظمتها وجيوشها والتأثير على الاقتصاد والسياسة والحكم والسياسة الخارجية في دول الشرق الأوسط.
الطابور الخامس القطري
قام النظام القطري بالاستعانة بطابوره الخامس من المرتزقة، المكون من منصات إعلامية وإعلاميين وبعض المثقفين المأجورين وحزبيين ينتمون لحزب «الإخوان» الإرهابي ومنظمات مشبوهة خاصة منها المقيمة في الضاحية الجنوبية، بلبنان، بتلميع صورته إعلامياً بعد الأضرار التي لحقت بشعبه جراء تعنته وفجوره، الذي ترتب عليه تعميق عزلته الدولية جراء دعمه للإرهاب، وتفتيت النسيج القطري جراء إسقاط الجنسية عن أكثر من 6 آلاف مواطن قطري والاستعانة بقوى عسكرية إيرانية وتركية لتأمين ديمومة النظام بعد تصدع العلاقة بين أفراد عائلة آل ثاني ومنع المواطنين من الحج ومحاولاته لتدويل الحج واستنزاف الخزينة القطرية.
لم يقف النظام القطري الإرهابي عند هذا الحد، بل قام بتوظيف ماكينة المرتزقة الإعلامية للنيل من عاصفة الحزم وإعادة الأمل، ودعم ميليشيات الحوثي بحقائب المال السوداء لاستمرارهم في قتل الشعب اليمني.
امتازت سياسة النظام القطري في تعاملها مع مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب «السعودية والإمارات والبحرين ومصر»، عبر طابورها الخامس بحالة من التخبط السياسي الشديد، فلم تلجأ الدوحة إلى معالجة هذه المطالب بل على العكس، قامت باتباع سياسة المغالاة في التطرف وهو ما دفعها إلى هجر البيت العربي والالتفاف خلف النظامين الإيراني والتركي وتمسكها بنهج سياسي يعتمد على العمل الميليشياوي والإعلام المضلل التحريضي، وكانت أبعد ما تكون عن العمل المؤسسي الرصين.
* خلاصة القول
مسلسل الانقلاب السياسي في قطر أصبح وشيكاً، والسبب يعود إلى أنه مازالت الدوحة تتبوأ منصب أكبر داعم لتمويل الإرهاب في العالم، والشعب القطري يعاني عزلة دولية بسبب تخبط النظام الحاكم، كما أن الاستنجاد بالنظامين الإيراني والتركي يبعد الدوحة عن محيطها العربي. لكل ذلك نقول إن النفاق السياسي القطري لن يجدي نفعاً، ومن المتوقع أن تشهد المرحلة القادمة الكشف عن طابور الدوحة الخامس وتعرية القابع بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب المقاطعة للنظام القطري، فصبر جميل.