بعد اطلاعي على مقال «إيران وجيرانها العرب.. ما الذي يجمعنا؟»، لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي نشره موقع «الجزيرة نت»، قبل أيام، أرجو ألاّ أكون مستفزة للقارئ الكريم لو قلت أن المقال أقنعني حد التبني.. ولكن قبل أن تصل الجملة للقارئ بنقصانها من المهم الاستدراك بالقول «لو لم يكن ظريف كاتبه». وإنني إذ أحلل مضمون المقال وألحقه بتعليقات مقتضبة، فكلي يقين بأن ما لدى القارئ من ردود عليها، ربما يكون أعمق مما قد أورده في مساحة محدودة.
لا أخفيكم كم هالني أن يكرر ظريف ألفاظاً تحمل مدلولات النوايا الحسنة والملائكية غير المعهودة على مسؤولي النظام الايراني، فمن الهندسة الإقليمية الجديدة وسياسة الاحتواء لتحقيق المصالح المشتركة ووضع أسس عقد أمني مشترك، إلى الدعوة إلى الحوار وبناء الثقة للخروج من النفق المظلم، إلى يد إيران الممدودة للحفاظ على الجيرة، إلى الدعوة لتجنب تكرار حروب كـ«داحس وغبراء» و«البسوس»، وأن ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا..!!
مع ذلك فإن المقال لم يخلُ من نزغ المنة على العرب والمسلمين بتبني قضية فلسطين التي هي قضيتهم الأولى، رغم بشاعة استغلال طهران للقضية. ولم يخلُ من محاولة إشعال الفتيل وتخوين الحلفاء بالإشارة إلى أنهم لن ينفعوكم وسيزجوا بكم في التهالك التي واجهتها العراق وأفغانستان قبلكم وكذلك سوريا ولبنان وفلسطين، ولم يخلُ الخطاب كذلك من التلويح بتهمة التطبيع مع إسرائيل. وقد دسّ المقال محاولة تحميل الأنظمة الخليجية مسؤولية عدم الاستجابة للحوار مع إيران وتحريض شعوبهم ضدهم بالإشارة لتحمل المسؤولية أمام التاريخ وأجيال المستقبل، وكأنه يقول محذراً «إما الحوار وإما العدوان غير محمود العواقب».
وبصيغة بكائية على ندرة سلعة الأمن في المنطقة يقول ظريف «تستعر في المنطقة كل أنواع الصراعات الإثنية والقومية والطائفية والدينية والعشائرية والقبلية» ولا أدري من المسؤول عن ذلك الصراع ولا كيف أشعل فتيل الفتن الطائفية لولا ظهور الدولة الخمينية، وأستعجب من النبرة التبريرية الوقحة لتدخلها في العراق وسوريا ولبنان واليمن، متسائلةً لماذا لم يصغِ ظريف وأربابه لصوت العقل في ضمائرهم قبل أن يوشحوا أمهات سوريا ولبنان واليمن والبحرين والإمارات والسعودية بالسواد وقبل أن يعثوا بأحقادهم في الأرض تدميراً بحروب جاهلية؟
* اختلاج النبض:
مقال ظريف يشي بأن إيران مدركة جيداً لإقبالها على عزلة في محيطها الخليجي والعربي والدولي. وبعيداً عن هذا كله فإن المقال مثال رائع لطلبة العلوم السياسية في الإجابة عن سؤال «كيف تناقض أقوال إيران أفعالها؟».
وللحديث بقية..
لا أخفيكم كم هالني أن يكرر ظريف ألفاظاً تحمل مدلولات النوايا الحسنة والملائكية غير المعهودة على مسؤولي النظام الايراني، فمن الهندسة الإقليمية الجديدة وسياسة الاحتواء لتحقيق المصالح المشتركة ووضع أسس عقد أمني مشترك، إلى الدعوة إلى الحوار وبناء الثقة للخروج من النفق المظلم، إلى يد إيران الممدودة للحفاظ على الجيرة، إلى الدعوة لتجنب تكرار حروب كـ«داحس وغبراء» و«البسوس»، وأن ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا..!!
مع ذلك فإن المقال لم يخلُ من نزغ المنة على العرب والمسلمين بتبني قضية فلسطين التي هي قضيتهم الأولى، رغم بشاعة استغلال طهران للقضية. ولم يخلُ من محاولة إشعال الفتيل وتخوين الحلفاء بالإشارة إلى أنهم لن ينفعوكم وسيزجوا بكم في التهالك التي واجهتها العراق وأفغانستان قبلكم وكذلك سوريا ولبنان وفلسطين، ولم يخلُ الخطاب كذلك من التلويح بتهمة التطبيع مع إسرائيل. وقد دسّ المقال محاولة تحميل الأنظمة الخليجية مسؤولية عدم الاستجابة للحوار مع إيران وتحريض شعوبهم ضدهم بالإشارة لتحمل المسؤولية أمام التاريخ وأجيال المستقبل، وكأنه يقول محذراً «إما الحوار وإما العدوان غير محمود العواقب».
وبصيغة بكائية على ندرة سلعة الأمن في المنطقة يقول ظريف «تستعر في المنطقة كل أنواع الصراعات الإثنية والقومية والطائفية والدينية والعشائرية والقبلية» ولا أدري من المسؤول عن ذلك الصراع ولا كيف أشعل فتيل الفتن الطائفية لولا ظهور الدولة الخمينية، وأستعجب من النبرة التبريرية الوقحة لتدخلها في العراق وسوريا ولبنان واليمن، متسائلةً لماذا لم يصغِ ظريف وأربابه لصوت العقل في ضمائرهم قبل أن يوشحوا أمهات سوريا ولبنان واليمن والبحرين والإمارات والسعودية بالسواد وقبل أن يعثوا بأحقادهم في الأرض تدميراً بحروب جاهلية؟
* اختلاج النبض:
مقال ظريف يشي بأن إيران مدركة جيداً لإقبالها على عزلة في محيطها الخليجي والعربي والدولي. وبعيداً عن هذا كله فإن المقال مثال رائع لطلبة العلوم السياسية في الإجابة عن سؤال «كيف تناقض أقوال إيران أفعالها؟».
وللحديث بقية..