كانت الساعة بحدود الثامنة مساء عندما خرجت من البيت متوجهاً لأداء صلاة العشاء في المسجد الذي يبعد نحو 400 متر عن المنزل، الظلام حالك، وسكون مريب في حي هجره سكانه كونه ملاصقاً لمطار بغداد الدولي.
وما إن دخل ما تبقى من سكان الحي في الصلاة حتى اخترق ذلك السكون صوت سرف الدبابات الأمريكية وهي تسير على الطريق الرئيس الذي يبعد قرابة 800 متر عن المسجد لتعقبه مباشرة أصوات انفجارات منتظمة ومتتالية يهز كل انفجار منها أركان المسجد، وأخطر ما في الأمر شبابيك المسجد الزجاجية التي كانت تملأ جوانبه من الأرض وحتى السقف بارتفاع ربما يزيد على ستة أمتار وكنت أرى الزجاج وهو يخرج من مكان ويعود مع كل انفجار فتراءت أمامي المذبحة التي ستحصل عند تكسره على أجسادنا، لا ندري ما هي الأهداف التي تضرب لكن على كل حال مرت دقائق الصلاة وكأنها أيام، أفكار كثيرة جالت في خاطري منها أن أرجع ولا أجد البيت وساكنيه، لا أدري كيف انتهت لكن مع نهايتها ظهرت مشكلة جديدة وهي كيفية العودة إلى البيت فالطريق يمر بشوارع نافذة إلى الطريق العام ولا أعرف أين موقع القوات الأمريكية كما أني لا أرى شيئاً منها بسبب الظلام وكلنا يعلم أنهم يستخدمون أجهزة تكنولوجية متطورة وأسلحة موجهة بالليزر، لكن لا خيار سوى العودة مهما كانت مكلفة، وفعلاً عدت بسلام وبدا لي الطريق أطول من ذي قبل بعشرات المرات، بعدها توقف صوت الانفجارات وصوت سرف الدبابات وبقي هدير محركاتها يملأ الأرجاء، مع صوت إطلاقات متفرقة يصدر بين الفينة والأخرى، وتحقق ما كنت أخشاه، فعندما أشرقت صباح اليوم التالي واختفت الدبابات خرجنا إلى الشارع العام الذي يقسم منطقتنا إلى قسمين ويرتبط بالطريق العام، وجدنا ما خلفته الإطلاقات المتفرقة، إنها جثث لمدنيين عدة ملقاة على قارعة الطريق منهم مشاة من سكان المنطقة كان يهمون بعبور الشارع فقتلتهم القوات الأمريكية قبل أن يتموا عبورهم وآخرون مستطرقون كل ذنبهم أنهم مروا من هناك، أقربهم بينه وبين القوات الأمريكية ما لا يقل عن 300 متر كما أنه من المستحيل أن يراهم في تلك الأجواء، وأعتقد أن قتلهم كان نوعاً من التسلية وقد حصل هذا كثيراً باعتراف الجنود لاحقاً، أتذكر جيداً أنني وقفت عند أول ضحية وكان يبعد عنهم قرابة 300 متر، وهو رجل في الستينات من عمره جالس خلف مقود سيارته «التويوتا كورونا»، كف يده اليمنى قطع بإطلاقة واستقر على المقعد الذي بجانبه كما طار أعلى رأسه من فوق جبينه واستقر على المقعد الخلفي ويبدو بإطلاقة أيضاً، أما سقف سيارته فكان ملفوفاً حتى منتصفها كما تلف السجادة، مما جعلنا نتيقن أن ثمة أسلحة غير تقليدية استخدمت في تلك الأحداث.
أما صوت الانفجارات التي كنا نسمعها فتبين أنها مجرد قنابل صوتية فائقة الشدة استخدمت كنوع من أنواع الإرهاب وإرعاب السكان، حدث ذلك في أحد أحياء بغداد ليلة 10-9 أبريل من عام 2003 أي في مثل هذا اليوم أو قبله بيومين بالضبط قبل 15 سنة، إنه يوم سقوط بغداد.
وما إن دخل ما تبقى من سكان الحي في الصلاة حتى اخترق ذلك السكون صوت سرف الدبابات الأمريكية وهي تسير على الطريق الرئيس الذي يبعد قرابة 800 متر عن المسجد لتعقبه مباشرة أصوات انفجارات منتظمة ومتتالية يهز كل انفجار منها أركان المسجد، وأخطر ما في الأمر شبابيك المسجد الزجاجية التي كانت تملأ جوانبه من الأرض وحتى السقف بارتفاع ربما يزيد على ستة أمتار وكنت أرى الزجاج وهو يخرج من مكان ويعود مع كل انفجار فتراءت أمامي المذبحة التي ستحصل عند تكسره على أجسادنا، لا ندري ما هي الأهداف التي تضرب لكن على كل حال مرت دقائق الصلاة وكأنها أيام، أفكار كثيرة جالت في خاطري منها أن أرجع ولا أجد البيت وساكنيه، لا أدري كيف انتهت لكن مع نهايتها ظهرت مشكلة جديدة وهي كيفية العودة إلى البيت فالطريق يمر بشوارع نافذة إلى الطريق العام ولا أعرف أين موقع القوات الأمريكية كما أني لا أرى شيئاً منها بسبب الظلام وكلنا يعلم أنهم يستخدمون أجهزة تكنولوجية متطورة وأسلحة موجهة بالليزر، لكن لا خيار سوى العودة مهما كانت مكلفة، وفعلاً عدت بسلام وبدا لي الطريق أطول من ذي قبل بعشرات المرات، بعدها توقف صوت الانفجارات وصوت سرف الدبابات وبقي هدير محركاتها يملأ الأرجاء، مع صوت إطلاقات متفرقة يصدر بين الفينة والأخرى، وتحقق ما كنت أخشاه، فعندما أشرقت صباح اليوم التالي واختفت الدبابات خرجنا إلى الشارع العام الذي يقسم منطقتنا إلى قسمين ويرتبط بالطريق العام، وجدنا ما خلفته الإطلاقات المتفرقة، إنها جثث لمدنيين عدة ملقاة على قارعة الطريق منهم مشاة من سكان المنطقة كان يهمون بعبور الشارع فقتلتهم القوات الأمريكية قبل أن يتموا عبورهم وآخرون مستطرقون كل ذنبهم أنهم مروا من هناك، أقربهم بينه وبين القوات الأمريكية ما لا يقل عن 300 متر كما أنه من المستحيل أن يراهم في تلك الأجواء، وأعتقد أن قتلهم كان نوعاً من التسلية وقد حصل هذا كثيراً باعتراف الجنود لاحقاً، أتذكر جيداً أنني وقفت عند أول ضحية وكان يبعد عنهم قرابة 300 متر، وهو رجل في الستينات من عمره جالس خلف مقود سيارته «التويوتا كورونا»، كف يده اليمنى قطع بإطلاقة واستقر على المقعد الذي بجانبه كما طار أعلى رأسه من فوق جبينه واستقر على المقعد الخلفي ويبدو بإطلاقة أيضاً، أما سقف سيارته فكان ملفوفاً حتى منتصفها كما تلف السجادة، مما جعلنا نتيقن أن ثمة أسلحة غير تقليدية استخدمت في تلك الأحداث.
أما صوت الانفجارات التي كنا نسمعها فتبين أنها مجرد قنابل صوتية فائقة الشدة استخدمت كنوع من أنواع الإرهاب وإرعاب السكان، حدث ذلك في أحد أحياء بغداد ليلة 10-9 أبريل من عام 2003 أي في مثل هذا اليوم أو قبله بيومين بالضبط قبل 15 سنة، إنه يوم سقوط بغداد.