عذراً أحبتي العرب إن كانت النعجة أغلى منكم ثمناً، عذراً إن كان لها من الكرامة ما لن يرقى إليه أحدكم يوماً، عذراً إن حركت النعاج ضمائر تبلدت أمام تشريدكم وجوعكم وآلامكم حتى وإن كلف الأمر حياة العرب.. كل العرب، فرأس النعجة الأسترالية عزيزي العربي بألف منك..!! بعض ما يقرأه الكاتب يتمنى لو كان هو كاتبه، غير أن من الغرابة أن يمنى لو أن غيره كان كاتباً ما خطت يده، وهو لسان حالي بينما كنت أخط تلك المقدمة الرعناء التي أملاها علي قلب محترق وعقل كاد أن يفقد صوابه من هول المفارقة..!!
يتصدر وسائل الإعلام عنوان عريض «أستراليا تمنع مغادرة شحنة أغنام إلى دول عربية إثر فيديو صادم يظهر المعاملة الوحشية لها». يرافقها تسويق أسترالي فج بالتضحية بتجارة تدر عليها ما يجاوز 800 مليون دولار أسترالي «أي 615 مليون دولار أمريكي»، من أجل حماية حقوق الحيوان. ذريعة أسترالية في ذلك –وهي بلد من المنظومة الغربية– أن أعداداً كبيرة من رؤوس الغنم في حظائر خانقة تحيط بها أو تغطيها كميات كبيرة من الروث «أجلكم الله»، ما أدى لنفوق عدد كبير منها. فأين إنسانية الغرب وضمائرهم بينما كان يحشر 200 من اللاجئين السوريين –توزعوا بين رجال وأطفال ونساء– على قوارب مطاطية سعتها 20 شخصاً فقط؟ أين خبت إنسانية الغرب بينما تلاطمت هؤلاء اللاجئين الأمواج ورفضت اليونان وإيطاليا وإسبانيا استقبالهم، واعترضتهم بسفن خفر السواحل تردهم لعرض البحر؟!
نطالع الأخبار فنجد مجموعة ناشطي الدفاع عن الحيوان «أنيمالز أستراليا» تنشر صوراً لأكثر من خمس رحلات إلى دول عربية العام المنصرم، بينما لم تحرك منظمة إنسانية واحدة ساكناً بعد الغاز الكيماوي لقوات الأسد في دوما وكأن السوريين أو العرب لا ينتمون للمنظومة الإنسانية التي تعمل من أجلها تلك المنظمات. تتبجح بعض القنوات بالقول إن الأغنام كدست على ارتفاع عشرة أدوار في السفينة وأجبرت على البقاء واقفة لثلاثة أسابيع في ظروف مناخية صيفية «تشبه الأفران»، وأن الحملان الصغيرة المولودة، والتي ليس من المفترض تصديرها، نفقت على متن السفينة وألقيت في البحر، عجبي..!! ماذا عن الطفل السوري الذي ألقي على السواحل الأوروبية؟ وماذا عن الأطفال والنساء الذين قتلوا بالعشرات في هجوم كيماوي سام للطاغية الأسد، الأسبوع الماضي في دوما، آخر معاقل المسلحين في الغوطة الشرقية.
* اختلاج النبض:
منعت البحرية الأسترالية تصدير سفينة «الأغنام المظلومة» إلى دول عربية حفظاً لحقوقها الحيوانية، بعد إجراء تحقيق حول «تهوية بعض الحظائر». بعد وصف الأسد بـ»الحيوان»، يقول ترامب «سنرد بقوة على هجوم دوما المروع، سنأمل خيراً لا ضير.. لكن لماذا يتم اتخاذ الإجراء لحماية الحيوان أسرع من وعد ترامب في الدفاع عن السوريين؟!
يتصدر وسائل الإعلام عنوان عريض «أستراليا تمنع مغادرة شحنة أغنام إلى دول عربية إثر فيديو صادم يظهر المعاملة الوحشية لها». يرافقها تسويق أسترالي فج بالتضحية بتجارة تدر عليها ما يجاوز 800 مليون دولار أسترالي «أي 615 مليون دولار أمريكي»، من أجل حماية حقوق الحيوان. ذريعة أسترالية في ذلك –وهي بلد من المنظومة الغربية– أن أعداداً كبيرة من رؤوس الغنم في حظائر خانقة تحيط بها أو تغطيها كميات كبيرة من الروث «أجلكم الله»، ما أدى لنفوق عدد كبير منها. فأين إنسانية الغرب وضمائرهم بينما كان يحشر 200 من اللاجئين السوريين –توزعوا بين رجال وأطفال ونساء– على قوارب مطاطية سعتها 20 شخصاً فقط؟ أين خبت إنسانية الغرب بينما تلاطمت هؤلاء اللاجئين الأمواج ورفضت اليونان وإيطاليا وإسبانيا استقبالهم، واعترضتهم بسفن خفر السواحل تردهم لعرض البحر؟!
نطالع الأخبار فنجد مجموعة ناشطي الدفاع عن الحيوان «أنيمالز أستراليا» تنشر صوراً لأكثر من خمس رحلات إلى دول عربية العام المنصرم، بينما لم تحرك منظمة إنسانية واحدة ساكناً بعد الغاز الكيماوي لقوات الأسد في دوما وكأن السوريين أو العرب لا ينتمون للمنظومة الإنسانية التي تعمل من أجلها تلك المنظمات. تتبجح بعض القنوات بالقول إن الأغنام كدست على ارتفاع عشرة أدوار في السفينة وأجبرت على البقاء واقفة لثلاثة أسابيع في ظروف مناخية صيفية «تشبه الأفران»، وأن الحملان الصغيرة المولودة، والتي ليس من المفترض تصديرها، نفقت على متن السفينة وألقيت في البحر، عجبي..!! ماذا عن الطفل السوري الذي ألقي على السواحل الأوروبية؟ وماذا عن الأطفال والنساء الذين قتلوا بالعشرات في هجوم كيماوي سام للطاغية الأسد، الأسبوع الماضي في دوما، آخر معاقل المسلحين في الغوطة الشرقية.
* اختلاج النبض:
منعت البحرية الأسترالية تصدير سفينة «الأغنام المظلومة» إلى دول عربية حفظاً لحقوقها الحيوانية، بعد إجراء تحقيق حول «تهوية بعض الحظائر». بعد وصف الأسد بـ»الحيوان»، يقول ترامب «سنرد بقوة على هجوم دوما المروع، سنأمل خيراً لا ضير.. لكن لماذا يتم اتخاذ الإجراء لحماية الحيوان أسرع من وعد ترامب في الدفاع عن السوريين؟!