هل سبق وأن استخدمت هذه الجملة خلال وصفك لأحد؟!
بالتأكيد نعم، وللأسف نستخدمها لوصف أي شخص «طيب» في تعامله، «غيرمزعج» في علاقاته مع الآخرين، «سهل» التواصل معه في شتى الأمور، «نظيف» في أفكاره وسلوكياته وتصرفاته.
بات هذا الوصف للأسف يستخدم للأشخاص الذين يفترض أنهم يمثلون»النموذج الصحي» للشخص المثالي، سواء في أسرته ومجتمعه وبيئة عمله.
معايير مقلوبة فرضها هذا الزمن، بحيث بات من نرى فيه السلوكيات الخاطئة، العنيف في تعامله مع البشر، السيء في كلامه، المؤذي للمجتمع بتصرفاته، يوصف على الفور بأنه «ثعلب» و»مراوغ» و»غير سهل».
كثير من الناس الذين من نوعية «على نياته» دلالته على «طيبتهم» يقعون في تجارب مؤلمة، يعانون من صدمات مجتمعية لا تتوقف، يخيب ظنهم في كثير من الناس، وقد يصابون بحالة اكتئاب لأن الوضع المثالي الذي توقعوه، تحول أمامهم للون أسود قاتم، بسبب أفعال أناس من النوع المناقض لهم.
الإنسان السوي، البريء في نواياه، الطيب في معاملته للآخرين، والذي قد يكون ذا شأن ومكانة رغم ذلك يصدم بالبشر، يعاني غالبا من هذه الصدمات، لا لخلل فيه، ولا لأنه يقوم بشيء خاطئ يفترض ألا يفعله، بل لأن مشكلته تتمثل في مسألة واحدة لا غير، هو ينظر للناس بعين تحاول أن تصورهم له بأنهم يطابقونه في القناعات والمبادئ والثوابت والأخلاق وفي النظافة السلوكية.
الإنسان الطيب الذي نصفه بأنه «على نياته»، هو من بتعامله الراقي يجعل كثيرا من «مرضى النفوس» يظنون بأنه صيد سهل، وأنه فريسة سينجحون في الاستفادة منها، خاصة لو كانت هناك منافع من وراءه، لأنهم يعلمون تماما بأنه سيتعامل بـ»أخلاقيات» معهم، ولن يتعامل بـ»خبث» كما هم يتعاملون معه.
يعرف ذلك تماما، المسؤول الذي يمسك موقعا هاما، ويتعامل مع الناس بنظافة، ويلحظ كيف أن العالم يجتمع من حوله، وكيف أن البشر يخلقون له هالة لا مثيل لها، يحولونه وكأنه محور الكون، وحينما ينتهي عمله ويبتعد عن منصبه، وتغيب مصلحة الناس عن يده، يرى الجميع وقد انفض حوله، ومن كان يتملقه ويطالعه بعذب الكلام، قد يسمع بأنه يذمه ويشمت فيه.
هذا كمثال واحد، وقيسوا عليه الكثير من الحالات، بعضها قد تدخل في العلاقات الاجتماعية، كالصداقة والأسرة، وبعضها في مواقع العمل، وكلها حالات يكونلها وقع ثقيل في نفس من يتعامل بأخلاقيات وطيبة.
هل يفهم مما أقول أننا ندعو لأن يتحول الطيب والنظيف وصاحب الأخلاقيات إلى شخص آخر؟! إلى إنسان يتعامل مع غير الأسوياء بنفس سلوكياتهم؟! إلى إنسان ينسى الطيبة، ولا يهتم بالأخلاقيات وينظر للناس دائما بنظرة الشك والريبة والاتهام؟!
طبعا لا، لكن واقع الحال اليوم، يفرض على هؤلاء التعايش مع الصدمات حينما يخيب ظنهم بالآخرين، حينما يكتشفون الخيانة في العلاقة الإنسانية، وكيف أن فلانا قربه كان لمصلحة، وعلانا علاقته الدائمة التي انقطعت اليوم كانت ظنا بأنه شخص «مسكين» يمكن أن «يلعب عليه».
هذا النوع الطيب من البشر عليه الحذر في علاقاته، عليه تقييم مدى قرب السيئيين والمستغلين والممثلين والأفاقين منه، لا يجب عليه أن ينغمس ويندفع دون مكابح معهم، عليه أن يتعامل بأخلاقياته لكن ألا يجعلها مدخلاً له، ينفذ منه كل مستغل ومريض.
في زمن المعايير المقلوبة، يصبح الحق باطلاً، والباطل يتفشى كالـ»الفيروس» ليتحول وكأنه هو السلوك العام، وهذه من أعظم مصائبنا.
أصحاب القلوب الطيبة، أبداً ليسوا «مساكين»، وأصحاب «النوايا الطيبة» أبداً ليسوا ممن ننظر لهم بنظرة شفقة واستخفاف واستصغار، بل هؤلاء هم من يمثلون الفضيلة في المجتمع ولا أحد غيرهم.
كن طيباً، لكن لا تمنح السيئيين والمنافقين والممثلين فرصة لاستغلال هذه الطيبة.
بالتأكيد نعم، وللأسف نستخدمها لوصف أي شخص «طيب» في تعامله، «غيرمزعج» في علاقاته مع الآخرين، «سهل» التواصل معه في شتى الأمور، «نظيف» في أفكاره وسلوكياته وتصرفاته.
بات هذا الوصف للأسف يستخدم للأشخاص الذين يفترض أنهم يمثلون»النموذج الصحي» للشخص المثالي، سواء في أسرته ومجتمعه وبيئة عمله.
معايير مقلوبة فرضها هذا الزمن، بحيث بات من نرى فيه السلوكيات الخاطئة، العنيف في تعامله مع البشر، السيء في كلامه، المؤذي للمجتمع بتصرفاته، يوصف على الفور بأنه «ثعلب» و»مراوغ» و»غير سهل».
كثير من الناس الذين من نوعية «على نياته» دلالته على «طيبتهم» يقعون في تجارب مؤلمة، يعانون من صدمات مجتمعية لا تتوقف، يخيب ظنهم في كثير من الناس، وقد يصابون بحالة اكتئاب لأن الوضع المثالي الذي توقعوه، تحول أمامهم للون أسود قاتم، بسبب أفعال أناس من النوع المناقض لهم.
الإنسان السوي، البريء في نواياه، الطيب في معاملته للآخرين، والذي قد يكون ذا شأن ومكانة رغم ذلك يصدم بالبشر، يعاني غالبا من هذه الصدمات، لا لخلل فيه، ولا لأنه يقوم بشيء خاطئ يفترض ألا يفعله، بل لأن مشكلته تتمثل في مسألة واحدة لا غير، هو ينظر للناس بعين تحاول أن تصورهم له بأنهم يطابقونه في القناعات والمبادئ والثوابت والأخلاق وفي النظافة السلوكية.
الإنسان الطيب الذي نصفه بأنه «على نياته»، هو من بتعامله الراقي يجعل كثيرا من «مرضى النفوس» يظنون بأنه صيد سهل، وأنه فريسة سينجحون في الاستفادة منها، خاصة لو كانت هناك منافع من وراءه، لأنهم يعلمون تماما بأنه سيتعامل بـ»أخلاقيات» معهم، ولن يتعامل بـ»خبث» كما هم يتعاملون معه.
يعرف ذلك تماما، المسؤول الذي يمسك موقعا هاما، ويتعامل مع الناس بنظافة، ويلحظ كيف أن العالم يجتمع من حوله، وكيف أن البشر يخلقون له هالة لا مثيل لها، يحولونه وكأنه محور الكون، وحينما ينتهي عمله ويبتعد عن منصبه، وتغيب مصلحة الناس عن يده، يرى الجميع وقد انفض حوله، ومن كان يتملقه ويطالعه بعذب الكلام، قد يسمع بأنه يذمه ويشمت فيه.
هذا كمثال واحد، وقيسوا عليه الكثير من الحالات، بعضها قد تدخل في العلاقات الاجتماعية، كالصداقة والأسرة، وبعضها في مواقع العمل، وكلها حالات يكونلها وقع ثقيل في نفس من يتعامل بأخلاقيات وطيبة.
هل يفهم مما أقول أننا ندعو لأن يتحول الطيب والنظيف وصاحب الأخلاقيات إلى شخص آخر؟! إلى إنسان يتعامل مع غير الأسوياء بنفس سلوكياتهم؟! إلى إنسان ينسى الطيبة، ولا يهتم بالأخلاقيات وينظر للناس دائما بنظرة الشك والريبة والاتهام؟!
طبعا لا، لكن واقع الحال اليوم، يفرض على هؤلاء التعايش مع الصدمات حينما يخيب ظنهم بالآخرين، حينما يكتشفون الخيانة في العلاقة الإنسانية، وكيف أن فلانا قربه كان لمصلحة، وعلانا علاقته الدائمة التي انقطعت اليوم كانت ظنا بأنه شخص «مسكين» يمكن أن «يلعب عليه».
هذا النوع الطيب من البشر عليه الحذر في علاقاته، عليه تقييم مدى قرب السيئيين والمستغلين والممثلين والأفاقين منه، لا يجب عليه أن ينغمس ويندفع دون مكابح معهم، عليه أن يتعامل بأخلاقياته لكن ألا يجعلها مدخلاً له، ينفذ منه كل مستغل ومريض.
في زمن المعايير المقلوبة، يصبح الحق باطلاً، والباطل يتفشى كالـ»الفيروس» ليتحول وكأنه هو السلوك العام، وهذه من أعظم مصائبنا.
أصحاب القلوب الطيبة، أبداً ليسوا «مساكين»، وأصحاب «النوايا الطيبة» أبداً ليسوا ممن ننظر لهم بنظرة شفقة واستخفاف واستصغار، بل هؤلاء هم من يمثلون الفضيلة في المجتمع ولا أحد غيرهم.
كن طيباً، لكن لا تمنح السيئيين والمنافقين والممثلين فرصة لاستغلال هذه الطيبة.