كان ذكياً اختيار الفلسطينيين لعنوان مسيرتهم الجمعة الماضية جمعة «رفع العلم الفلسطيني»، ليذكروا الصهاينة أن الشعب الفلسطيني كيان قوي ضارب بجذوره في أعماق أرضه المحتلة، وأنه مهما طال الاحتلال فإن العلم الفلسطيني باقٍ، باقٍ رغم أنف المحتل وعلم الصهاينة إلى زوال. لم يستخدم الفلسطيني في جمعته تلك رشاشات كما يفعل الصهيوني على الدوام ولم يرفع أدنى أدوات السلاح، اكتفى برفع علم وحرق علم، حرق العلم الإسرائيلي أمام أعين جنود الاحتلال. وقد نجح الفلسطيني -بسلمية مسيراته وعدم إخراجها من مسارها- في التأثير، وفند -بقوة سلميته ونضاله ورمزية دفاعه عن حقه- الادعاءات الصهيونية التي صورت تلك الجمعة مختلفة عما هي عليه في حقيقتها بالقول بالتسلح الفلسطيني من خلال إعادة تسميتها «بجمعة المولوتوف»، وبينما حافظ الفلسطيني على السلمية والتقيد بمبادئ المسيرات، حاول الصهيوني المحتل أن يخرجها عن سياقها وأهدافها وعمل جاهداً على تحريف مسارها، تدعمه في ذلك آلته الإعلامية الصهيونية التي تغذي مخططاته الهمجية وتسوق لأقواله المغلوطة.
وكواحدة من منتسبي وسائل الإعلام ومراقب جيد لها، فضلاً عن كوني عربية يحق لي أن أتساءل عن ذلك التجاهل اللافت الذي تمارسه وسائل الإعلام العربية تجاه القضية والمسيرات الفلسطينية للأسبوع الثالث على التوالي، بينما غطته بعض الوسائل على سبيل رفع الكلفة لا أكثر. ثم يأتي هذا الأسبوع فجأة ملوناً بألوان العلم الأمريكي على خلفية تحرك واشنطن الذي وقف العالم كله انتظاراً له، ليغطي على جمعة رفع العلم الفلسطيني وحرق علم الاحتلال الصهيوني، رغم أن جمعة الفلسطينيين تجسد نضالاً دام لأكثر من سبعين سنة، نضالاً عمّد علم فلسطين بالدم، وهو أمر لا يقارن على الإطلاق برفع العلم الأمريكي فوق بارجة حربية أبحرت في مياه شرق البحر الأبيض المتوسط، رغم فظاعة ما قام به الأسد بحق شعبه واستخدامه للكيماوي المحرم دولياً.
في صفوف الإعلام أصغينا إلى كثير من الأدبيات بشأن تمثيل الإعلام لقضايا بلاده وشعبه، وتعلمنا أن الإعلام سلاح العصر إذ أصبح أقوى من ألف رشاش وأبلغ من مئات المدافع، ومن خلال ما تلقيناه من دروس في النظريات الإعلامية أصبحنا ندرك جيداً كيف أن الإعلام لا يعمل عشوائياً وأنه يضع لنفسه سلم أولويات من الداخل تشكل جانباً من سياسته الإعلامية. وبرأيي فإن الإعلام الذكي في بلادنا العربية هو من يستطيع، بناءً على إملاءات ضميره وعروبيته، الدفع بحراك الفلسطينيين للأمام من خلال تغطية منصفة، لأني على يقين، والواقع يبرهن، أن القضية لو كانت عن الإرهاب لتصدرت الواجهات بناء على إملاءات غربية، خصوصاً إن أدان الإرهاب جماعات عربية من هنا أو هناك -رغم تأييدي لمكافحة هؤلاء أيضاً.
* اختلاج النبض:
إن للعالم عيوناً وآذاناً، ووسائل إعلامنا العربية لو أرادت لتمكنت من لفت أنظار وسائل الإعلام الدولية بفرض أجندتها ووضع مسيرات قطاع غزة السلمية على سلم تغطيتها الإعلامية. العالم قرية صغيرة، فتغريدة ترامب عن سوريا جعلت العالم يكتم أنفاسه، ألا نجيد كتم أنفاس العالم لمسيرة العودة الفلسطينية ضد الطغيان الإسرائيلي؟!
وكواحدة من منتسبي وسائل الإعلام ومراقب جيد لها، فضلاً عن كوني عربية يحق لي أن أتساءل عن ذلك التجاهل اللافت الذي تمارسه وسائل الإعلام العربية تجاه القضية والمسيرات الفلسطينية للأسبوع الثالث على التوالي، بينما غطته بعض الوسائل على سبيل رفع الكلفة لا أكثر. ثم يأتي هذا الأسبوع فجأة ملوناً بألوان العلم الأمريكي على خلفية تحرك واشنطن الذي وقف العالم كله انتظاراً له، ليغطي على جمعة رفع العلم الفلسطيني وحرق علم الاحتلال الصهيوني، رغم أن جمعة الفلسطينيين تجسد نضالاً دام لأكثر من سبعين سنة، نضالاً عمّد علم فلسطين بالدم، وهو أمر لا يقارن على الإطلاق برفع العلم الأمريكي فوق بارجة حربية أبحرت في مياه شرق البحر الأبيض المتوسط، رغم فظاعة ما قام به الأسد بحق شعبه واستخدامه للكيماوي المحرم دولياً.
في صفوف الإعلام أصغينا إلى كثير من الأدبيات بشأن تمثيل الإعلام لقضايا بلاده وشعبه، وتعلمنا أن الإعلام سلاح العصر إذ أصبح أقوى من ألف رشاش وأبلغ من مئات المدافع، ومن خلال ما تلقيناه من دروس في النظريات الإعلامية أصبحنا ندرك جيداً كيف أن الإعلام لا يعمل عشوائياً وأنه يضع لنفسه سلم أولويات من الداخل تشكل جانباً من سياسته الإعلامية. وبرأيي فإن الإعلام الذكي في بلادنا العربية هو من يستطيع، بناءً على إملاءات ضميره وعروبيته، الدفع بحراك الفلسطينيين للأمام من خلال تغطية منصفة، لأني على يقين، والواقع يبرهن، أن القضية لو كانت عن الإرهاب لتصدرت الواجهات بناء على إملاءات غربية، خصوصاً إن أدان الإرهاب جماعات عربية من هنا أو هناك -رغم تأييدي لمكافحة هؤلاء أيضاً.
* اختلاج النبض:
إن للعالم عيوناً وآذاناً، ووسائل إعلامنا العربية لو أرادت لتمكنت من لفت أنظار وسائل الإعلام الدولية بفرض أجندتها ووضع مسيرات قطاع غزة السلمية على سلم تغطيتها الإعلامية. العالم قرية صغيرة، فتغريدة ترامب عن سوريا جعلت العالم يكتم أنفاسه، ألا نجيد كتم أنفاس العالم لمسيرة العودة الفلسطينية ضد الطغيان الإسرائيلي؟!