من منكم يأتيني بملف إيران كاملاً ونبأ يقين، علّي أتحقق من صحة فرضيتي بشأن تخرجها من المدرسة الجنائية في العلاقات الدولية. فما تتمتع به طهران من قدرة فائقة في إخفاء الأدلة قبل أن يرتد للعالم طرفه، قد أفضى إلى تملصها على الدوام من كل العقوبات التي كانت ستقع عليها نتيجة لما يوجه إليها من تهم، ولا أدري إن كانت إيران قد برعت في إخفاء الأدلة أو في إعماء البصائر.
تقوم فرضية براعة إيران في إخفاء الأدلة على جملة من الشواهد، فلم تتوانَ عن إدانة الأمريكيين والفرنسيين والبريطانيين إثر ضرباتهم الجوية على سوريا، وتهويل تداعياتها، فالأسد قد أخذ بالوصايا الإيرانية لمسح آثار قدميه وإخفاء بصماته عقب كل جريمة يقوم بها، ما جعل طهران تستند في إدانتها البجحة على انتفاء وجود دليل يدين الأسد بشأن استعماله السلاح الكيميائي حسبما صرحت وزارة خارجيتها «أي الخارجية الإيرانية». حتى إن طهران لم تكن على استعداد للإصغاء لما قدمته بريطانيا من أدلة بإعلان أن طائرات هليكوبتر تابعة للنظام قد حلقت وقامت بإلقاء البراميل، فمات الناس إثر ذلك، مستندة هي الأخرى بالقول إنه لا يملك الحوّامات إلا الأسد ولا يستخدم البراميل إلا هو!
لم تكن هذه المرة الأولى التي تشاطرنا فيها إيران اللعب على المسرح الدولي، وتنتصر مستخدمةً حيلة «لا أدلة» التي أثبتت نجاحها، فقد بح صوتنا في الخليج العربي ونحن نتحدث عن الاحتلال الإيراني لعربستان، ومازالت إيران تنفي ذلك بحجة «أين الدليل على أن عربستان بلد مستقل عن إيران في زمن مضى؟»، ويتكرر نفس السيناريو عند الحديث عن الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، لترد إيران بغطرسة أين الدليل على أن تلك الجزر تابعة للإمارات أصلاً؟! نحتج على التدخل الإيراني في الشأن الخليجي، ونتحدث عن التورط الإيراني بدفع المخربين وتحريض الإرهابيين في البحرين، وتشكيل الشبكات التجسسية في الكويت، وإطلاق صواريخها عبر الحوثيين لقصف السعودية، فتتبجح «أين الأدلة؟». والأدهى والأمرّ أن العالم كله يجتمع ليقول كلمته بخطر الطموح النووي الإيراني على العالم، وأيضاً ترد «أين الأدلة؟».
تحفر طهران في الصخر لتبرهن أنها وقعت ضحية افتراء العالم، وأن كل ما يوجه إليها من اتهامات باطل، لكننا نعلم علم اليقين أنها مهما تلونت كالحية، أنها متورطة في ذلك كله ولكنها عملت بمبدأ «من يكذب الكذبة فيصدقها» فجاوزت ردودها المنطق، وتحايلت أمام كل ما قدمه العالم من أدلة إدانتها.
* اختلاج النبض:
لنفترض جدلاً ألا أدلة دامغة ضد إيران في تسع موبقات في علاقاتها الدولية، ألا يقود المنطق حسابياً إلى أن العاشرة على الأقل ستكون تهمة بدليل دامغ؟! إن المجتمع الدولي سيدفع الثمن باهظاً إذا انقاد لنكران طهران لجرائمها، لأنها لم تعد تخفي آثار ما تقترف يديها وحسب، بل أنشأت مدرسة الإنكار وإخفاء الأدلة وخرّجت منها «حزب الله» والحوثيين والأسد.
تقوم فرضية براعة إيران في إخفاء الأدلة على جملة من الشواهد، فلم تتوانَ عن إدانة الأمريكيين والفرنسيين والبريطانيين إثر ضرباتهم الجوية على سوريا، وتهويل تداعياتها، فالأسد قد أخذ بالوصايا الإيرانية لمسح آثار قدميه وإخفاء بصماته عقب كل جريمة يقوم بها، ما جعل طهران تستند في إدانتها البجحة على انتفاء وجود دليل يدين الأسد بشأن استعماله السلاح الكيميائي حسبما صرحت وزارة خارجيتها «أي الخارجية الإيرانية». حتى إن طهران لم تكن على استعداد للإصغاء لما قدمته بريطانيا من أدلة بإعلان أن طائرات هليكوبتر تابعة للنظام قد حلقت وقامت بإلقاء البراميل، فمات الناس إثر ذلك، مستندة هي الأخرى بالقول إنه لا يملك الحوّامات إلا الأسد ولا يستخدم البراميل إلا هو!
لم تكن هذه المرة الأولى التي تشاطرنا فيها إيران اللعب على المسرح الدولي، وتنتصر مستخدمةً حيلة «لا أدلة» التي أثبتت نجاحها، فقد بح صوتنا في الخليج العربي ونحن نتحدث عن الاحتلال الإيراني لعربستان، ومازالت إيران تنفي ذلك بحجة «أين الدليل على أن عربستان بلد مستقل عن إيران في زمن مضى؟»، ويتكرر نفس السيناريو عند الحديث عن الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، لترد إيران بغطرسة أين الدليل على أن تلك الجزر تابعة للإمارات أصلاً؟! نحتج على التدخل الإيراني في الشأن الخليجي، ونتحدث عن التورط الإيراني بدفع المخربين وتحريض الإرهابيين في البحرين، وتشكيل الشبكات التجسسية في الكويت، وإطلاق صواريخها عبر الحوثيين لقصف السعودية، فتتبجح «أين الأدلة؟». والأدهى والأمرّ أن العالم كله يجتمع ليقول كلمته بخطر الطموح النووي الإيراني على العالم، وأيضاً ترد «أين الأدلة؟».
تحفر طهران في الصخر لتبرهن أنها وقعت ضحية افتراء العالم، وأن كل ما يوجه إليها من اتهامات باطل، لكننا نعلم علم اليقين أنها مهما تلونت كالحية، أنها متورطة في ذلك كله ولكنها عملت بمبدأ «من يكذب الكذبة فيصدقها» فجاوزت ردودها المنطق، وتحايلت أمام كل ما قدمه العالم من أدلة إدانتها.
* اختلاج النبض:
لنفترض جدلاً ألا أدلة دامغة ضد إيران في تسع موبقات في علاقاتها الدولية، ألا يقود المنطق حسابياً إلى أن العاشرة على الأقل ستكون تهمة بدليل دامغ؟! إن المجتمع الدولي سيدفع الثمن باهظاً إذا انقاد لنكران طهران لجرائمها، لأنها لم تعد تخفي آثار ما تقترف يديها وحسب، بل أنشأت مدرسة الإنكار وإخفاء الأدلة وخرّجت منها «حزب الله» والحوثيين والأسد.