حين كنت طالبة في المدرسة كنت مضطرة لحفظ جدول الضرب البسيط والمتقدم لأن عمليات الحساب التي كنا نجريها في مرحلة التعليم الأساسي كانت تعتمد على الحساب الذهني. وكنت أحفظ أرقام هواتف جميع من أتصل بهم مع أرقام التحويلات للأرقام الخاصة بمواقع الأعمال أو المستشفيات أو غيرها. واليوم أنا أحفظ فقط رقم هاتفي الشخصي وبعض الأرقام السرية لحسابات محدودة تخصني. وفي كل مرة أواجه طارئاً تقنياً أضطر دائماً لتجديد الأرقام السرية لحساباتي على «تويتر» و«فيس بوك» و«انستغرام»، لأني ببساطة لا أحفظ أي رقم منها!!
أشعر بالرعب فعلاً وأنا أشاهد البرامج المبشِرة بالذكاء الاصطناعي والأفلام التي تبث المهام الجديدة لروباتات المستقبل. أحياناً أشعر بالطمأنينة لأن عالماً أوتوماتيكياً جديداً متطرفاً ربما لن يسعفني العمر كي أنغمر فيه أو أستثمره. أن تتحدث مع روبوت في صورة إنسان «ذكراً كان أو أنثى»، أو أن تستبدل موقع إنسان من لحم ودم بروبوت أكثر ذكاء وكفاءة هو أمر مرعب لا أعرف لماذا يستمرؤه هذا الكم من المعجبين بالمستقبل الأوتوماتيكي. ومازلت أبحث عن كتاب أو مقال يفسر لي الفلسفة التي تقف خلف هذا الاختراع وما يترتب عليه من أسلوب ميكانيكي في العيش. هل هي فلسفة التخلص من البشر وتقليل أعدادهم والقضاء على «غير الأذكياء/ وغير النافعين» منهم؟ وهل يفسر ذلك سهولة اندلاع الحروب وبساطة فكرة أن يموت الآلاف ثم مئات الآلاف ثم الملايين من البشر في النزاعات المسلحة وما يتبعها من مجاعات وهجرات وموت على الطرقات وفي البحار؟
في المستقبل الأوتوماتيكي المتطرف سوف تسير السيارات والقطارات بل وحتى الطيارات أوتوماتيكياً دون الحاجة لإنسان يتحكم فيها. وسوف يُستبدل الخدم في البيت بالروبوت الذي سوف يغسل ويطبخ ويعتني بالصغار وكبار السن والحيوانات لوحده وبإدراك عال لمهامه الإنسانية المعقدة. المصانع سوف تستغني عن العمال وتستبدلهم بروبوتات تؤدي جميع المهان تلقائياً وذاتياً دون الحاجة لساعات راحة وعطلات سنوية، ودون المحاججة على رفع الرواتب وتحسين ظروف العمل. سوف يقوم الروبوت بعملية تدريس الطلبة في المدارس والمعاهد والجامعات، وسوف يُجري العمليات الجراحية المعقدة عوضاً عن الجراحين. ولا داعي لأن نُذكر بأن كثيراً من البيانات الهندسية والطبية تحللها الأجهزة الذكية وتقدم النتائج لكل من المهندسين والأطباء وتملي عليهم ما يتوجب فعله أو اتخاذه من قرار. نحن نتكلم عن بعض واقعنا في هذا المثال. المقلق مستقبلا أن الروبوت هو من سيحلل كل تلك البيانات وسيتولى بنفسه إجراء المطلوب ولا حاجة حينها للإنسان.
ماذا ستكون وظيفة الإنسان في ذلك المستقبل الأوتوماتيكي؟ هل له حاجة في أن يتعلم الطب والهندسة وأن يعمل معلما أو يتعلم الطبخ أو يتعب نفسه في الاعتناء بالحديقة؟ وماذا سيكون دور هذه الأعداد الغفيرة من البشر التي لن تجد لها وظائف غير معرفة كيفية صناعة الروبوت وبرمجته والتعامل معه. إذا كنا نسينا أرقام الهواتف ولم نعتد نهتم بمهارة الحفظ الذهني لأن كل شيء أصبح مخزنا في هاتفنا المتنقل معنا. وإذا كانت مهارة الكتابة بخط جميل قد تدهورت مع الأجيال الحالية بسبب الاعتماد على الكتابة «بضغط الأزرار والشاشات»، فإننا في المستقبل الأبعد قليلا... قليلا فقط... ربما ننسى كيف نفتح الباب ولن نحتاج لتعلم القيادة وفهم قوانين المرور ولن نصبح بحاجة إلى حفظ الطرقات. سوف تتعطل قدراتنا العقلية ومهاراتنا الأدائية واحدة تلو الأخرى لأننا لم نعد بحاجة إلى قوانا البشرية فالروبوت سيحل لنا كل شيء.
والسؤال المسيّس الذي مازال خيالي الفعال، الذي مازلت أستخدمه ولم أعوضه بجهاز ذكي حتى الآن، يسعفني لأن أطرحه: من سيحكم الأرض؟ ومن سيسن القوانين لمن؟ هل سيستمر البشر في حكم الأرض؟ وهل سيسنون قوانين تنظم عمل شعوب الروبوت.. الروبوتات وحقوقهم؟ أم أن الروبوت سيحكم الأرض؟ وسيسن القوانين لتنظيم حياة المخلوقات البشرية الخارجة عن السيطرة ؟!!!
أشعر بالرعب فعلاً وأنا أشاهد البرامج المبشِرة بالذكاء الاصطناعي والأفلام التي تبث المهام الجديدة لروباتات المستقبل. أحياناً أشعر بالطمأنينة لأن عالماً أوتوماتيكياً جديداً متطرفاً ربما لن يسعفني العمر كي أنغمر فيه أو أستثمره. أن تتحدث مع روبوت في صورة إنسان «ذكراً كان أو أنثى»، أو أن تستبدل موقع إنسان من لحم ودم بروبوت أكثر ذكاء وكفاءة هو أمر مرعب لا أعرف لماذا يستمرؤه هذا الكم من المعجبين بالمستقبل الأوتوماتيكي. ومازلت أبحث عن كتاب أو مقال يفسر لي الفلسفة التي تقف خلف هذا الاختراع وما يترتب عليه من أسلوب ميكانيكي في العيش. هل هي فلسفة التخلص من البشر وتقليل أعدادهم والقضاء على «غير الأذكياء/ وغير النافعين» منهم؟ وهل يفسر ذلك سهولة اندلاع الحروب وبساطة فكرة أن يموت الآلاف ثم مئات الآلاف ثم الملايين من البشر في النزاعات المسلحة وما يتبعها من مجاعات وهجرات وموت على الطرقات وفي البحار؟
في المستقبل الأوتوماتيكي المتطرف سوف تسير السيارات والقطارات بل وحتى الطيارات أوتوماتيكياً دون الحاجة لإنسان يتحكم فيها. وسوف يُستبدل الخدم في البيت بالروبوت الذي سوف يغسل ويطبخ ويعتني بالصغار وكبار السن والحيوانات لوحده وبإدراك عال لمهامه الإنسانية المعقدة. المصانع سوف تستغني عن العمال وتستبدلهم بروبوتات تؤدي جميع المهان تلقائياً وذاتياً دون الحاجة لساعات راحة وعطلات سنوية، ودون المحاججة على رفع الرواتب وتحسين ظروف العمل. سوف يقوم الروبوت بعملية تدريس الطلبة في المدارس والمعاهد والجامعات، وسوف يُجري العمليات الجراحية المعقدة عوضاً عن الجراحين. ولا داعي لأن نُذكر بأن كثيراً من البيانات الهندسية والطبية تحللها الأجهزة الذكية وتقدم النتائج لكل من المهندسين والأطباء وتملي عليهم ما يتوجب فعله أو اتخاذه من قرار. نحن نتكلم عن بعض واقعنا في هذا المثال. المقلق مستقبلا أن الروبوت هو من سيحلل كل تلك البيانات وسيتولى بنفسه إجراء المطلوب ولا حاجة حينها للإنسان.
ماذا ستكون وظيفة الإنسان في ذلك المستقبل الأوتوماتيكي؟ هل له حاجة في أن يتعلم الطب والهندسة وأن يعمل معلما أو يتعلم الطبخ أو يتعب نفسه في الاعتناء بالحديقة؟ وماذا سيكون دور هذه الأعداد الغفيرة من البشر التي لن تجد لها وظائف غير معرفة كيفية صناعة الروبوت وبرمجته والتعامل معه. إذا كنا نسينا أرقام الهواتف ولم نعتد نهتم بمهارة الحفظ الذهني لأن كل شيء أصبح مخزنا في هاتفنا المتنقل معنا. وإذا كانت مهارة الكتابة بخط جميل قد تدهورت مع الأجيال الحالية بسبب الاعتماد على الكتابة «بضغط الأزرار والشاشات»، فإننا في المستقبل الأبعد قليلا... قليلا فقط... ربما ننسى كيف نفتح الباب ولن نحتاج لتعلم القيادة وفهم قوانين المرور ولن نصبح بحاجة إلى حفظ الطرقات. سوف تتعطل قدراتنا العقلية ومهاراتنا الأدائية واحدة تلو الأخرى لأننا لم نعد بحاجة إلى قوانا البشرية فالروبوت سيحل لنا كل شيء.
والسؤال المسيّس الذي مازال خيالي الفعال، الذي مازلت أستخدمه ولم أعوضه بجهاز ذكي حتى الآن، يسعفني لأن أطرحه: من سيحكم الأرض؟ ومن سيسن القوانين لمن؟ هل سيستمر البشر في حكم الأرض؟ وهل سيسنون قوانين تنظم عمل شعوب الروبوت.. الروبوتات وحقوقهم؟ أم أن الروبوت سيحكم الأرض؟ وسيسن القوانين لتنظيم حياة المخلوقات البشرية الخارجة عن السيطرة ؟!!!