بعدما بلغ الثمانين عاماً، تنازل عن السلطة في كوبا الأسبوع الماضي راؤول كاسترو، الذي تولى الحكم عام 2016 بعد وفاة أخيه فيدل كاسترو «والد الثورة»، والمثير في الأمر هو تمكن الشقيقين من التمسك بالسلطة حوالي 60 عاماً، حولا خلالها كوبا إلى النظام الشيوعي. يدعونا الأمر لطرح المقاربة مع النموذج الطهراني، فالمرشد الأعلى خامنئي هو امتداد لنظام حكم ديكتاتوري يمتد منذ الشاه للثورة الإيرانية عام 1979، بما يعني أن النظام الطهراني القائم قد تولى السلطة حوالي 40 عاماً، ولا تقل الفترة عن كوبا إلا عقدين من الزمان فقط.
مشكلة الأنظمة القمعية أنها تقيم مؤسسات تعيش لعقود وتتحول هذه المؤسسات بدورها لمكينة تفريخ طغاة، فهل سيحكم طهران أحد من خارج عائلة الولي الفقيه؟! وإن حدث، فما هو شكل البلاد التي سيورثانها «الخميني وخامنئي» للزعيم الإيراني الجديد بعد عقود أربعة؟ لقد كان فيدل كاسترو، واحداً من أهم رموز الأنظمة الاشتراكية والشيوعية، واستطاع من تأسيس النظام الشيوعي في جزيرة تبعد عن الولايات المتحدة بـ90 ميلاً، و»تحت أنوف الإمبرياليين مباشرة» حسب قوله. وأرى أن ذلك يشبه كثيراً حال نظام «الولي الفقيه» في عهديه «الخميني وخامنئي»، فالزعامتان الكوبية والطهرانية عرف أنهما من رموز الحكم العقائدي المطلق، وكل واحدة منها جثمت على صدر شعبها طويلاً، وكلتاهما اضطهدتا شعب تجاور بلاده بلدان الرفاهية، فقد كان الكوبيون في هافانا ينظرون إلى أضواء فلوريدا المتلألئة على امتداد الأفق، ويركبون القوارب في محاولة للوصول إليها، فتصل القوارب وقد مات في البحر نصفهم. وكذلك هي إيران إذ ينظر أهل الساحل إلى أضواء دبي والمنامة والكويت فيتجرعون المرارة ويبكون حسرة، فما وجدوا أمامهم إلاَّ المراكب تحملهم إليها تهريباً في «الخياش»..!!
* اختلاج النبض:
مما أوردته الأخبار أن للرئيسين فيدل ورؤول كاسترو أخاً ثالثاً عُرف عنه أنه مسالم اسمه «مارتن»، توفي في سبتمبر 2017، عن عمر 87 عاماً. اللافت أن ابنته جوزيفا بياتريز تقول: «أقول لنفسي بين الفينة والأخرى، يا ترى ما الذي كان سيحصل لو كان والدي قد انضم إلى فيدل ورؤول ووصل الحكم في تداوله بين العائلة؟ ولكنه لم يرغب بذلك قط». تُرى كم من «مارتن» إيراني لم يعجبه ما يجري في طهران؟ وهل على إيران أن تتحمل أن شريحة من شعبها كـ»فيدل» الديكتاتور، والسواد الأعظم منهم «مارتن» عديم المبالاة!! وهل يمكن لإيران أن تتحرر من طغاتها ما لم يكن فيها ثوار جدد يسقطون الحكم الديكتاتوري القائم؟!
مشكلة الأنظمة القمعية أنها تقيم مؤسسات تعيش لعقود وتتحول هذه المؤسسات بدورها لمكينة تفريخ طغاة، فهل سيحكم طهران أحد من خارج عائلة الولي الفقيه؟! وإن حدث، فما هو شكل البلاد التي سيورثانها «الخميني وخامنئي» للزعيم الإيراني الجديد بعد عقود أربعة؟ لقد كان فيدل كاسترو، واحداً من أهم رموز الأنظمة الاشتراكية والشيوعية، واستطاع من تأسيس النظام الشيوعي في جزيرة تبعد عن الولايات المتحدة بـ90 ميلاً، و»تحت أنوف الإمبرياليين مباشرة» حسب قوله. وأرى أن ذلك يشبه كثيراً حال نظام «الولي الفقيه» في عهديه «الخميني وخامنئي»، فالزعامتان الكوبية والطهرانية عرف أنهما من رموز الحكم العقائدي المطلق، وكل واحدة منها جثمت على صدر شعبها طويلاً، وكلتاهما اضطهدتا شعب تجاور بلاده بلدان الرفاهية، فقد كان الكوبيون في هافانا ينظرون إلى أضواء فلوريدا المتلألئة على امتداد الأفق، ويركبون القوارب في محاولة للوصول إليها، فتصل القوارب وقد مات في البحر نصفهم. وكذلك هي إيران إذ ينظر أهل الساحل إلى أضواء دبي والمنامة والكويت فيتجرعون المرارة ويبكون حسرة، فما وجدوا أمامهم إلاَّ المراكب تحملهم إليها تهريباً في «الخياش»..!!
* اختلاج النبض:
مما أوردته الأخبار أن للرئيسين فيدل ورؤول كاسترو أخاً ثالثاً عُرف عنه أنه مسالم اسمه «مارتن»، توفي في سبتمبر 2017، عن عمر 87 عاماً. اللافت أن ابنته جوزيفا بياتريز تقول: «أقول لنفسي بين الفينة والأخرى، يا ترى ما الذي كان سيحصل لو كان والدي قد انضم إلى فيدل ورؤول ووصل الحكم في تداوله بين العائلة؟ ولكنه لم يرغب بذلك قط». تُرى كم من «مارتن» إيراني لم يعجبه ما يجري في طهران؟ وهل على إيران أن تتحمل أن شريحة من شعبها كـ»فيدل» الديكتاتور، والسواد الأعظم منهم «مارتن» عديم المبالاة!! وهل يمكن لإيران أن تتحرر من طغاتها ما لم يكن فيها ثوار جدد يسقطون الحكم الديكتاتوري القائم؟!