- تنظيم الحمدين الإرهابي يحاول لفت الأنظار إلى قضية الأزمة القطرية بعد تجاهلها خلال القمة الخليجية الأخيرة وقمة القدس
- صبيانية قطر لاستفزاز قيادة الإمارات وإشغالها بالصراع الجوي بعد تقدمها في اليمن
- قطر تخل بحقوق الإنسان وتسعى لاستهداف الركاب المدنيين من دول العالم
- اتفاقية شيكاغو تتيح اتخاذ جملة من الإجراءات القانونية تجاه قطر كدولة مهددة لسلامة الطيران والاستقرار العالمي
- قطر عراب الفوضى الجوية في المنطقة بعد فشل الإرهاب القطري البري في دول الخليج العربي
- قطر تستنزف مواردها في صفقات الأسلحة والطيران الجوي للسعي في المواجهة العسكرية مع الدول الداعية لمكافحة الارهاب
- مشاريع قطر الإرهابية "الآيلة للسقوط " في دول المنطقة العربية دفعت قطر لتصدير الإرهاب الجوي من أرضها
- قطر مهدت للعدوان الجوي وتبرير مهاجمات مقاتلاتها بادعاءات كاذبة ضد الإمارات
- لعبة المقاتلات القطرية في اختراق الأجواء البحرينية رغبة من قطر في استفزاز قيادة الإمارات
منى علي المطوع
الإرهاب الجوي القطري وعدوان الملاحة الجوية هذا آخر ما توصل إليه تنظيم الحمدين الإرهابي في قطر بعد سلسلة من مهاجمة طائرات قطرية عسكرية لطائرات مدنية إماراتية في المجال الجوي البحريني بدأت منذ يناير 2018 ومستمرة حتى يومنا هذا في تصرفات تعكس عبث هذا التنظيم وتصرفاته الصبيانية المستهترة لتهديد أمن دول الخليج العربي وسلامة شعوبه.
جرائم الارهاب القطري لن تتوقف بالمناسبة أمام نظام جائر لم يحترم حتى حقوق شعبه القطري العربي الحر ويمارس مع من يعارضه منهم أبشع أدوات الديكتاتورية والإجرام وسلبهم الحقوق، فهذا التنظيم بعد أن وجد مشاريعه الاإهابية محاصرة وآيلة للسقوط بدأ في لعبة جديدة لتصعيد الأزمة القطرية بعد وصفها بـ "أزمة صغيرة جدا جدا جدا "، فبدأ يشرع في تحويل الأزمة الدبلوماسية والسياسية الحاصلة إلى أزمة عسكرية وأزمة الطيران المدني والملاحة الجوية.
الانتهاكات القطرية ضد جيرانها ليست وليدة الأزمة القطرية بالأصل بعد مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لها، كما أن تهديد قطر لحياة المدنيين بالخطر ليست ظاهرة جديدة لمن يتتبع سلسلة العدوان القطري على دول الخليج العربي فأول عدوان عسكري جاء عندما قامت قطر بالعدوان الغاشم على الديبل البحرينية عام 1986 واحتلالها لها وخطف العاملين فيها في جريمة نكراء تعكس مدى صفاقة هذا النظام وعبثه وسعيه الدائم لانتهاك سيادة البحرين، ولا ننسى ممارستها الدائمة تجاه البحارة البحرينيين في السنوات التي مضت وسعيها لخلق ازمة تتعلق بالحدود البحرية بينها وبين البحرين وها هو التاريخ اليوم يعيد نفسه بعد عبث المقاتلات القطرية وانتهاكاتها لاجواء البحرين وتهديدها لأمن الطائرات الإماراتية المدنية .
لو تأملنا في الإرهاب الجوي القطري الأول الذي وقع في 15 يناير 2018 بعد أن قامت مقاتلات قطرية باعتراض طائرة مدنية إماراتية كانت في طريقها إلى مملكة البحرين أثناء تحليقها في المسارات المعتادة. ثم قامت باعتراض طائرة مدينة أخرى خلال مرحلة نزولها إلى مطار البحرين الدولي، حيث شكل هذا الإرهاب تهديدا خطيرا لسلامة الطيران المدني وحياة المدنيين، إلى جانب خرق القوانين والاتفاقيات الدولية، دولة الإمارات الشقيقة شددت وقتها على اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة لضمان أمن وسلامة حركة الطيران المدني، إلا أن قطر لم ولن تقف والدليل معاودتها هذا العدوان واستمرارها في منهجية تصعيد الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه فيما يشبه نوعا من أنواع الاستفزاز المقصود والتحدي ليس للبحرين والإمارات فحسب وإنما أيضا لدول العالم المهتمة بالتأكيد بسلامة الطيران المدني.
يحق لنا هنا أن نطرح علامة استفهام ونتأمل في أسباب هذا الإرهاب المباشر المتعنت؛ هل يأتي العدوان القطري بعد ما خرجت به قطر في 3 نوفمبر 2017 الماضي بالاتفاق مع إيران على إنشاء لجنة مشتركة للاتصالات والنقل لتسهيل التبادل التجاري والنقل الجوي والبحري بين البلدين لخدمة المصالح التجارية المتبادلة بينهما خاصة في مجالات النقل والموانئ والطيران وهو أمر معتاد من دولة اعتادت على التآمر مع إيران أو بسبب الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي تكبدتها قطر في تلك الفترة حتى يومنا هذا، وانتقاماً من أزمة حركة نقل البضائع والسلع إلى قطر بعد الحظر الجوي، حيث اضطرت إلى عقد اجتماع بين وزراء الاقتصاد في كل من تركيا وإيران في طهران لإنشاء خط ترانزيت من تركيا إلى قطر عبر إيران مما يؤكد مدى التقارب القطري الإيراني!
كما يبدو أن قطر وجدت في أعمال القمة الخليجية في الكويت في ديسمبر 2017 والتي وجد فيها أمير قطر تميم نفسه حاضرا فيما تغيب قادة السعودية والبحرين والإمارات ولم يتم تداول الأزمة القطرية فيها استفزازاً لهذا التجاهل لدولة تطمح أن تكون من الدول القيادية بالمنطقة حتى وإن كان ذلك عن طريق تصدير الإرهاب وتم "كسر مجاديفها"، فأرادت خلق أزمة أخرى علها تكون هناك مباحثات ومفاوضات معها لإنهاء أزمة المقاطعة وطرح قضيتها وتداولها بين قادة الخليج العربي.
لا ننسى أيضا أنه في 7 ديسمبر 2017 أي قبل عدوانها في يناير، قامت قطر بتوقيع عقود لصفقات عسكرية بقيمة تتجاوز الـ10 مليارات لشراء طائرات رفال القتالية الفرنسية و50 طائرة ايرباض أثناء زيارة أمير قطر لفرنسا آنذاك كما قامت في 10 ديسمبر 2017 بتوقيع عقد مع بريطانيا لشراء 24 طائرة مقاتلة من طراز " تايفون " بقيمة 8 مليارات دولار مما يعكس أن قطر التي كثفت انشطتها تلك الفترة في شراء الأسلحة وعقد الصفقات العسكرية بمبالغ فلكية رغم تأثر الاقتصاد القطري جراء أزمة المقاطعة تسعى حقاً لتصعيد الأزمة إلى أعلى مستوى، حيث الكثير من التحليلات السياسية في تلك الفترة أكدت رغبة قطر بالتصعيد العسكري مع دول المقاطعة وجرها إلى المواجهة العسكرية بالأخص الإمارات، لذا فقطر اليوم وأمام تجاهل دول المقاطعة لها ومضيهم في شؤونهم بعيداً عن الانشغال بقضيتها التي تخصها لوحدها يبدو أنها تطمح إلى قلب الأزمة من أزمة دبلوماسية إلى أزمة عسكرية حتى تبدأ في مظلومية الحصار وتأكيد استهدافها وإشاعة السعي لتغيير نظام الحكم فيها وغيرها من أكاذيب دأب الاعلام القطري الترويج لها منذ بدء المقاطعة معها .
ولا يمكن أن نغفل أنه قبل بدأ الارهاب القطري الجوي قطر قامت قبلها بـ" مظلومية الطيران " حيث قدمت شكوى الى الامم المتحدة تدعي ان طائرة عسكرية اماراتية اخترقت مجال قطر الجوي في ديسمبر 2017 ثم عادت لتقديم شكوى أخرى في نفس الشهر على نفس الادعاء كما قامت في يناير أيضا " 3 – 5 يناير " بتقديم شكاوى مماثلة ادعت أن الإمارات تسعى لاختراق المجال الجوي القطري، حيث أوضحت المندوبة القطرية الدائمة لدى الأمم المتحدة علياء آل ثاني قيام طائرة عسكرية إماراتية بالتحليق فوق المنطقة الاقتصادية الخاصة بقطر، حيث تم إعطاء أمر إقلاع فوري لطائرة مقاتلة قطرية لعمل دورية مما يعكس أن قطر منذ تلك الفترة كانت تمهد لتبرير اعتداءاتها الجوية !
قطر يبدو أنها كانت تمهد لحملة من نوع "خذوهم بالصوت" والإعلام المضلل الذي يقوم بقلب الحقائق و"برز الدوى قبل الفلعة " من خلال الخروج بتصريحات وبيانات تستهدف ترسيخ مفهوم انتهاك سيادة قطر وتهديد سلامة حدودها وأراضيها وانتهاك أحكام القانون الدولي والاتفاقيات والمواثيق والأعراف الدولية.
كما قامت وقتها بتهديد الإمارات بأنها سوف تتخذ، حفاظا على حقها السيادي، "مسمار جحا الدائم" كامل الإجراءات اللازمة للدفاع عن حدودها ومجالها الجوي وأمنها القومي وفقا للقوانين والضوابط الدولية، قطر في ذلك أرادت التمهيد لتقديم الأعذار في حال قيام مقاتلاتها القطرية بالعدوان الجوي استنادا إلى أنها تقوم بذلك في سبيل الحفاظ على سيادتها ورد العدوان الجوي الإماراتي ولو كانت محقة في ذلك فلمَ تستهدف الطائرات المدنية الإماراتية لا العسكرية ؟!.
بدأت بعدها اللعبة القطرية بمهاجمة الطائرات المدنية الإماراتية فيما أخذت وزارة الخارجية القطرية "كالعادة" تنفي شكاوى الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتي مبدية أن ذلك يأتي للتغطية على اختراق الطائرة العسكرية الإماراتية لأجواء قطر !26 مارس قامت قطر بمعاودة الإرهاب الجوي والاستهتار بسلامة الطائرات المدنية والملاحة الجوية على طائرتين مدنيتين قرب الأجواء البحرينية للمرة الثالثة في عمل استفزازي في المجال الجوي الذي يقع في البحرين فاقتراب المقاتلين القطريتين اللاتي كن في وضع الهجوم الجوي المسلح دفع بقائد إحدى الطائرتين إلى إجراء مناورة لتفادي الاصطدام، رغم أن الطائرتين في رحلتين اعتياديتين ومجدولتين ومعروفتي المسار ومستوفيتين للموافقات والتصاريح اللازمة والمتعارف عليها دولياً.
وعندما نتابع الحملة الإعلامية المضللة التي رافقت ذلك الإرهاب الجوي لنفي ما قامت به من تجاوزات متناسية أن الرادارات توثق الانتهاكات القطرية المنطلقة من قاعدة العديد، وأنه يحال أن تتقدم الإمارات بكل هذه الشكاوى دون وجود أدلة وإثباتات تثبت تورط قطر في تهديد سلامة الطيران المدني ولو حللنا أسباب معاودة الهجوم فإنه بالامكان ربط خروج المقاتلات القطرية من قاعدة العديد، بما خرجت به مصادر تشريعية في الكونغرس الأمريكي بتاريخ 19 مارس - أي قبل حادثة الاعتداء بعدة أيام - أن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب تدرس فعلياً نقل قاعدة العديد العسكرية الأمريكية من الدوحة إلى موقع آخر خارج قطر.
22 أبريل الماضي قامت قطر بمعاودة الهجوم ولولا لطف الله وبراعة الطيار التي أنقذت 86 راكبا لتسبب هذا الهجوم بكارثة، حيث أطلقت قطر مقاتلاتها داخل الأجواء البحرينية لاستهداف طائرة مدينة إماراتية وقلصت المسافة الأفقية إلى أقل من ميلين والعمودية إلى 700 قدم تاركة ثواني قليلة قبل اصطدام الطائرتين، حسبما ذكرت هئية الطيران المدني في الإمارات، مما أجبر قائد الطائرة الإماراتية على إجراء مناورة سريعة للابتعاد وتفادي الاصطدام. ترى هل تأتي لعبة المقاتلات القطرية في اختراق الأجواء البحرينية رغبة من قطر في استفزاز قيادة الإمارات التي كانت من أوائل الدول التي وقفت مع البحرين خلال أزمتها الأمنية 2011 والرغبة بالمواجهة العسكرية مع الإمارات، خاصة أن الإمارات تعتبر من الدول العربية التي تمتلك أقوى القوات الجوية، حيث جاءت في المركز الرابع في ترتيب أقوى القوات الجوية العربية، وإشغال القدرات العسكرية الإماراتية بالصراع والقتال مع قطر عوضا عن تقدم قواتها في عاصفة الحزم باليمن؟.
فالإرهاب الجوي القطري الأخير جاء بعد انتهاء القمة العربية الأخيرة "قمة القدس" التي تم فيها أيضا تجاهل الأزمة القطرية، إلى جانب تقدم القوات المسلحة الإماراتية إلى مواقع جديدة وقصفها تمركزا للحوثيين الممولين من تنظيم الحمدين الإرهابي ضمن عملية عسكرية واسعة في اليمن، فهل الإرهاب الجوي القطري يأتي على قدر الألم من قبل جبناء تنظيم الحمدين الإرهابي؟ لا ننسى قيام الحوثيين المدعومين من قطر يومها أيضا بإطلاق صاروخ باتجاه جازان اعترضته قوات الدفاع الجوي السعودية بينما سقط آخر في منطقة صحراوية مما هدد سلامة المواطنين المدنيين بالسعودية ومما يؤكد قطر فعلا عراب الفوضى الإرهابية بالمنطقة وعراب الفوضى الجوية كذلك.
من الواضح أن الإمارات لن تقوم بالتصعيد العسكري مع قطر مهما فعلت قطر، بل إنها لجأت لردع الإرهاب القطري عن طريق قيام هيئة الطيران المدني الإماراتية بالتقدم بشكوى رسمية تفصيلية للمنظمة الدولية للطيران المدني " إيكاو" بخصوص الاعتدءات القطرية الأربعة على الطائرات المدنية الإماراتية، مبدية أن قطر تخالف اتفاقية شيكاغو، حيث حددت المنظمة الدولية للطيران المدني 17 مايو المقبل موعدا لعقد جلسة للنظر في الشكاوى الخمس المقدمة من جانب الإمارات والمتعلقة بقضية اعتراض الطيران القطري لطائرات مدنية إماراتية. كما تقدمت مملكة البحرين كذلك في 28 مارس الماضي بشكوى مماثلة لدى منظمة الطيران المدني الدولي ضد انتهاكات المقاتلات القطرية وتهديد سلامة الطيران المدني في الأجواء البحرينية. ففي حال ثبوت الاعتداءات القطرية فإن اتفاقية شيكاغو تتيح اتخاذ جملة من الإجراءات القانونية تجاه الدولة المهددة لسلامة الطيران حفاظاً على الأمن والاستقرار العالمي، مما يعكس أن قطر تحفر قبرها بيدها وبمساعدة القوات التركية ومؤامرات الخلايا الإرهابية على أرضها. فلتستمر قطر في تعنتها الإرهابي ولعبة تصدير الإرهاب الجوي من أرضها بعد إحباط مشاريعها الإرهابية في دول المنطقة العربية فقطر الإرهابية تزداد احتضاراً وتنتحر دولياً.