.. «قد نكون أمتين مختلفتين، لكن نشترك في التسامح».
هذه إحدى الجمل التي يمكن أن تكشف للكثيرين حقيقة البحرين كبلد وقيادة وشعب.
جملة جاءت في سياق خطاب جلالة الملك حمد بن عيسى يوم أمس خلال لقائه السفير الأمريكي وعدداً من أبناء الجالية الأمريكية المقيمة في البحرين.
بلادنا كانت منذ القدم مركز إشعاع حضاري وثقافي وإنساني، لم نكن حينها في حاجة لمؤسسات معنية بالتسامح وحوار الأديان والتعايش، رغم أن العصر الحديث أخذ ينظر لتأسيس الكيانات هذه بعين الاعتبار وكأنها هي الدلالة على وجود هذه الثقافات، لم نكن نحتاج لها لأنها أصلاً موجودة في تركيبة الإنسان البحريني.
البحرين عُرفت بأنها بلد يتعامل مع جميع الأعراق والأجناس وأصحاب الديانات بأساليب متقدمة ومتحضرة إنسانياً، لم نسمع يوماً أن أجنبياً تعرض للاضطهاد والظلم في بلادنا، ولم نسمع يوماً أن أصحاب ديانة ضيق عليهم باعتبار أن البحرين دولة إسلامية، ولم نسمع يوماً أن بلادنا أغلقت الأبواب في وجه أية فرص استثمارية وتجارية أو وفود سياحية، بل كانت عبر أنظمتها وقوانينها من أسهل الدول في فتح أبوابها للآخرين والترحيب بهم وبيان مستوى الكرم المتأصل في شعبها.
ومن خلال هذه الأعراف السائدة، والتي أصبحت جزءاً لا ينفصل عن تركيبة الإنسان البحريني، تميزت العلاقات البحرينية مع الآخرين بعمقها وقوتها، خاصة وأن البحرين كقيادة وشعب لم تقمْ يوماً علاقات مبنية على المصلحة الأحادية، أو تمثلت بمواقف غير شفافة، بل ما تعلمناه من بلادنا وقيادتنا أن أقوى العلاقات وأفضلها هي تلك التي تكون الصراحة والشفافية وحسن التعامل والظن أساسها الأول.
لذلك نقول دائماً إن البحرين لم تدخل يوماً في علاقة إلا بحسن نوايا، تعامل الآخرين بالأسلوب الذي تتوقعه أن يعاملوها به، بنفس أسلوب الاحترام والنزاهة والنظافة، لم تعادِ بلادنا أحداً عبر التعدي عليه أو استهدافه أو التدخل في شؤونه الداخلية، حتى وإن كانت بعض الأطراف تخل بذلك، فيكون لسان حال البحرين بالتذكير بأن هذه العلاقات لا بد وأن ترتبط بحسن التعامل والاحترام والجيرة الطيبة والصداقة الصادقة.
جلالة الملك الذي نرى فيها نموذجاً متقدماً لمميزات القائد الذي يسعى لترسيخ ثقافة التسامح والتعايش والاحترام والحب لدى شعبه تجاه الشعوب الأخرى، أكد في لقائه الجالية الأمريكية على هذه الثوابت الأصيلة لأي علاقة يراد لها الامتداد والاستمرار لعقود وقرون.
يقول جلالته: «لدينا حلم مشترك في إيجاد عالم يتسع للجميع، لكي نعيش جنباً إلى جنب في سلام وازدهار»، وهي جملة يمكن ترجمتها على أنها «أسلوب حياة»، هو في الواقع الأسلوب الأمثل للعيش على هذه الأرض بسعادة.
لن تكون سعيداً أبداً، إلا إن كنت محبا للسلام والتعايش، إلا إن كنت متسامحاً مع الآخرين، كريماً في العفو، شديداً في التمسك بالقواسم الإنسانية التي تخرج الأفضل من الإنسان عند المواقف التي تستدعي بروز الخصال الأصيلة فيه.
نقطة هامة أيضاً، هي ميزة في الملك حمد، وتعد درساً آخر في أهمية تقدير الجهود، واحترام التعاون مع الأشقاء والأصدقاء، وعدم نكران المواقف الإيجابية، وذلك حينما أعاد للأذهان ذكرى بدايات علاقة التعاون الإنساني بين البحرين والولايات المتحدة الأمريكية، ذكرى تمتد لأكثر من قرن، حينما أسس شاب أمريكي وصفه جلالة الملك بـ»المقدام»، يدعى صمويل زويمر مستوصفاً طبياً في المنامة، بعد رحلة قام بها من نيوجيرسي إلى المنامة، وقام هذا المستشفى بإنقاذ أرواح أعداد كبيرة من البحرينيين، وامتد هذا التعاون الإنساني إلى يومنا هذا، بوجود هذا المستشفى والامتدادات التي تتفرع منه وتوجد في أنحاء متفرقة في البحرين.
نعم هناك تعاون عسكري منذ عقود طويلة بين البحرين والولايات المتحدة، لكن تذكير جلالة الملك بهذه القصة هدفه بيان أن ما تفتخر به البحرين دوما في علاقاتها بأنها تبدأ في أساسها وبداياتها من منطلق «إنساني» بحت.
نكررها دائماً، إننا في البحرين نفخر بكوننا بلد للتسامح والتعايش والصداقة النزيهة، لدينا ملك يرى في ترسيخ مفهوم الحب وتمني الخير للجميع «رسالة»، لا بد وأن يعمل من أجلها هو وشعبه.
البحرين كانت منذ القدم منارة للسلام والتعايش، وستظل بإذن الله.
هذه إحدى الجمل التي يمكن أن تكشف للكثيرين حقيقة البحرين كبلد وقيادة وشعب.
جملة جاءت في سياق خطاب جلالة الملك حمد بن عيسى يوم أمس خلال لقائه السفير الأمريكي وعدداً من أبناء الجالية الأمريكية المقيمة في البحرين.
بلادنا كانت منذ القدم مركز إشعاع حضاري وثقافي وإنساني، لم نكن حينها في حاجة لمؤسسات معنية بالتسامح وحوار الأديان والتعايش، رغم أن العصر الحديث أخذ ينظر لتأسيس الكيانات هذه بعين الاعتبار وكأنها هي الدلالة على وجود هذه الثقافات، لم نكن نحتاج لها لأنها أصلاً موجودة في تركيبة الإنسان البحريني.
البحرين عُرفت بأنها بلد يتعامل مع جميع الأعراق والأجناس وأصحاب الديانات بأساليب متقدمة ومتحضرة إنسانياً، لم نسمع يوماً أن أجنبياً تعرض للاضطهاد والظلم في بلادنا، ولم نسمع يوماً أن أصحاب ديانة ضيق عليهم باعتبار أن البحرين دولة إسلامية، ولم نسمع يوماً أن بلادنا أغلقت الأبواب في وجه أية فرص استثمارية وتجارية أو وفود سياحية، بل كانت عبر أنظمتها وقوانينها من أسهل الدول في فتح أبوابها للآخرين والترحيب بهم وبيان مستوى الكرم المتأصل في شعبها.
ومن خلال هذه الأعراف السائدة، والتي أصبحت جزءاً لا ينفصل عن تركيبة الإنسان البحريني، تميزت العلاقات البحرينية مع الآخرين بعمقها وقوتها، خاصة وأن البحرين كقيادة وشعب لم تقمْ يوماً علاقات مبنية على المصلحة الأحادية، أو تمثلت بمواقف غير شفافة، بل ما تعلمناه من بلادنا وقيادتنا أن أقوى العلاقات وأفضلها هي تلك التي تكون الصراحة والشفافية وحسن التعامل والظن أساسها الأول.
لذلك نقول دائماً إن البحرين لم تدخل يوماً في علاقة إلا بحسن نوايا، تعامل الآخرين بالأسلوب الذي تتوقعه أن يعاملوها به، بنفس أسلوب الاحترام والنزاهة والنظافة، لم تعادِ بلادنا أحداً عبر التعدي عليه أو استهدافه أو التدخل في شؤونه الداخلية، حتى وإن كانت بعض الأطراف تخل بذلك، فيكون لسان حال البحرين بالتذكير بأن هذه العلاقات لا بد وأن ترتبط بحسن التعامل والاحترام والجيرة الطيبة والصداقة الصادقة.
جلالة الملك الذي نرى فيها نموذجاً متقدماً لمميزات القائد الذي يسعى لترسيخ ثقافة التسامح والتعايش والاحترام والحب لدى شعبه تجاه الشعوب الأخرى، أكد في لقائه الجالية الأمريكية على هذه الثوابت الأصيلة لأي علاقة يراد لها الامتداد والاستمرار لعقود وقرون.
يقول جلالته: «لدينا حلم مشترك في إيجاد عالم يتسع للجميع، لكي نعيش جنباً إلى جنب في سلام وازدهار»، وهي جملة يمكن ترجمتها على أنها «أسلوب حياة»، هو في الواقع الأسلوب الأمثل للعيش على هذه الأرض بسعادة.
لن تكون سعيداً أبداً، إلا إن كنت محبا للسلام والتعايش، إلا إن كنت متسامحاً مع الآخرين، كريماً في العفو، شديداً في التمسك بالقواسم الإنسانية التي تخرج الأفضل من الإنسان عند المواقف التي تستدعي بروز الخصال الأصيلة فيه.
نقطة هامة أيضاً، هي ميزة في الملك حمد، وتعد درساً آخر في أهمية تقدير الجهود، واحترام التعاون مع الأشقاء والأصدقاء، وعدم نكران المواقف الإيجابية، وذلك حينما أعاد للأذهان ذكرى بدايات علاقة التعاون الإنساني بين البحرين والولايات المتحدة الأمريكية، ذكرى تمتد لأكثر من قرن، حينما أسس شاب أمريكي وصفه جلالة الملك بـ»المقدام»، يدعى صمويل زويمر مستوصفاً طبياً في المنامة، بعد رحلة قام بها من نيوجيرسي إلى المنامة، وقام هذا المستشفى بإنقاذ أرواح أعداد كبيرة من البحرينيين، وامتد هذا التعاون الإنساني إلى يومنا هذا، بوجود هذا المستشفى والامتدادات التي تتفرع منه وتوجد في أنحاء متفرقة في البحرين.
نعم هناك تعاون عسكري منذ عقود طويلة بين البحرين والولايات المتحدة، لكن تذكير جلالة الملك بهذه القصة هدفه بيان أن ما تفتخر به البحرين دوما في علاقاتها بأنها تبدأ في أساسها وبداياتها من منطلق «إنساني» بحت.
نكررها دائماً، إننا في البحرين نفخر بكوننا بلد للتسامح والتعايش والصداقة النزيهة، لدينا ملك يرى في ترسيخ مفهوم الحب وتمني الخير للجميع «رسالة»، لا بد وأن يعمل من أجلها هو وشعبه.
البحرين كانت منذ القدم منارة للسلام والتعايش، وستظل بإذن الله.