لاقت الأدلة التي أظهرتها الاستخبارات الصهيونية «الموساد» بشأن النووي الإيراني ترحيباً حاراً في الخليج العربي وكذلك في الولايات المتحدة الأمريكية، وكلنا يعلم أن تلك الأدلة سيكون لها بالغ التأثير في القرار الذي سيتخذه ترامب السبت المقبل بشأن احتمال الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني المبرم بين طهران والدول الست. غير أن اللافت للانتباه الفتور الذي يعتري المشهد من الجانب الأوروبي الأمر الذي يثير في الأذهان ألف سؤال وسؤال..!!
ربما كان الأبرز في المواقف الأوروبية المثيرة للدهشة، الخارجية الفرنسية التي نوهت بأن ما كشفته «الموساد» بمثابة دافع إضافي معزز للرغبة في الإبقاء على الاتفاق النووي، بما يمنح مزيداً من الضمانات الطويلة الأمد إزاء البرنامج النووي الإيراني، ورغم أنه لا أظن أن ذلك موقف ساذج أو ناشئ عن سوء فهم فرنسي لمجريات الأمور بالمنطقة، ولكن تجدر الإشارة إلى أن فرنسا مهما حاولت أن تبدو متفهمة للأمور وتوحي للعالم حسن إدارتها، فهي لن تصل للخبرة مع إيران بقدر ما وصلنا إليه خليجياً، ومن منطلق خبرتنا الخليجية فنحن نعلم علم اليقين أن إيران لا تعدو على كونها «دجالاً أكبر» يعتاش على الكذب، فلماذا لا يصغي الأوروبيون للأصوات الخليجية كونها الأكثر خبرة وأكثر عرضة للضرر، ولماذا تقود فرنسا التلكؤ المريب بشأن الاتفاق النووي؟!
لا يقف الأمر على فرنسا وحدها، فالوكالة الدولية للطاقة الذرية -تلك التي قبلت بتكبيل يديها في اتفاق جائر يسلبها حرية الحركة في المواقع العسكرية الإيرانية لتفقد مدى التزام طهران ببنود الاتفاق- قالت إنها لا تملك مؤشراً ذا صدقية بشأن نشاطات في إيران ذات علاقة بتطوير قنبلة نووية بعد عام 2009. من جهة أخرى أيدت بريطانيا الموقف الفرنسي بالقول إن جلّ ما تكشف من «بلاوي» إنما هو سبب آخر جيد للحفاظ على الاتفاق في موازاة تطويره، مع الأخذ بالاعتبار قلق الولايات المتحدة وحلفائنا الآخرين.!! لدينا أيضاً موقف وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي التي حولت مسار المجريات إلى قضية النوايا الحسنة كما تريدها إسرائيل أو النوايا الإيرانية السيئة، غير أن الطامة الكبرى من هذا كله أن وكالة الطاقة الذرية تفيد بأن التزامات إيران باتت ملموسة وتحققها وفق آليات صارمة، بل إن إيران احترمت الاتفاق برمته والتزمت به. يدعوني هذا كله للتساؤل هل تعيش أوروبا حالة سذاجة أم أنانية القارة العجوز كما تفعل العجائز دائماً؟! ولماذا تغيب عن أوروبا حكمة العجائز؟!!
* اختلاج النبض:
عملية الموساد التي سرق فيها الصهاينة ملفات تفضح استمرار إيران في سعيها للسلاح النووي، لم تكشف تفريط إيران بالالتزام وحسب، بل كشفت ما لأوروبا من مصالح باتت تداريها بشدة من خلال رحلة ماكرون لواشنطن. كما كشفت العملية قدرة الخليجيين على التزام الصمت إزاء مفاعل بوشهر الممتد ضمن محيطهم الحيوي، وكأن الأمر برمته لا يعنيهم البتة..!!!
ربما كان الأبرز في المواقف الأوروبية المثيرة للدهشة، الخارجية الفرنسية التي نوهت بأن ما كشفته «الموساد» بمثابة دافع إضافي معزز للرغبة في الإبقاء على الاتفاق النووي، بما يمنح مزيداً من الضمانات الطويلة الأمد إزاء البرنامج النووي الإيراني، ورغم أنه لا أظن أن ذلك موقف ساذج أو ناشئ عن سوء فهم فرنسي لمجريات الأمور بالمنطقة، ولكن تجدر الإشارة إلى أن فرنسا مهما حاولت أن تبدو متفهمة للأمور وتوحي للعالم حسن إدارتها، فهي لن تصل للخبرة مع إيران بقدر ما وصلنا إليه خليجياً، ومن منطلق خبرتنا الخليجية فنحن نعلم علم اليقين أن إيران لا تعدو على كونها «دجالاً أكبر» يعتاش على الكذب، فلماذا لا يصغي الأوروبيون للأصوات الخليجية كونها الأكثر خبرة وأكثر عرضة للضرر، ولماذا تقود فرنسا التلكؤ المريب بشأن الاتفاق النووي؟!
لا يقف الأمر على فرنسا وحدها، فالوكالة الدولية للطاقة الذرية -تلك التي قبلت بتكبيل يديها في اتفاق جائر يسلبها حرية الحركة في المواقع العسكرية الإيرانية لتفقد مدى التزام طهران ببنود الاتفاق- قالت إنها لا تملك مؤشراً ذا صدقية بشأن نشاطات في إيران ذات علاقة بتطوير قنبلة نووية بعد عام 2009. من جهة أخرى أيدت بريطانيا الموقف الفرنسي بالقول إن جلّ ما تكشف من «بلاوي» إنما هو سبب آخر جيد للحفاظ على الاتفاق في موازاة تطويره، مع الأخذ بالاعتبار قلق الولايات المتحدة وحلفائنا الآخرين.!! لدينا أيضاً موقف وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي التي حولت مسار المجريات إلى قضية النوايا الحسنة كما تريدها إسرائيل أو النوايا الإيرانية السيئة، غير أن الطامة الكبرى من هذا كله أن وكالة الطاقة الذرية تفيد بأن التزامات إيران باتت ملموسة وتحققها وفق آليات صارمة، بل إن إيران احترمت الاتفاق برمته والتزمت به. يدعوني هذا كله للتساؤل هل تعيش أوروبا حالة سذاجة أم أنانية القارة العجوز كما تفعل العجائز دائماً؟! ولماذا تغيب عن أوروبا حكمة العجائز؟!!
* اختلاج النبض:
عملية الموساد التي سرق فيها الصهاينة ملفات تفضح استمرار إيران في سعيها للسلاح النووي، لم تكشف تفريط إيران بالالتزام وحسب، بل كشفت ما لأوروبا من مصالح باتت تداريها بشدة من خلال رحلة ماكرون لواشنطن. كما كشفت العملية قدرة الخليجيين على التزام الصمت إزاء مفاعل بوشهر الممتد ضمن محيطهم الحيوي، وكأن الأمر برمته لا يعنيهم البتة..!!!