لم تكن عهد التميمي الأخيرة، تلك الطفلة، أيقونة الكفاح الفلسطيني، التي أدينت بأفعالها الشجاعة، لتقابل بشاعة محتل صهيوني انتهك للطفولة كل حق ودمر جلّ الأحلام، ولكنه أيضاً كشف عن ضعفه أمام طفلة، كما تعرى على الملأ في مخاوفه حتى أن كلمات مقفاة باتت ترتعد أمامها فرائصه. من الطفولة إلى النساء، ومن الأفعال إلى الأقوال، بات يتنقل الصهيوني ويحكم قبضته خيفة أن تزال دولته أو تهتز أركانه، وهو ما دعا الإسرائيليين مؤخراً لمراقبة الأقوال وتكميم الأفواه حتى عن بضع كلمات مسجاة بقافية.
لأننا نعلم علم اليقين كيف أن البنية النفسية للصهيوني هشة من الداخل وإن بدت بعضلات مفتولة في خارجها لما أحدثه فيها الإعلام الإسرائيلي من عمليات نفخ، فإن محط تركيزنا اليوم ليس الإسرائيليون بقدر ذلك التأثير الذي خافوا إحداثه على الفلسطينيين في الفترة الأخيرة ألا وهو الشعر، إذ «أدانت محكمة إسرائيلية -الخميس الماضي- الشاعرة الفلسطينية دارين طاطور «36 عاماً» بالتحريض على الإرهاب والدعوة إلى العنف»، جاء ذلك إثر نشرها لمقطع فيديو مصور تلقي فيه قصيدة قالت فيها «قاوم يا شعبي قاومهم، قاوم سطو المستوطن، واتبع قافلة الشهداء».
حول الشعر..
فهل عاد زمن الشعراء؟ لا أدري إن كان هذا السؤال في محله أصلاً، وكأنه يفترض أن عهد الشعر قد ولى، ولكني ربما بت أراه أقل تأثيراً في ظل ما شهدناه من طفرات نوعية في مؤثرات عدة سمعية وبصرية باتت تحتل المشهد في ثورة على كل أدوات تأثير «الزمن الجميل». لكن لم يخيل إليّ يوماً أن تقف إسرائيل على قصيدة واحدة، لتدينها قاضية إسرائيلية، بإصدار حكماً على قائلها في 52 صفحة، لتشمل تلك الصفحات تحليلاً أدبياً مفصلاً للنص والتسجيل المصور وللكلمة العربية 'شهيد»..!! وربما ليس من المستغرب كثيراً استمرار تأثير الشعر على الحكومات والساسة والقضايا التي يتناولها حتى يومنا هذا، والدليل على أن الشعر أخاف حكومات وهزّ دول، ما شهدناه في عدة نماذج عربية كان من بينها الحكم على الشاعر القطري محمد بن الذيب بالسجن 15 سنة لقصيدة الياسمين.
حول الديمقراطية..
لطالما تحدثنا عن الديمقراطية في إسرائيل وكيف أنها أحادية الاتجاه تأخذ ولا تعطي، الأمر الذي أثبتته طاطور من خلال محاكمتها إزاء قصيدة عبرت فيها عن رأيها لتسمع العالم صوتها الفلسطيني الحر، وهو ما أشارت إليه بعد محاكمتها بالقول: «محاكمتي أزالت الأقنعة، العالم كله سوف يسمع قصتي، سوف يسمع العالم كله ما هي ديمقراطية إسرائيل، ديمقراطية لليهود فقط، في حين يذهب العرب فقط إلى السجون».
حول الإرهاب..
من جميل ما قالت طاطور: «قالت المحكمة إنني مدانة بالإرهاب، إذا كان هذا هو إرهابي، فإنني أعطي العالم إرهاب الحب»، ولا أخفيكم كم أن راق لي إرهابها ووددت لو أنني إرهابية لو كان الإرهاب حباً، فما أحوجنا لهذا النوع من العمليات الإرهابية في مجتمعات أوشكت على أن تكون منزوعة الشعور.
* اختلاج النبض:
لقد أثبت الإسرائيليون قوتنا كعرب ومسلمين على بساطة أدواتنا أمام أسلحتهم الحديثة، فللصفعة قيمتها وللكلمة تأثيرها وللحجر سطوته. كشعوب عربية مسلمة نملك الحرب حباً، والجهاد دعوة خالصة، والدعم الإعلامي نبراساً من نور يجلجل صداه في أعماق العالم أجمع، فهل سنرهب العالم بحبنا للأراضي الفلسطينية ونشعل في رؤوس الصهاينة ومن والاهم شرارات الغضب ونيران الهزيمة؟!!
{{ article.visit_count }}
لأننا نعلم علم اليقين كيف أن البنية النفسية للصهيوني هشة من الداخل وإن بدت بعضلات مفتولة في خارجها لما أحدثه فيها الإعلام الإسرائيلي من عمليات نفخ، فإن محط تركيزنا اليوم ليس الإسرائيليون بقدر ذلك التأثير الذي خافوا إحداثه على الفلسطينيين في الفترة الأخيرة ألا وهو الشعر، إذ «أدانت محكمة إسرائيلية -الخميس الماضي- الشاعرة الفلسطينية دارين طاطور «36 عاماً» بالتحريض على الإرهاب والدعوة إلى العنف»، جاء ذلك إثر نشرها لمقطع فيديو مصور تلقي فيه قصيدة قالت فيها «قاوم يا شعبي قاومهم، قاوم سطو المستوطن، واتبع قافلة الشهداء».
حول الشعر..
فهل عاد زمن الشعراء؟ لا أدري إن كان هذا السؤال في محله أصلاً، وكأنه يفترض أن عهد الشعر قد ولى، ولكني ربما بت أراه أقل تأثيراً في ظل ما شهدناه من طفرات نوعية في مؤثرات عدة سمعية وبصرية باتت تحتل المشهد في ثورة على كل أدوات تأثير «الزمن الجميل». لكن لم يخيل إليّ يوماً أن تقف إسرائيل على قصيدة واحدة، لتدينها قاضية إسرائيلية، بإصدار حكماً على قائلها في 52 صفحة، لتشمل تلك الصفحات تحليلاً أدبياً مفصلاً للنص والتسجيل المصور وللكلمة العربية 'شهيد»..!! وربما ليس من المستغرب كثيراً استمرار تأثير الشعر على الحكومات والساسة والقضايا التي يتناولها حتى يومنا هذا، والدليل على أن الشعر أخاف حكومات وهزّ دول، ما شهدناه في عدة نماذج عربية كان من بينها الحكم على الشاعر القطري محمد بن الذيب بالسجن 15 سنة لقصيدة الياسمين.
حول الديمقراطية..
لطالما تحدثنا عن الديمقراطية في إسرائيل وكيف أنها أحادية الاتجاه تأخذ ولا تعطي، الأمر الذي أثبتته طاطور من خلال محاكمتها إزاء قصيدة عبرت فيها عن رأيها لتسمع العالم صوتها الفلسطيني الحر، وهو ما أشارت إليه بعد محاكمتها بالقول: «محاكمتي أزالت الأقنعة، العالم كله سوف يسمع قصتي، سوف يسمع العالم كله ما هي ديمقراطية إسرائيل، ديمقراطية لليهود فقط، في حين يذهب العرب فقط إلى السجون».
حول الإرهاب..
من جميل ما قالت طاطور: «قالت المحكمة إنني مدانة بالإرهاب، إذا كان هذا هو إرهابي، فإنني أعطي العالم إرهاب الحب»، ولا أخفيكم كم أن راق لي إرهابها ووددت لو أنني إرهابية لو كان الإرهاب حباً، فما أحوجنا لهذا النوع من العمليات الإرهابية في مجتمعات أوشكت على أن تكون منزوعة الشعور.
* اختلاج النبض:
لقد أثبت الإسرائيليون قوتنا كعرب ومسلمين على بساطة أدواتنا أمام أسلحتهم الحديثة، فللصفعة قيمتها وللكلمة تأثيرها وللحجر سطوته. كشعوب عربية مسلمة نملك الحرب حباً، والجهاد دعوة خالصة، والدعم الإعلامي نبراساً من نور يجلجل صداه في أعماق العالم أجمع، فهل سنرهب العالم بحبنا للأراضي الفلسطينية ونشعل في رؤوس الصهاينة ومن والاهم شرارات الغضب ونيران الهزيمة؟!!