هذا الفعل صار جزءاً من حياة مريدي السوء، حتى لم يعد يخلو يوم من أيامها من دون اختلاق قصة الغاية منها الإساءة وجعل العالم يتخذ موقفاً من مملكة البحرين وحكومتها. كل يوم يشهد قصة جديدة بل قصصاً، ليس مهماً عندهم كيف تكون نهايتها أو حتى تبين كذبها، المهم هو اختلاقها والاستفادة من ذلك في تحقيق الهدف المتمثل في الإساءة إلى البحرين، مستعينين في ذلك بماكينة إعلام النظام الإيراني التي ينبغي عدم التقليل من قدراتها لأنها بالفعل قوية وخبيثة وقادرة على تلوين الأخبار وزرع الفتن ويمتلك العاملون عليها خبرة كبيرة في اختلاق القصص وترويج الأكاذيب وتضخيم ما ليس قابلاً للتضخيم، وبسبب خبرات وقدرات هذه الماكينة لايزال البعض يصدق ادعاءاتها وما تقوم بترويجه فيعتقد أن كل ما تقوله عن البحرين حقيقي وأن كل ما يصله من البحرين بعيد عن الحقيقة وأن مريدي السوء على حق بل إنهم الحق نفسه.

هم يريدون الإساءة إلى البحرين عبر اختلاق القصص وتضخيم كل حدث وتأويل كل قول فيتحدثون عن أمور لا أساس لها أو أن أساسها ضعيف ويختبئون وراء كلمة «مصادر»، فالمصادر قالت وتقول وبينت وكشفت ونفت وأكدت، والمصادر -التي هي أيضاً مختلقة- توفر كل المعلومات التي تفي غرض الإساءة.

ما يقوم به أولئك وإن كان يندرج تحت قائمة ما يمكن أن يطلق عليه «حيلة العاجز» إلا أنه ينبغي عدم التقليل من شأنه لأنه يؤثر على البعض الذي من الطبيعي أن يتخذ الموقف الذي يريدون منه اتخاذه خصوصاً إن لم يلتفت إلى ما يقوله الطرف الآخر أو أنه لم يجد رداً من الآخر أو توضيحاً. مريدو السوء وتلك الماكينة المسيئة يعمدون إلى العبث بالعقول لتكون على استعداد دائماً لتلقي كل ما يصلها منهم، ولهذا فإنهم يعملون من «الحبة قبة» ويستنفرون ويوظفون كل قدراتهم وطاقاتهم عند تناول أي حدث مهما كان صغيراً واختلاق ما يشاؤون من قصص.

تأثير تلك القصص يظل دونما شك محدوداً لأن الحقيقة تظهر في كل الأحوال ولأن الكذب مآله الفشل ولأن للعالم عيوناً وآذاناً وعقولاً يستطيع بها التمييز بين الحق والباطل، ولكن هذا لا يعني السكوت وانتظار أن يحدث ذلك خصوصاً وأن مريدي السوء يستعينون بتلك الماكينة القوية الخبيثة والتي يهمها المشاركة في الإساءة إلى البحرين التي يريد النظام الإيراني التغلغل فيها بكل الطرق والذي لولا هذا لما وفر كل الدعم لأولئك الذين لايزالون مخدوعين به ويعتقدون أنه منقذهم ومعينهم على تحقيق ما يرمون إليه.

أمس ركز مريدو السوء على حدث بسيط، وقبله اختلقوا قصة استناداً إلى حدث أبسط، وغداً سيختلقون العديد من القصص التي لا أساس لها وبها يسعون إلى الإساءة إلى البحرين، ورغم أنهم يدركون أن ما يروجونه ليس إلا قصصاً اختلقوها واستندوا في اختلاقها إلى تحليلات هزيلة ولا تمت إلى الواقع والحقيقة بصلة، ورغم علمهم بأن تأثيرها يظل محدوداً ومحصوراً في فئة هم مسيطرون على عقولها منذ زمن إلا أنهم يستمرون في كل هذا وتستمر ماكينة إعلام النظام الإيراني في دعمهم ومساعدتهم على الترويج واختلاق القصص وتضخيم الأحداث، فالغاية هنا هي الإساءة إلى البحرين بكل السبل وبكل ما هو متوفر من أدوات.

ليس القصد هنا التقليل من قدرات إعلامنا ولكن في ظل وجود مثل هذه الماكينة الإعلامية الشرسة وفي ظل وجود مريدي السوء الذين يعمدون إلى اختلاق القصص واضحة المقاصد والغايات فإن علينا مضاعفة الجهد وأن يعمل الجميع وبكل ما يمتلكون من قدرات وطاقات على الوقوف في وجه كل ذلك بإظهار زيفهم وكذبهم وإظهار الحقيقة في كل حين.