على الرغم من تواضع مستوى الكرة البحرينية وندرة إنجازاتها الميدانية، إلا أن التحكيم الكروي البحريني لايزال يواصل تألقه وبروزه على أعلى المستويات وفي مقدمتها المستوى المونديالي، حيث سجلت البحرين حضورها التحكيمي في كأس العالم في السنوات الأربعين الماضية، بدءاً من تواجد الحكم الدولي إبراهيم الدوي في مونديال إسبانيا 1982، وانتهاءً بتواجد الطاقم الثلاثي نواف شكرالله وياسر تلفت وإبراهيم سبت في مونديال البرازيل 2014، مروراً بتواجد الحكم الدولي جاسم مندي في مونديال إيطاليا 1990 والمساعد الدولي يوسف القطان في مونديال الولايات المتحدة الأمريكية 1994.

لم يتوقف التواجد التحكيمي البحريني في المشوار المونديالي عند هذا الحد، بل استطاع الثنائي الدولي نواف شكرالله وياسر تلفت أن يثبتا كفاءة الحكم البحريني عندما حققا إنجازاً غير مسبوق من خلال تأهلهما للمرة الثانية على التوالي للمشاركة في العرس المونديالي الكبير وأصبحا ضمن قائمة قضاة مونديال روسيا الذي سينطلق بعد أيام.

هذا الإنجاز التاريخي لم يحظَ حتى الآن بالاهتمام الإعلامي المحلي اللائق رغم أنه يفوق الكثير من الأحداث الرياضية البحرينية التي استحوذت على كل الأضواء الإعلامية والإشادات المحلية، وهذا ما يجعلنا أمام علامات استفهام وتعجب من الموقف الإعلامي بل وحتى من الموقف الرسمي إذا استثنينا موقف اللجنة الأولمبية البحرينية التي بادرت -مشكورة- بتكريم الثنائي شكرالله وتلفت في أمسية الوفاء الأخيرة لجائزة عيسى بن راشد للعمل التطوعي في المجال الرياضي، وهو تكريم معنوي كان له الأثر الإيجابي في نفوس المعنيين.

شكرالله وتلفت يستحقان المزيد من الأضواء الإعلامية المحلية ويستحقان الالتفاتة المعهودة من قيادتنا الحكيمة ومن قيادتنا الرياضية باعتبارهما سفيرين فوق العادة لمملكة البحرين في أكبر محفل رياضي في العالم، وهو ما يعد محل فخر واعتزاز لكل بحريني.

أيام قليلة تفصل الثنائي البحريني عن شد الرحال إلى روسيا، لرفع راية مملكة البحرين بين الدول المشاركة في العرس المونديالي الأبرز، والأمل كل الأمل أن تشهد الأيام القادمة خلال الشهر الفضيل تسليط الضوء الإعلامي على هذا الإنجاز وما صاحب الوصول إليه من متاعب وجهود جبارة أدت إلى اقتناع لجنة الحكام الدولية بتكرار اختيار الثنائي البحريني الذي ندعو له بالتوفيق والنجاح وأن يكون عند حسن ظن الجميع.