لا أعلم مَن مِن العسكريين في قيادة التحالف العربي الذي قرر استهداف رؤوس التمرد الحوثي، لكني أعلم أنه قرار صائب، وأننا نبتهج حين تطالعنا وسائل الإعلام كل يوم بأخبار قتل أفعى وهدم جحر حوثي. وبينما نرى حرب اليمن تدخل منعطفاً جديداً، فإن قواتنا العربية الباسلة عندما قررت تصيّد رؤوس الأفاعي الحوثية الكبيرة، قد استهدفت كلاً من الرجال والمؤسسات الحيوية التي استولى عليها المتمرّدون على السواء، إذ استخدم الحوثيون هذه المؤسسات في دعم نشاطهم العسكري وفي محاولة فرض سلطة الأمر الواقع.
مقتل صالح الصمّاد - رئيس المجلس السياسي الأعلى، ثم رئيس ما يعرف باللجنة الثورية - محمد علي الحوثي، ورئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى - مهدي المشاط، ثم قتل القيادي الميداني الحوثي «أبوصالح» الذي يعد العقل المدبّر لاستهداف السعودية بالصواريخ الباليستية المهرّبة من إيران، ثم استهداف مقرّ دار الرئاسة في صنعاء الذي تجتمع فيه كبار الأفاعي لميليشيات الحوثي، كل ذلك مجتمعاً.. كان عملاً جباراً ونجاحاً باهراً شجع على الاستمرار في القضاء على التمرّد عبر استهداف قياداته وهدم مقار اتخاذ القرارات الحوثية، كوزارتي الدفاع والداخلية بصنعاء. أما أهم عوامل نجاح التحالف العربي في تحقيق أهدافه سيل المعلومات الذي حظي به، إذ استقى معلوماته من داخل المدينة عن تحرّكات القادة الحوثيين، ليس بنشاط استخباراتي وحسب، وإنما من خلال أهل اليمن أنفسهم الذين كرهوا الحوثي فقدموا الدعم المعلوماتي لقوات التحالف.
وقد تمخض عن ذلك النجاح لقوات التحالف وضوح رؤية العالم مؤخراً بشأن الخيار العسكري كحل أنجع للقضية اليمنية، لمواجهة المجرمين بحق الشعب اليمني. كما بدا واضحاً أيضاً كيف اضطر القادة الحوثيون لانحسار حركتهم في الشوارع ومشاركاتهم الكبرى، وإلغاء كثير من برامجهم الموضوعة على الأجندة سابقاً، من أجل الاختباء في جحور تحت الأرض كالفئران المختبئة خيفة هجمات الصقور، وفي موازاة ذلك غاب التنسيق بين الجبهات لدى جماعات الحوثيين لضعف القيادات وجبنهم ما جعل الجماعات الحوثية في عزلة موحشة، وقد أفضى ذلك إلى العويل الحوثي الذي أسمع ربيبته طهران، لتسعى بدورها في الضغط على المبعوث الأممي الجديد مارتن غريفيث، ومطالبته بالاتصال بأطراف الصراع، لكن لم يلقَ ذلك صدى لدى الأخير الأمر الذي يؤكده استمرار التحالف في قطف رؤوس الأفاعي واحداً تلو الآخر.
* اختلاج النبض:
سيضطر الحوثيون بعد استهدافهم وقتل رؤوسهم إلى الانصياع للجلوس إلى طاولة المفاوضات وفق أسس جديدة، أما أن تخلو الجماعة الحوثية من رؤوسها وعقولها المدبرة فتلك مصيبة كبرى تضطرهم للتوقيع على كل ما يطرح صاغرين، ولن يعيد إليهم رؤوسهم أو يعيد توازنها بعد ذلك قات اليمن ولا أفيون إيران.
{{ article.visit_count }}
مقتل صالح الصمّاد - رئيس المجلس السياسي الأعلى، ثم رئيس ما يعرف باللجنة الثورية - محمد علي الحوثي، ورئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى - مهدي المشاط، ثم قتل القيادي الميداني الحوثي «أبوصالح» الذي يعد العقل المدبّر لاستهداف السعودية بالصواريخ الباليستية المهرّبة من إيران، ثم استهداف مقرّ دار الرئاسة في صنعاء الذي تجتمع فيه كبار الأفاعي لميليشيات الحوثي، كل ذلك مجتمعاً.. كان عملاً جباراً ونجاحاً باهراً شجع على الاستمرار في القضاء على التمرّد عبر استهداف قياداته وهدم مقار اتخاذ القرارات الحوثية، كوزارتي الدفاع والداخلية بصنعاء. أما أهم عوامل نجاح التحالف العربي في تحقيق أهدافه سيل المعلومات الذي حظي به، إذ استقى معلوماته من داخل المدينة عن تحرّكات القادة الحوثيين، ليس بنشاط استخباراتي وحسب، وإنما من خلال أهل اليمن أنفسهم الذين كرهوا الحوثي فقدموا الدعم المعلوماتي لقوات التحالف.
وقد تمخض عن ذلك النجاح لقوات التحالف وضوح رؤية العالم مؤخراً بشأن الخيار العسكري كحل أنجع للقضية اليمنية، لمواجهة المجرمين بحق الشعب اليمني. كما بدا واضحاً أيضاً كيف اضطر القادة الحوثيون لانحسار حركتهم في الشوارع ومشاركاتهم الكبرى، وإلغاء كثير من برامجهم الموضوعة على الأجندة سابقاً، من أجل الاختباء في جحور تحت الأرض كالفئران المختبئة خيفة هجمات الصقور، وفي موازاة ذلك غاب التنسيق بين الجبهات لدى جماعات الحوثيين لضعف القيادات وجبنهم ما جعل الجماعات الحوثية في عزلة موحشة، وقد أفضى ذلك إلى العويل الحوثي الذي أسمع ربيبته طهران، لتسعى بدورها في الضغط على المبعوث الأممي الجديد مارتن غريفيث، ومطالبته بالاتصال بأطراف الصراع، لكن لم يلقَ ذلك صدى لدى الأخير الأمر الذي يؤكده استمرار التحالف في قطف رؤوس الأفاعي واحداً تلو الآخر.
* اختلاج النبض:
سيضطر الحوثيون بعد استهدافهم وقتل رؤوسهم إلى الانصياع للجلوس إلى طاولة المفاوضات وفق أسس جديدة، أما أن تخلو الجماعة الحوثية من رؤوسها وعقولها المدبرة فتلك مصيبة كبرى تضطرهم للتوقيع على كل ما يطرح صاغرين، ولن يعيد إليهم رؤوسهم أو يعيد توازنها بعد ذلك قات اليمن ولا أفيون إيران.