بالأمس كان يوماً تاريخياً للشقيقة مصر على وجه الخصوص، وللعرب عموماً، على المستوى الرياضي، إذ دخل الفرعون المصري اللاعب محمد صلاح التاريخ من أوسع أبوابه، حينما توج بلقب هداف الدوري الإنجليزي المعروف بقوته وحماسته، وكذلك اختير أفضل لاعب في الموسم، والأهم أنه حطم الرقم القياسي لأكثر هداف يسجل في موسم واحد في الدوري بنسخة الـ «38» فريقاً، حيث سجل 32 هدفاً محطماً الرقم الذي كان يتشاركه مع الإنجليزي ألان شيرر والبرتغالي كريستيانو رونالدو، والأوروغوياني لويس سواريز.
جماهير ليفربول الإنجليزي عشقت محمد صلاح وغنت له، وألفت الأهازيج باسمه، وتردد أنه في المدينة دخل أشخاص للإسلام بسبب تأثير شخصية محمد صلاح، حينما رأوا تواضعه وطيبته وعفويته.
هذا النجم الرائع، رسم الفرحة والابتسامة على محيا مشجعي أغلب الفرق التي لعب لها في أوروبا، فعلها في بازل السويسري، وبعدها روما الإيطالي، لكن قصته في ليفربول كانت ضرباً من الخيال، حطم فيها حواجز المستحيل، ولأن الفرحة الأولى التي كان يرسمها هي على محيا الأشقاء المصريين وبعدهم الأشقاء العرب، أسموه وبلا تردد «فخر العرب».
أمام محمد صلاح فرصة تاريخية أخرى، حينما يتواجه ليفربول «أكثر الفرق الإنجليزية تحقيقاً لدوري أبطال أوروبا بواقع 5 مرات» مع ريال مدريد الإسباني «صاحب الرقم القياسي في الفوز بهذه البطولة بواقع 12 مرة» في نهائي البطولة الأغلى على مستوى الأندية الأوروبية أواخر الشهر الحالي، سيتواجه صلاح مع النجم كريستيانو رونالدو، وهو يمني النفس للفوز باللقب، ليكون ثاني لاعب عربي يحققه بعد أسطورة الجزائر رابح مادجير الذي فاز بها مع بورتو البرتغالي عام 1988 ويومها سجل بكعب قدمه الشهير في مرمى بايرن ميونخ الألماني.
دعكم من الرياضة، فالسؤال المطروح هنا هو «لماذا يحبون محمد صلاح»؟!، والمعنيون هم جماهيره المصرية والعربية والإنجليزية وحتى المنتشرون على مستوى العالم.
كثيرون من اللاعبين يتألقون ويبدعون، وكثير منهم يبدؤون لعب كرة القدم وهم من أسر متواضعة معيشياً في بلدانهم، لكن كرة القدم الاحترافية تحول اللاعب إلى ملياردير إن كان نجماً فذّاً مبدعاً، فتغير حاله بالكامل، ولعل النجوم البرازيليين هم أصحاب أبلغ الأمثلة، مثل الجوهرة بيليه الذي صلى مستغفراً ربه حينما سرق حبات فول سوداني ليسد جوعه، وريفالدو الذي كان يلصق الإعلانات ليكسب المال ليعيش به، ورونالدينهو وغيرهم. لكن قليل من اللاعبين لا تغيرهم هذه الأمور، لا يغيرهم التحول المادي، ولا يتبدلون فور حصولهم على الشهرة والجاه والاهتمام.
محمد صلاح من هذه النوعية، والتي نطلق عليهم أصحاب «المعادن الأصيلة»، الذين لم يغيرهم المال، ولم تغيرهم الشهرة، ولم تجد فيهم ذرة تكبر على الناس ولا غطرسة ولا تعالياً.
كنت الأسبوع الماضي في مصر، ولسان حال المصريين الذين أقابلهم لا يكف عن ذكر محمد صلاح، يقول لي أحدهم إن هذا الرجل لم يتغير على أهله وعلى أبناء قريته، إذ حينما ينزل لإجازته لا يقضيها في الأماكن الراقية السياحية أو التجمعات السكنية الجديدة أو الفنادق، بل يقضيها هناك في قريته «نجريح» بمدينة «بسيون»، يلبس نفس ملابسهم، ويجلس معهم أمام بيوتهم وفي مجالسهم، هو واحد منهم ولم يحسوا بأي فرق طرأ عليه.
صلاح نشأ في أسرة بسيطة، ظروفها المادية لم تساعد على التحاقه بجامعة كبيرة، شق طريقه باجتهاد ومثابرة في نادي «المقاولون العرب» منذ بداياته ووصل اليوم ليلعب مع أحد أعرق الأندية الإنجليزية والعالمية. التزامه بدينه والأخلاقيات يضرب به المثل، فعند احترافه ببازل سارع بالزواج من زميلته بالدراسة «ماجي محمد» وأنجب منها ابنته «مكة»، والسبب كان في رغبة الاستقرار لديه، وألا تربطه الصحافة بأية علاقة ولو وهمية مع أي فتاة أوروبية.
يعرفه أهل قريته بتبرعاته ومساعدته لهم، وكذلك مساهمته في المشاريع الخيرية بعموم مصر، تبرع لجمعية قدامى اللاعبين المصريين تقديراً لعطائهم، ووضع 8 ملايين جنيه لبناء المعهد الأزهري ووحدة حضانات ووحدة تنفس صناعي بقريته، وتطوير مدرسته التي درس فيها، ووحدة غسيل كلوي، وتبرع لإنشاء وحدة استقبال الطوارئ في مستشفى مدينته، وغرفة عمليات مجهزة بأحدث الأجهزة، كما تبرع لإنشاء معهد ديني في محافظة الغربية، وأيضاً تبرع بـ 5 ملايين جنيه لصندوق تحيا مصر، إضافة لكثير من أعمال الخير التي لا يعلمها الناس.
حتى في الإعلانات، والتي تحقق للاعبين مدخولاً كبيراً، قام محمد صلاح بتصوير ثلاثة إعلانات وبـ«المجان»، لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، رغبة منه في المساهمة في توعية الشباب المصري والحفاظ على حياتهم.
لربما سردت في عجالة غيضاً من فيض فيما يخص الجوانب الرائعة التي يمتلكها النجم الخلوق محمد صلاح، ولربما قصرت في حقه، لكن الهدف هنا بيان حقيقة هامة جسدها صلاح بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، رغم المال والشهرة وامتلاك كل شيء، يظل صاحب «المعدن الأصيل» وصاحب «الخلق الرفيع» وصاحب «الالتزام الديني» شخصاً لا تغيره المغريات، وبالتالي يكتب الله له المحبة في قلوب الناس، وكلنا نعلم بأن الله لو أحب عبداً، كتب له محبة الناس.
محمد صلاح نموذج عظيم لإنسان مسلم عربي يبعث بداخلنا الفخر والاعتزاز.
وفقك الله يا «أبو مكة»، وجعل القادم أحلى وأجمل.
جماهير ليفربول الإنجليزي عشقت محمد صلاح وغنت له، وألفت الأهازيج باسمه، وتردد أنه في المدينة دخل أشخاص للإسلام بسبب تأثير شخصية محمد صلاح، حينما رأوا تواضعه وطيبته وعفويته.
هذا النجم الرائع، رسم الفرحة والابتسامة على محيا مشجعي أغلب الفرق التي لعب لها في أوروبا، فعلها في بازل السويسري، وبعدها روما الإيطالي، لكن قصته في ليفربول كانت ضرباً من الخيال، حطم فيها حواجز المستحيل، ولأن الفرحة الأولى التي كان يرسمها هي على محيا الأشقاء المصريين وبعدهم الأشقاء العرب، أسموه وبلا تردد «فخر العرب».
أمام محمد صلاح فرصة تاريخية أخرى، حينما يتواجه ليفربول «أكثر الفرق الإنجليزية تحقيقاً لدوري أبطال أوروبا بواقع 5 مرات» مع ريال مدريد الإسباني «صاحب الرقم القياسي في الفوز بهذه البطولة بواقع 12 مرة» في نهائي البطولة الأغلى على مستوى الأندية الأوروبية أواخر الشهر الحالي، سيتواجه صلاح مع النجم كريستيانو رونالدو، وهو يمني النفس للفوز باللقب، ليكون ثاني لاعب عربي يحققه بعد أسطورة الجزائر رابح مادجير الذي فاز بها مع بورتو البرتغالي عام 1988 ويومها سجل بكعب قدمه الشهير في مرمى بايرن ميونخ الألماني.
دعكم من الرياضة، فالسؤال المطروح هنا هو «لماذا يحبون محمد صلاح»؟!، والمعنيون هم جماهيره المصرية والعربية والإنجليزية وحتى المنتشرون على مستوى العالم.
كثيرون من اللاعبين يتألقون ويبدعون، وكثير منهم يبدؤون لعب كرة القدم وهم من أسر متواضعة معيشياً في بلدانهم، لكن كرة القدم الاحترافية تحول اللاعب إلى ملياردير إن كان نجماً فذّاً مبدعاً، فتغير حاله بالكامل، ولعل النجوم البرازيليين هم أصحاب أبلغ الأمثلة، مثل الجوهرة بيليه الذي صلى مستغفراً ربه حينما سرق حبات فول سوداني ليسد جوعه، وريفالدو الذي كان يلصق الإعلانات ليكسب المال ليعيش به، ورونالدينهو وغيرهم. لكن قليل من اللاعبين لا تغيرهم هذه الأمور، لا يغيرهم التحول المادي، ولا يتبدلون فور حصولهم على الشهرة والجاه والاهتمام.
محمد صلاح من هذه النوعية، والتي نطلق عليهم أصحاب «المعادن الأصيلة»، الذين لم يغيرهم المال، ولم تغيرهم الشهرة، ولم تجد فيهم ذرة تكبر على الناس ولا غطرسة ولا تعالياً.
كنت الأسبوع الماضي في مصر، ولسان حال المصريين الذين أقابلهم لا يكف عن ذكر محمد صلاح، يقول لي أحدهم إن هذا الرجل لم يتغير على أهله وعلى أبناء قريته، إذ حينما ينزل لإجازته لا يقضيها في الأماكن الراقية السياحية أو التجمعات السكنية الجديدة أو الفنادق، بل يقضيها هناك في قريته «نجريح» بمدينة «بسيون»، يلبس نفس ملابسهم، ويجلس معهم أمام بيوتهم وفي مجالسهم، هو واحد منهم ولم يحسوا بأي فرق طرأ عليه.
صلاح نشأ في أسرة بسيطة، ظروفها المادية لم تساعد على التحاقه بجامعة كبيرة، شق طريقه باجتهاد ومثابرة في نادي «المقاولون العرب» منذ بداياته ووصل اليوم ليلعب مع أحد أعرق الأندية الإنجليزية والعالمية. التزامه بدينه والأخلاقيات يضرب به المثل، فعند احترافه ببازل سارع بالزواج من زميلته بالدراسة «ماجي محمد» وأنجب منها ابنته «مكة»، والسبب كان في رغبة الاستقرار لديه، وألا تربطه الصحافة بأية علاقة ولو وهمية مع أي فتاة أوروبية.
يعرفه أهل قريته بتبرعاته ومساعدته لهم، وكذلك مساهمته في المشاريع الخيرية بعموم مصر، تبرع لجمعية قدامى اللاعبين المصريين تقديراً لعطائهم، ووضع 8 ملايين جنيه لبناء المعهد الأزهري ووحدة حضانات ووحدة تنفس صناعي بقريته، وتطوير مدرسته التي درس فيها، ووحدة غسيل كلوي، وتبرع لإنشاء وحدة استقبال الطوارئ في مستشفى مدينته، وغرفة عمليات مجهزة بأحدث الأجهزة، كما تبرع لإنشاء معهد ديني في محافظة الغربية، وأيضاً تبرع بـ 5 ملايين جنيه لصندوق تحيا مصر، إضافة لكثير من أعمال الخير التي لا يعلمها الناس.
حتى في الإعلانات، والتي تحقق للاعبين مدخولاً كبيراً، قام محمد صلاح بتصوير ثلاثة إعلانات وبـ«المجان»، لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، رغبة منه في المساهمة في توعية الشباب المصري والحفاظ على حياتهم.
لربما سردت في عجالة غيضاً من فيض فيما يخص الجوانب الرائعة التي يمتلكها النجم الخلوق محمد صلاح، ولربما قصرت في حقه، لكن الهدف هنا بيان حقيقة هامة جسدها صلاح بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، رغم المال والشهرة وامتلاك كل شيء، يظل صاحب «المعدن الأصيل» وصاحب «الخلق الرفيع» وصاحب «الالتزام الديني» شخصاً لا تغيره المغريات، وبالتالي يكتب الله له المحبة في قلوب الناس، وكلنا نعلم بأن الله لو أحب عبداً، كتب له محبة الناس.
محمد صلاح نموذج عظيم لإنسان مسلم عربي يبعث بداخلنا الفخر والاعتزاز.
وفقك الله يا «أبو مكة»، وجعل القادم أحلى وأجمل.