المثير في الأخبار السالبة التي يتم تناقلها عن اليمن والتي تركز عليها الفضائيات «السوسة» أنها تتحدث عن تواجد قوات التحالف العربي بطريقة تظهرها وكأنها «قوات احتلال»، وليست قوات يعرف القاصي والداني أنها تسعى إلى إخراج اليمن من محنته وتخليصه من الذي يراد له وإعادة الشرعية التي اختطفها الحوثيون، واللافت والأكثر إثارة هو أن حديثها عن الدور السعودي والإماراتي بشكل خاص يمتلئ بالمبالغات وبتضخيم الأحداث بغية الإساءة إلى هاتين الدولتين الخليجيتين اللتين تقودان التحالف وتعملان بوضوح، أما الأكثر إثارة فهو أن تلك الفضائيات لا تشير من قريب أو حتى من بعيد إلى الدور المشبوه الذي تقوم به إيران وتركيا وقطر في اليمن، ولا تتحدث أبداً عن قيام هذه الدول بتدريب الصوماليين على حمل السلاح وزجهم في أتون حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل مقابل مبالغ من المال هم في حاجة ماسة إليها.

الذي سمعه العالم أخيراً عن سقطرى كان عن نشاط قوات دولة الإمارات وعن الدور والدعم السعودي وعن نشاط وممارسات قوات التحالف العربي لإعادة الشرعية، لكنه لم يسمع عن المخططات الشيطانية لإيران وتركيا وقطر والتي ترمي إلى احتلال سقطرى، ولعله لم يسمع حتى عن المظاهرات والاحتجاجات التي تنظمها تلك الدول بغية الإساءة إلى الإمارات وقوات التحالف العربي في سقطرى وفي اليمن. ما وصل العالم ويصله في هذه الفترة بالتحديد هو عن تواجد قوات إماراتية في سقطرى وعن خطط إماراتية لاحتلال هذا الأرخبيل وعن «صراع» بين السعودية والإمارات عليه!

السعودية والإمارات ومختلف الدول التي دخلت اليمن تحت لواء قوات التحالف العربي لا مرامي خفية لها ولا أجندات وهدفها الرئيس معلن وواضح وهو إعادة الشرعية إلى اليمن ومنع الحوثيين من احتلال اليمن بأكمله وتخليص صنعاء منهم، وهي تفعل ذلك لسببين أساسين، الأول هو إغاثة اليمن المنكوب، والثاني هو حماية نفسها من التطورات السالبة في اليمن إذ من غير المعقول أن تقف السعودية مثلاً مكتوفة اليدين وهي ترى كل هذه التطورات في اليمن ولا تحاول أن تحمي نفسها وحدودها وتحمي المنطقة.

من الأمور التي ينبغي أن تكون معلومة للجميع أن الحوثيين لم يتحركوا من تلقاء أنفسهم وهم لا يمتلكون القوة التي تتيح لهم السيطرة على العاصمة بالكيفية والسرعة التي تمكنوا بها فعل ذلك وأن هذا يعني أنهم مدعومون وممولون من قبل دول أخرى لها مصالح في اليمن وفي المنطقة، ويحصلون أيضاً على دعم وتسهيلات في الداخل، وهو ما صار معلوماً اليوم وواضحاً، فالحوثيون تحركوا بمعونة إيران وتركيا وقطر وحزب الإصلاح في اليمن، والأكيد أنه ما كان لهم أن يسيطروا على ما سيطروا عليه بتلك السرعة من دون ذلك الدعم وذلك الدور الذي تمارسه تلك الدول والذي يتبين اليوم بوضوح في سقطرى التي اختاروها ساحة للعراك واختاروا الإمارات لمحاربتها إعلامياً وإظهارها في صورة الغازي والمحتل بل والساعي إلى إحداث تغيير في كل شيء فيها وسرقة التراث والتاريخ.

يوم في إثر يوم يتضح ما تم التخطيط له من قبل إيران وتركيا وقطر وجماعة الإخوان المسلمين في اليمن وما يتم السعي له والطرق المعتمدة لمحاربة قوات التحالف العربي، وملخص ذلك هو أنهم اعتبروا اليمن جسراً للوصول إلى الرياض وأبوظبي والمنامة، ومحطة ينطلقون منها إلى تنفيذ مخططاتهم الشيطانية الرامية إلى السيطرة على اليمن وعلى كامل المنطقة، وهذا يعيد إلى الأذهان المخطط الذي بدت بعض وجوهه في فترة سابقة وملخصه محاصرة السعودية من الشمال حيث العراق ومن الجنوب حيث اليمن.

صورة ما يجري في اليمن وما يراد لدول التحالف العربي والمنطقة تتضح اليوم بوتيرة أسرع.