تقوم كل العلاقات الإنسانية والدولية على التكافؤ النسبي أو المشتركات، ولكن أن يجتمع ثلاثة لا يجمع بينهم مذهب ديني أو سياسي أو اقتصادي، وهم في حالة تنافس أكثر من كونها تكاملاً، ويكون الرابط الوحيد بينهم اغتصاب ما ليس لهم، حتماً سيكون الخلاف رابعهم وسيلوح في الأفق جلياً وإن حاول أحدهم أو أكثر إطالة عمر هذا التقارب بوسائل إنعاش زائفة أو بالإيهام بحياة ميت. وأعني بالثلاثة المجتمعين ذلك التحالف القائم بين تركيا وروسيا وإيران، والمرتقب تفككه ليس بسبب التحولات السياسية والعسكرية الراهنة على الأراضي السورية وحسب، وإنما لأن ما يقوم على باطل يعتبر استمراره في حكم الباطل فيزول ويندثر.
لا يمكننا نكران كيف أن التحالف قد سوّغ لمقومات بقائه بعد سلسلة «مؤتمرات أستانا» التي مكّنته من السيطرة على مجريات الصراع العسكري بإنجاز «مناطق خفض التصعيد»، و«خروج المقاتلين» لصالح الأسد والتغيير الديمغرافي، ويحسب لروسيا قدرتها على السيطرة على المشهد السوري بالإبعاد المؤقت للأمريكان، وهو ما تطرقت له تحليلات عسكرية واستراتيجية عدة. ويذكر أيضاً أن من مقومات ذلك التحالف ودعائمه الروابط الاقتصادية وإن اقتصرت على بعض المشاريع المتعلقة بالسياحة والغاز والنفط والطاقة النووية.
ورغم أن تلك المسوغات والمصالح المشتركة في ذلك الحلف الثلاثي، فإن كثيراً من عوامل الزوال لم يعد بمقدور غرابيل أطراف الحلف مواراتها عن العالم، فمن جهة هناك المستجدات التي ستعيد ترتيب العلاقات السياسية وتقود إلى تفكيكه، كالتدخل الإسرائيلي وانهيار الاتفاق النووي وعزم دول الخليج على الدخول بقوة ضد إيران. يضاف إلى ذلك، الخلافات البينية بشأن تقاسم مناطق النفوذ، وسبق أن أشرنا في مقالات سابقة إلى سوريا المفيدة وسوريا غير المفيدة كاعتبارات أساسية في تقسيم الكعكة.
ولا يمكننا تجاوز أن روسيا -باعتبارها طرفاً هاماً في التحالف- غريم تاريخي للتحالف الغربي الذي بات يمارس ضغطه على واشنطن التي كانت ضد التحالف وأطرافه كل على حدة من الأساس، وبعيداً عن إيران وقعت في شباك العقوبات الاقتصادية، فإلى متى ستقدم روسيا تنازلاتها لتركيا لاستمرار التحالف؟ ثم هل سيضحي الأتراك بعضويتهم في حلف شمال الأطلسي من أجل مثل هذا التحالف؟!!
* اختلاج النبض:
دفعت أسباب خليجية لقيام التحالف الثلاثي الروسي التركي الإيراني، كالنأي بالنفس عن المعترك السوري في ظل الصراع في اليمن والذي تقوده وتشارك فيه دول الخليج العربي، وبعدها غياب التنسيق جراء الانشغال بالأزمة الخليجية. فهل سيعود الخليجيون للمعترك السوري مجدداً أم سيعيد التحالف الثلاثي غير المقدس إحياء نفسه؟ فإن لم يكن هذا ولا ذاك فسوريا ستدخل في فراغ استراتيجي يعيدها للمربع الأول أو ما قبله إذ يتيح الفراغ للأسد السيطرة على كل المجريات على الأراضي السورية.
{{ article.visit_count }}
لا يمكننا نكران كيف أن التحالف قد سوّغ لمقومات بقائه بعد سلسلة «مؤتمرات أستانا» التي مكّنته من السيطرة على مجريات الصراع العسكري بإنجاز «مناطق خفض التصعيد»، و«خروج المقاتلين» لصالح الأسد والتغيير الديمغرافي، ويحسب لروسيا قدرتها على السيطرة على المشهد السوري بالإبعاد المؤقت للأمريكان، وهو ما تطرقت له تحليلات عسكرية واستراتيجية عدة. ويذكر أيضاً أن من مقومات ذلك التحالف ودعائمه الروابط الاقتصادية وإن اقتصرت على بعض المشاريع المتعلقة بالسياحة والغاز والنفط والطاقة النووية.
ورغم أن تلك المسوغات والمصالح المشتركة في ذلك الحلف الثلاثي، فإن كثيراً من عوامل الزوال لم يعد بمقدور غرابيل أطراف الحلف مواراتها عن العالم، فمن جهة هناك المستجدات التي ستعيد ترتيب العلاقات السياسية وتقود إلى تفكيكه، كالتدخل الإسرائيلي وانهيار الاتفاق النووي وعزم دول الخليج على الدخول بقوة ضد إيران. يضاف إلى ذلك، الخلافات البينية بشأن تقاسم مناطق النفوذ، وسبق أن أشرنا في مقالات سابقة إلى سوريا المفيدة وسوريا غير المفيدة كاعتبارات أساسية في تقسيم الكعكة.
ولا يمكننا تجاوز أن روسيا -باعتبارها طرفاً هاماً في التحالف- غريم تاريخي للتحالف الغربي الذي بات يمارس ضغطه على واشنطن التي كانت ضد التحالف وأطرافه كل على حدة من الأساس، وبعيداً عن إيران وقعت في شباك العقوبات الاقتصادية، فإلى متى ستقدم روسيا تنازلاتها لتركيا لاستمرار التحالف؟ ثم هل سيضحي الأتراك بعضويتهم في حلف شمال الأطلسي من أجل مثل هذا التحالف؟!!
* اختلاج النبض:
دفعت أسباب خليجية لقيام التحالف الثلاثي الروسي التركي الإيراني، كالنأي بالنفس عن المعترك السوري في ظل الصراع في اليمن والذي تقوده وتشارك فيه دول الخليج العربي، وبعدها غياب التنسيق جراء الانشغال بالأزمة الخليجية. فهل سيعود الخليجيون للمعترك السوري مجدداً أم سيعيد التحالف الثلاثي غير المقدس إحياء نفسه؟ فإن لم يكن هذا ولا ذاك فسوريا ستدخل في فراغ استراتيجي يعيدها للمربع الأول أو ما قبله إذ يتيح الفراغ للأسد السيطرة على كل المجريات على الأراضي السورية.