بادئ ذي بدء، نهنئ الجميع بحلول شهر رمضان المبارك، متمنين أن يوفقكم الله في صيامه وقيامه، وأن يكتب لكم الأجر والمغفرة.
بحلول الشهر الكريم يكثر الحديث عن الصيام وتأثير الامتناع عن الطعام والشراب على الإنسان، وكيف هي الأخلاقيات التي يطالعنا بها بعض الصائمين، وهي ما تخلق أحياناً للأسف، انطباعاً سلبياً لدى الكثيرين بخصوص رمضان.
ما أخبرنا به رسولنا الكريم عن رمضان بأنه فرصة يتقرب فيها العبد من الله، وفرصة لتكفير الذنوب وحصد الحسنات، وكذلك فرصة لتقويم الروح وأيضاً تحقيق صحة الجسد، بالتالي يفترض برمضان أن يخرج لنا أفضل ما في الإنسان وأن يخلق لديه الإحساس بمعاناة الفقير ومن لا يملك قوت يومه، والمعسرين في رزقهم.
السؤال هنا، هل هذا يحصل بالفعل؟!
لن أحصر هنا كل المظاهر التي نراها تتجدد كل عام في رمضان، لكن بإيراد بعضها سنحاول إجابة السؤال أعلاه، فمثلاً الالتزام بالعبادة باعتباره شهر عبادة، إذ ترى أشخاصاً مقصرين في أداء الصلاة طوال العام، ولكن في رمضان تجدهم حريصين على أدائها وفي المساجد إضافة لصلاة التراويح وصلاة القيام، ولكن بعد نهاية الشهر الفضيل يعودون لسابق عهدهم، بالتالي هذه صحوة مؤقته غير صحية، لأن الشاهد في العبادة بأن الصلاة رباط دائم بين العبد وربه، هي ليست صلاة موسمية بدخول شهر رمضان فقط، إذ ما الفائدة بأن يلتزم الشخص بعبادته خلال شهر واحد ثم يقصر فيها طوال العام؟!
أما بشأن الصيام فللأسف الملاحظ على الكثيرين، أنهم يتعاملون معه وكأنه عقابه أو مصاب وقع بهم، لا باعتباره ركناً من أركان الدين، بالتالي هذا الركن الذي يفترض أن يصحح كثيراً من المسارات في تهذيب السلوك، يحول بعض البشر للأسف إلى أشخاص سيئي السلوك بحجة الصيام والامتناع عن الطعام والشراب وحتى التدخين. تجد الشخص في رمضان حاد الطباع لا تتوقع منه معاملة إيجابية، تراه طوال اليوم بمزاج متعكر والحجة في ذلك الصيام!
مظهر آخر خطير للأسف، إذ البعض يرى في رمضان شهراً للطعام وليس شهراً للصيام، بالتالي الصمود والتوقف عن المأكولات والمشروبات وغيرها طوال النهار يأتي تعويضه بشكل مبالغ ومضاعف بعد الإفطار، ويتحول الشهر الفضيل من شهر عبادة وصحة روحية وجسدية إلى شهر للأكل والبلع.
صحياً، هذا الشهر فرصة لتخفيف الوزن وضبط التغذية والحفاظ على الجسم، لكنك ترى العجب العجاب، كثيرون تزيد أوزانهم في رمضان، وذلك بسبب المبالغة في الطعام، والغريب أن الطعام يمنح أولوية حتى على العبادات. بالتالي هل الصيام هدفه فقط الامتناع نهاراً عن الأكل مع الإخلال في جانبه الروحي والتعبدي؟! إذا كانت المعادلة كذلك فلا فائدة من الصيام وهناك إخلال أقلها بالصلاة الركن الأساسي الذي يسبقه.
ملاحظة أيضاً بشأن الطعام في رمضان، إذ للأسف الشديد يكثر رمي الأطعمة والتخلص منها بسبب كثرة العزائم وزيادة الولائم في نهاية اليوم، كميات كبيرة من الأطعمة ترمى في وقت نعلم فيه تماماً بأن هناك عوائل محتاجة وقد يمر عليها شهر رمضان بشكل عصيب. وهنا لا أعرف إن كانت من جهات توفر خدمات معنية بجمع ما يزيد وما لم يلمس من أطعمة من البيوت والمجالس بحيث تختار الصالح منها للأكل، وتقوم بتوزيعه على قائمة للأسرة المحتاجة، بالأخص الأسر المتعففة؟!
وجدت تجربة جميلة لجمعية تقدم خدمة اسمها «إطعام» وذلك في الرياض بالمملكة العربية السعودية، حيث تقوم باستلام العديد من الأطعمة التي لم تلمس على موائد الإفطار أو السحور وتقوم بتوزيعها على العائلات المحتاجة، ويكون ذلك عبر خطوط متاحة للناس للتواصل مع القائمين على هذه الخدمة والتي تأتي كنوع من التواصل الاجتماعي الطيب بالأخص في شهر رمضان.
الحديث عن رمضان يطول جداً، لكن هنا ألقينا الضوء على ممارسات معينة تتكرر وللأسف كل عام، منها ما يمكن ملاحظته بشكل مباشر ومنها ما لم يعرف عنه، لكن خلاصة القول بأن هذا الشهر يفترض أن تكون سمته في الغالب حسن الخلق والالتزام بالعبادة وعدم الإسراف في الطعام وإشاعة جو حميد من التكافل الاجتماعي.
صوماً مقبولاً وإفطاراً هنيئاً وأجراً مرفوعاً لخالق السماء.
بحلول الشهر الكريم يكثر الحديث عن الصيام وتأثير الامتناع عن الطعام والشراب على الإنسان، وكيف هي الأخلاقيات التي يطالعنا بها بعض الصائمين، وهي ما تخلق أحياناً للأسف، انطباعاً سلبياً لدى الكثيرين بخصوص رمضان.
ما أخبرنا به رسولنا الكريم عن رمضان بأنه فرصة يتقرب فيها العبد من الله، وفرصة لتكفير الذنوب وحصد الحسنات، وكذلك فرصة لتقويم الروح وأيضاً تحقيق صحة الجسد، بالتالي يفترض برمضان أن يخرج لنا أفضل ما في الإنسان وأن يخلق لديه الإحساس بمعاناة الفقير ومن لا يملك قوت يومه، والمعسرين في رزقهم.
السؤال هنا، هل هذا يحصل بالفعل؟!
لن أحصر هنا كل المظاهر التي نراها تتجدد كل عام في رمضان، لكن بإيراد بعضها سنحاول إجابة السؤال أعلاه، فمثلاً الالتزام بالعبادة باعتباره شهر عبادة، إذ ترى أشخاصاً مقصرين في أداء الصلاة طوال العام، ولكن في رمضان تجدهم حريصين على أدائها وفي المساجد إضافة لصلاة التراويح وصلاة القيام، ولكن بعد نهاية الشهر الفضيل يعودون لسابق عهدهم، بالتالي هذه صحوة مؤقته غير صحية، لأن الشاهد في العبادة بأن الصلاة رباط دائم بين العبد وربه، هي ليست صلاة موسمية بدخول شهر رمضان فقط، إذ ما الفائدة بأن يلتزم الشخص بعبادته خلال شهر واحد ثم يقصر فيها طوال العام؟!
أما بشأن الصيام فللأسف الملاحظ على الكثيرين، أنهم يتعاملون معه وكأنه عقابه أو مصاب وقع بهم، لا باعتباره ركناً من أركان الدين، بالتالي هذا الركن الذي يفترض أن يصحح كثيراً من المسارات في تهذيب السلوك، يحول بعض البشر للأسف إلى أشخاص سيئي السلوك بحجة الصيام والامتناع عن الطعام والشراب وحتى التدخين. تجد الشخص في رمضان حاد الطباع لا تتوقع منه معاملة إيجابية، تراه طوال اليوم بمزاج متعكر والحجة في ذلك الصيام!
مظهر آخر خطير للأسف، إذ البعض يرى في رمضان شهراً للطعام وليس شهراً للصيام، بالتالي الصمود والتوقف عن المأكولات والمشروبات وغيرها طوال النهار يأتي تعويضه بشكل مبالغ ومضاعف بعد الإفطار، ويتحول الشهر الفضيل من شهر عبادة وصحة روحية وجسدية إلى شهر للأكل والبلع.
صحياً، هذا الشهر فرصة لتخفيف الوزن وضبط التغذية والحفاظ على الجسم، لكنك ترى العجب العجاب، كثيرون تزيد أوزانهم في رمضان، وذلك بسبب المبالغة في الطعام، والغريب أن الطعام يمنح أولوية حتى على العبادات. بالتالي هل الصيام هدفه فقط الامتناع نهاراً عن الأكل مع الإخلال في جانبه الروحي والتعبدي؟! إذا كانت المعادلة كذلك فلا فائدة من الصيام وهناك إخلال أقلها بالصلاة الركن الأساسي الذي يسبقه.
ملاحظة أيضاً بشأن الطعام في رمضان، إذ للأسف الشديد يكثر رمي الأطعمة والتخلص منها بسبب كثرة العزائم وزيادة الولائم في نهاية اليوم، كميات كبيرة من الأطعمة ترمى في وقت نعلم فيه تماماً بأن هناك عوائل محتاجة وقد يمر عليها شهر رمضان بشكل عصيب. وهنا لا أعرف إن كانت من جهات توفر خدمات معنية بجمع ما يزيد وما لم يلمس من أطعمة من البيوت والمجالس بحيث تختار الصالح منها للأكل، وتقوم بتوزيعه على قائمة للأسرة المحتاجة، بالأخص الأسر المتعففة؟!
وجدت تجربة جميلة لجمعية تقدم خدمة اسمها «إطعام» وذلك في الرياض بالمملكة العربية السعودية، حيث تقوم باستلام العديد من الأطعمة التي لم تلمس على موائد الإفطار أو السحور وتقوم بتوزيعها على العائلات المحتاجة، ويكون ذلك عبر خطوط متاحة للناس للتواصل مع القائمين على هذه الخدمة والتي تأتي كنوع من التواصل الاجتماعي الطيب بالأخص في شهر رمضان.
الحديث عن رمضان يطول جداً، لكن هنا ألقينا الضوء على ممارسات معينة تتكرر وللأسف كل عام، منها ما يمكن ملاحظته بشكل مباشر ومنها ما لم يعرف عنه، لكن خلاصة القول بأن هذا الشهر يفترض أن تكون سمته في الغالب حسن الخلق والالتزام بالعبادة وعدم الإسراف في الطعام وإشاعة جو حميد من التكافل الاجتماعي.
صوماً مقبولاً وإفطاراً هنيئاً وأجراً مرفوعاً لخالق السماء.