في أواخر أبريل من سنة 1863 حدثت معركة شانسيلورفيل خلال الحرب الأهلية الأمريكية، كان القائد العام لجيش الاتحاد الأمريكي هو الجنرال جوزيف هوكر وهو أحد أهم القادة العسكريين في التاريخ الأمريكي، قد رسم خطة لهزيمة قائد جيش الجنوبيين الانفصاليين الجنرال روبرت لي، وكانت الخطة التي وضعها جيدة جداً، لكن مع ذلك خسر المعركة وانهزم هزيمة قاسية مع أن عدد مقاتلي جيشه كان أكثر من جيش الانفصاليين، وبسبب هذه الهزيمة أعفي من الخدمة، لكن كيف خسر المعركة وما هي أسباب الهزيمة، إذا كانت خطته جيدة وجيشه أكبر وأكثر تنظيماً؟
الواقع أن الخطة اقتضت أن ينقسم جيش الشمال الذي كان يقوده هوكر إلى نصفين وقبل المعركة بفترة قصيرة تزود جيش هوكر بأجهزة التلغراف حتى ترسل الإشارات والرسائل بين فرق الجيش المتباعدة، وكان التلغراف في وقتها اختراعاً جديداً وأجهزته بدون بطاريات لكنها تشحن بواسطة ذراع يدار باليد، إلا أن هوكر كانت بالنسبة له أول مرة يرى هذا الاختراع في المجال العسكري، لذلك كان قلقاً تجاه الأجهزة الجديدة ولم يقبل استخدامها، وعندما حاول مساعدوه والفنيون إقناعه بأهمية استخدامها رفض العمل على أجهزة لم يجربها من قبل فاحتد النقاش بينهم ولم يتمكن هوكر السيطرة على أعصابه فأصدر أمراً بتحطيم الأجهزة وكسر أهم وسيلة اتصال تكنولوجية في ذلك الزمن تؤمن اتصاله بنصف جيشه الآخر، واضطر للانسحاب والخسارة.
هكذا هو الإنسان، عدو ما يجهل والخوف من المجهول يمكنه أن يحول النصر إلى هزيمة كبرى، فكم من مختص في علم أو جزئية أو مهنة معينة يبرع فيها ويشتهر لكنه يعادي ما يجهل، وكم من جديد يطرأ في حياتنا ليس له مثل سابق نقضي في حربه ورفضه السنين ونتأخر عن الانتفاع به حتى إذا عرفناه -وقد يكون متأخراً- أخذانه بقوة بعد أن ضيعنا سنين طويلة في نبذه، كل ذلك يحصل في حياتنا ويتكرر مع أن الإنسان مدعو على الدوام إلى المعرفة والاطلاع.
الواقع أن الخطة اقتضت أن ينقسم جيش الشمال الذي كان يقوده هوكر إلى نصفين وقبل المعركة بفترة قصيرة تزود جيش هوكر بأجهزة التلغراف حتى ترسل الإشارات والرسائل بين فرق الجيش المتباعدة، وكان التلغراف في وقتها اختراعاً جديداً وأجهزته بدون بطاريات لكنها تشحن بواسطة ذراع يدار باليد، إلا أن هوكر كانت بالنسبة له أول مرة يرى هذا الاختراع في المجال العسكري، لذلك كان قلقاً تجاه الأجهزة الجديدة ولم يقبل استخدامها، وعندما حاول مساعدوه والفنيون إقناعه بأهمية استخدامها رفض العمل على أجهزة لم يجربها من قبل فاحتد النقاش بينهم ولم يتمكن هوكر السيطرة على أعصابه فأصدر أمراً بتحطيم الأجهزة وكسر أهم وسيلة اتصال تكنولوجية في ذلك الزمن تؤمن اتصاله بنصف جيشه الآخر، واضطر للانسحاب والخسارة.
هكذا هو الإنسان، عدو ما يجهل والخوف من المجهول يمكنه أن يحول النصر إلى هزيمة كبرى، فكم من مختص في علم أو جزئية أو مهنة معينة يبرع فيها ويشتهر لكنه يعادي ما يجهل، وكم من جديد يطرأ في حياتنا ليس له مثل سابق نقضي في حربه ورفضه السنين ونتأخر عن الانتفاع به حتى إذا عرفناه -وقد يكون متأخراً- أخذانه بقوة بعد أن ضيعنا سنين طويلة في نبذه، كل ذلك يحصل في حياتنا ويتكرر مع أن الإنسان مدعو على الدوام إلى المعرفة والاطلاع.