كعادتهم، يعيش الرهبان معزولين في كنائسهم فترات عصيبة ليتخلصوا من آثام الماضي على المستوى الشخصي أو آثام ديكتاتوريات كنائس العصور الوسطى ضد الشعوب الغربية. وكذلك هي واشنطن باتت تعيش عزلة داخلية رهيبة جراء قضايا فرضها سيد البيت الأبيض ترامب باتت تهدد وجوده، كالتجسس الروسي وادعاءات ممثلة اعترف أنه كان قد اشترى صمتها، ما اضطر ترامب إلى التدثر برداء الدين مطوقاً نفسه بنفوذ «الكنيسة الإنجيلية».
ويعرف أن «الكنيسة الإنجيلية» جماعة دينية ذات نفوذ تصويتي في الحياة السياسية الأمريكية، وكلنا نعلم كيف أن الإنجيليين قد قويت شوكتهم في عهود رؤساء أمريكيين سابقين نحو جيمي كارتر ورونالد ريغان وبوش الأب والابن، حتى إنهم أصبحوا القوة الرئيسة الساعية لتوجيه أمريكا في العالم. ومن أكثر ما يهمنا مما يذكره الإنجيل أن إسرائيل «سيكون لها شأن يوم القيامة» بل إن كل أحداث قيام الساعة سترتبط ارتباطاً وثيقاً جداً بإسرائيل -وهو أمر توسعت في شرحه كثيراً عبر سلسلة مقالات «قبل أن يوقف الأعداء نبضنا» طرحتها عام 2012 لقارئ «الوطن»- وتجدر الإشارة في هذا السياق أن «الإنجيلية» تعد أكثر المذاهب المسيحية قرباً إلى إسرائيل واليهود وخدمةً لمصالحهم.
منحت هذه الأهمية الإنجيلية للإسرائيليين واليهود ترامب ذريعته لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، فهو إذ اتخذ قراره هذا كان قد وجد نفسه منذ البداية منتخباً بأصوات 80% من الإنجيليين في الولايات المتحدة. ولكن ترامب لم يتنبه جيداً كيف أن إقدامه على نقل سفارته إلى القدس إنما هو بمثابة القفز بواشنطن ومصالحها في حفرة، وإن كان ذلك مدفوعاً بمخاوف أخرى تجعله يبتغي الاحتماء منها. ما حدث فعلياً أن ترامب وأعوانه إنما كبلوا الدور الأمريكي والقرار الأمريكي فيما يتعلق بالشرق الأوسط وقضاياه وأحكموا سجنه في أسوار مغلقة، ما جعل كثيراً من الآراء الأمريكية لا تلقى الصدى المعتاد أو المأمول من قبل جهات عدة جرّاء موقفهم الأخير.
* اختلاج النبض:
سيعمل السفير الأمريكي الآن في مبنى القنصلية بالقدس، وخلال الفترة القادمة سينتقل بقية الدبلوماسيين الأمريكان المتواجدين في تل أبيب إلى القدس. وخلال تلك الفترة ستكون السفارة الأمريكية بالقدس ومن فيها معزولين عن التواصل مع سفراء الدول الأخرى، فالدول التي لا تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، لن تعترف بالتواجد الأمريكي هناك، والأمر ينطبق على دول كثيرة. غير أن هناك الكثير مما يحيط بتلك المسألة سنورده في المقال القادم، فللحديث بقية.
ويعرف أن «الكنيسة الإنجيلية» جماعة دينية ذات نفوذ تصويتي في الحياة السياسية الأمريكية، وكلنا نعلم كيف أن الإنجيليين قد قويت شوكتهم في عهود رؤساء أمريكيين سابقين نحو جيمي كارتر ورونالد ريغان وبوش الأب والابن، حتى إنهم أصبحوا القوة الرئيسة الساعية لتوجيه أمريكا في العالم. ومن أكثر ما يهمنا مما يذكره الإنجيل أن إسرائيل «سيكون لها شأن يوم القيامة» بل إن كل أحداث قيام الساعة سترتبط ارتباطاً وثيقاً جداً بإسرائيل -وهو أمر توسعت في شرحه كثيراً عبر سلسلة مقالات «قبل أن يوقف الأعداء نبضنا» طرحتها عام 2012 لقارئ «الوطن»- وتجدر الإشارة في هذا السياق أن «الإنجيلية» تعد أكثر المذاهب المسيحية قرباً إلى إسرائيل واليهود وخدمةً لمصالحهم.
منحت هذه الأهمية الإنجيلية للإسرائيليين واليهود ترامب ذريعته لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، فهو إذ اتخذ قراره هذا كان قد وجد نفسه منذ البداية منتخباً بأصوات 80% من الإنجيليين في الولايات المتحدة. ولكن ترامب لم يتنبه جيداً كيف أن إقدامه على نقل سفارته إلى القدس إنما هو بمثابة القفز بواشنطن ومصالحها في حفرة، وإن كان ذلك مدفوعاً بمخاوف أخرى تجعله يبتغي الاحتماء منها. ما حدث فعلياً أن ترامب وأعوانه إنما كبلوا الدور الأمريكي والقرار الأمريكي فيما يتعلق بالشرق الأوسط وقضاياه وأحكموا سجنه في أسوار مغلقة، ما جعل كثيراً من الآراء الأمريكية لا تلقى الصدى المعتاد أو المأمول من قبل جهات عدة جرّاء موقفهم الأخير.
* اختلاج النبض:
سيعمل السفير الأمريكي الآن في مبنى القنصلية بالقدس، وخلال الفترة القادمة سينتقل بقية الدبلوماسيين الأمريكان المتواجدين في تل أبيب إلى القدس. وخلال تلك الفترة ستكون السفارة الأمريكية بالقدس ومن فيها معزولين عن التواصل مع سفراء الدول الأخرى، فالدول التي لا تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، لن تعترف بالتواجد الأمريكي هناك، والأمر ينطبق على دول كثيرة. غير أن هناك الكثير مما يحيط بتلك المسألة سنورده في المقال القادم، فللحديث بقية.