تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأخيرة والتي ملخصها أن الولايات المتحدة ستفرض على إيران «أشد العقوبات صرامة في التاريخ» هزت النظام الإيراني وأربكته بدليل ردود الفعل المرتبكة للمسؤولين الإيرانيين والتي سارعت إلى توجيه الفضائيات «السوسة» لمهاجمة الولايات المتحدة ووزير خارجيتها الجديد والاستبسال في الدفاع عن نظام الملالي وعن حقه في العيش والاستمرار في الحكم.
ولأن المسؤولين في النظام الإيراني يعلمون أن قول بومبيو إن إيران سوف «تكابد للحفاظ على اقتصادها على قيد الحياة بعد سريان مفعول العقوبات» قول جاد ويستبعد أن يكون مجرد مناورة أو لعبة سياسية لذا كان من الطبيعي أن يصيروا في تلك الحالة فيسارع الرئيس روحاني إلى الرد ويسارع الإعلام الفارسي إلى تناول الولايات المتحدة وكل من عبر عن تأييده لخطوتها بالسوء، إذ ليس سهلاً على النظام الإيراني الذي تعود على تهديد الدول التي لا توافقه على سلوكه أن يسمع من وزير خارجية الولايات المتحدة كلاماً من قبيل أنه «سيعمل بالتعاون مع وزارة الدفاع الأمريكية والحلفاء الإقليميين على ردع أي عدوان إيراني».
حديث بومبيو القوي كان بمثابة الضربة التالية على الرأس التي يتلقاها النظام الإيراني تباعاً بعد الضربة المتمثلة في إعلان الرئيس دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي التاريخي مع إيران الذي وقع في 2015 وهو يعني باختصار أن أمريكا «تسن أسنانها» وأنها تستعد لمواجهة إيران وحسم كل ما هو عالق من أمور معها وجعل النظام الإيراني يعرف حدوده وحجمه، وهو ما يسهل فهمه من قول بومبيو «سوف نطبق ضغطاً مالياً غير مسبوق على النظام الإيراني» و»لن تتمتع إيران مرة أخرى بتفويض للهيمنة على الشرق الأوسط».
حسب جوناثان ماركوس، مراسل بي بي سي للشؤون الدبلوماسية، فإن «هذه هي «الخطة ب» الأمريكية لإيران، لتكثيف ضغط العقوبات، وإجبار حكومة طهران على الدخول في صفقة دبلوماسية جديدة، وأنها لهذا ستحتاج إلى قبول قيود أوسع نطاقاً ليس فقط على أنشطتها النووية ولكن أيضاً على برنامجها الصاروخي وتصرفاتها في المنطقة» وهو تحليل لا يخلو من تفاؤل ولعله حالم حيث الواقع يدفع إلى القول بأن الولايات المتحدة قررت تصفيد إيران وشياطينها.
المحللون الواقعيون لا يستبعدون أن يكون كل هذا تمهيداً لتغيير النظام في إيران، فالشروط التي تحدث عنها بومبيو مستحيلة التحقق لأنها باختصار تريد من النظام الإيراني أن يكون نظاماً آخر غير النظام الإيراني وهذا أمر مستحيل، فهذا النظام لا يستطيع أن يعيش من دون أن يمارس كل السوء الذي ظل يمارسه على مدى أربعة عقود هي عمر وجوده إثر اختطافه ثورة الشعب الإيراني.
النظام الإيراني لا يستطيع أن يعيش من دون دعم ميليشيات الحوثي في اليمن ومن دون التدخل المباشر وغير المباشر في سوريا والعراق ومن دون دعم مريدي السوء في البحرين ومن دون تهديد جيرانه بالإعلانات التي تزايدت في السنوات الأخيرة عن تطويره لأنظمته الصاروخية ومن دون إطلاق الصواريخ على المدن السعودية ومن دون كل السلوك السالب الذي يمارسه ويعرض استقرار دول المنطقة للخطر والذي منه الحصول على الأسلحة النووية.. ومن دون العمل على تحقيق الحلم المسيطر على عقلية قادته والمتمثل في استعادة الإمبراطورية الفارسية والسيطرة على المنطقة والتحكم فيها.
معرفة الولايات المتحدة بالعقلية الفارسية هي التي دفعت بومبيو إلى القول «إن الحالة الوحيدة التي ستخفف فيها واشنطن العقوبات هي أن ترى تغيراً ملموساً في سياسات طهران»، فأمريكا على يقين من أن هذه العقلية لا يمكن أن تستوعب ما يجري في الساحة وما تقوله، ولهذا يسهل القول بأن العد التنازلي لنهاية حكم الملالي قد بدأ مع خطاب بومبيو.
ولأن المسؤولين في النظام الإيراني يعلمون أن قول بومبيو إن إيران سوف «تكابد للحفاظ على اقتصادها على قيد الحياة بعد سريان مفعول العقوبات» قول جاد ويستبعد أن يكون مجرد مناورة أو لعبة سياسية لذا كان من الطبيعي أن يصيروا في تلك الحالة فيسارع الرئيس روحاني إلى الرد ويسارع الإعلام الفارسي إلى تناول الولايات المتحدة وكل من عبر عن تأييده لخطوتها بالسوء، إذ ليس سهلاً على النظام الإيراني الذي تعود على تهديد الدول التي لا توافقه على سلوكه أن يسمع من وزير خارجية الولايات المتحدة كلاماً من قبيل أنه «سيعمل بالتعاون مع وزارة الدفاع الأمريكية والحلفاء الإقليميين على ردع أي عدوان إيراني».
حديث بومبيو القوي كان بمثابة الضربة التالية على الرأس التي يتلقاها النظام الإيراني تباعاً بعد الضربة المتمثلة في إعلان الرئيس دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي التاريخي مع إيران الذي وقع في 2015 وهو يعني باختصار أن أمريكا «تسن أسنانها» وأنها تستعد لمواجهة إيران وحسم كل ما هو عالق من أمور معها وجعل النظام الإيراني يعرف حدوده وحجمه، وهو ما يسهل فهمه من قول بومبيو «سوف نطبق ضغطاً مالياً غير مسبوق على النظام الإيراني» و»لن تتمتع إيران مرة أخرى بتفويض للهيمنة على الشرق الأوسط».
حسب جوناثان ماركوس، مراسل بي بي سي للشؤون الدبلوماسية، فإن «هذه هي «الخطة ب» الأمريكية لإيران، لتكثيف ضغط العقوبات، وإجبار حكومة طهران على الدخول في صفقة دبلوماسية جديدة، وأنها لهذا ستحتاج إلى قبول قيود أوسع نطاقاً ليس فقط على أنشطتها النووية ولكن أيضاً على برنامجها الصاروخي وتصرفاتها في المنطقة» وهو تحليل لا يخلو من تفاؤل ولعله حالم حيث الواقع يدفع إلى القول بأن الولايات المتحدة قررت تصفيد إيران وشياطينها.
المحللون الواقعيون لا يستبعدون أن يكون كل هذا تمهيداً لتغيير النظام في إيران، فالشروط التي تحدث عنها بومبيو مستحيلة التحقق لأنها باختصار تريد من النظام الإيراني أن يكون نظاماً آخر غير النظام الإيراني وهذا أمر مستحيل، فهذا النظام لا يستطيع أن يعيش من دون أن يمارس كل السوء الذي ظل يمارسه على مدى أربعة عقود هي عمر وجوده إثر اختطافه ثورة الشعب الإيراني.
النظام الإيراني لا يستطيع أن يعيش من دون دعم ميليشيات الحوثي في اليمن ومن دون التدخل المباشر وغير المباشر في سوريا والعراق ومن دون دعم مريدي السوء في البحرين ومن دون تهديد جيرانه بالإعلانات التي تزايدت في السنوات الأخيرة عن تطويره لأنظمته الصاروخية ومن دون إطلاق الصواريخ على المدن السعودية ومن دون كل السلوك السالب الذي يمارسه ويعرض استقرار دول المنطقة للخطر والذي منه الحصول على الأسلحة النووية.. ومن دون العمل على تحقيق الحلم المسيطر على عقلية قادته والمتمثل في استعادة الإمبراطورية الفارسية والسيطرة على المنطقة والتحكم فيها.
معرفة الولايات المتحدة بالعقلية الفارسية هي التي دفعت بومبيو إلى القول «إن الحالة الوحيدة التي ستخفف فيها واشنطن العقوبات هي أن ترى تغيراً ملموساً في سياسات طهران»، فأمريكا على يقين من أن هذه العقلية لا يمكن أن تستوعب ما يجري في الساحة وما تقوله، ولهذا يسهل القول بأن العد التنازلي لنهاية حكم الملالي قد بدأ مع خطاب بومبيو.