فرح كأنه السيل اجتاح مشاعري حين وجدتني محاطاً بثلة من خيرة الإعلاميين البحرينيين الشباب حيث كنت «ضيف شرف» في البرنامج الرمضاني «مجلس الشباب»، وللوهلة الأولى تلمس التجديد والأناقة والمهارة في كل شيء بدءاً من الترحيب وإعداد الإستوديو وانتهاء بأسلوب ومكتوب التقديم والعرض.
هذه إذاعة البحرين إذن: شابة متجددة متألقة في وجوه جيل كم حلمت برؤيته لسنين عدداً، إعداد متقن، تقديم حيوي متأنق، وإخراج بسيط جميل. كان جل الفريق ممن تشرفت يوما بتدريسهم فنون الإعلام والاتصال بالجامعة، كان منهم فاطمة قمبر ونور القاسمي وعهود ربيعة وغيرهم أما الموضوع فكان ما سمي بـ «التنمر الإلكتروني» وهو أحد إفرازات وسائل التواصل الاجتماعي، وما ابتلت به العولمة الرأسمالية مجتمعاتنا العربية والإسلامية التي كانت يوماً ما محصنة ضد هذه الفيروسات أو- هكذا توهمنا-،
بثت الحلقة من إستوديو يحمل اسم الراحل إبراهيم كانو - الرائد الإذاعي الكبير- الذي لا ينسى، وكيف ينسى من كان ولا يزال علامة فارقة في تاريخ إذاعة البحرين -مهنياً وخلقياً - لم يجد الزمان علي بفترة طويلة من العمل معه، وحين بدأت عملي بالإذاعة في مطلع ثمانينات القرن الماضي، سألت عنه الإذاعي الكبير الأستاذ عبدالرحمن عبدالله فأخبرني أنه ترك الميكروفون بسبب المرض وعلمت بعد ذلك أن علته - رحمه الله - كانت في حنجرته وما أقسى أن يصاب الإنسان في حبيبته التي هي هنا حنجرته الذهبية، بعد أيام أخبرني الأستاذ «إبراهيم مصطفى» مشرف المكتبة في تلك الحقبة أن الأستاذ كانو معجب ببرنامج «لآلئ من بحر الأدب»، وأنه قد طلب حلقة قصيدة الأطلال لإبراهيم ناجي وغناء السيدة أم كلثوم.
كان هذا البرنامج من أوائل البرامج التي أنتجتها لإذاعة البحرين وسعدت جداً بإعجاب الأستاذ وطلبه «شريط كاسيت» لتلك الحلقة.
حين التقيت به لأول مرة وكان في منصب - وكيل وزارة- بوزارة الإعلام أيقنت أنه كان امتداداً للمدرسة الإعلامية العربية اللامعة إبان قمة توهجها أداء وفكراً ونجومية، وحتى من حيث الخامة الصوتية الفخمة من طبقة «القرار العريض»، التي يبدو أن الطعام المصنع أفقدها الجيلَ الجديدَ فصرنا لا نسمع إلا أصواتاً تفتقر إلى كثير من الجمال ناهيك عن الطعم واللون!
رحم الله الأستاذ إبراهيم كانو حيث يصنع الجيل الجديد في الإستوديو المسمى باسمه هذا المساء إبداعه الخاص ونكهته الجميلة. إستوديو إبراهيم كانو هو أكبر إستوديوهات الإذاعة ومعد للتسجيل الموسيقي ومساحته الواسعة تساعد في بث البرامج الجماهيرية والعروض الكلامية التفاعلية التي بها تستمر الإذاعة في عطائها المعهود.
شكراً لأسرة برنامج مجلس الشباب وشكراً لمدير إذاعة البحرين الأستاذ يونس سلمان، فأنا أعرف كم يبذل من العمل مع فريق الإذاعة كي تستقطب الإذاعة جمهورها كما كانت وستظل دائماً إن شاء الله.
{{ article.visit_count }}
هذه إذاعة البحرين إذن: شابة متجددة متألقة في وجوه جيل كم حلمت برؤيته لسنين عدداً، إعداد متقن، تقديم حيوي متأنق، وإخراج بسيط جميل. كان جل الفريق ممن تشرفت يوما بتدريسهم فنون الإعلام والاتصال بالجامعة، كان منهم فاطمة قمبر ونور القاسمي وعهود ربيعة وغيرهم أما الموضوع فكان ما سمي بـ «التنمر الإلكتروني» وهو أحد إفرازات وسائل التواصل الاجتماعي، وما ابتلت به العولمة الرأسمالية مجتمعاتنا العربية والإسلامية التي كانت يوماً ما محصنة ضد هذه الفيروسات أو- هكذا توهمنا-،
بثت الحلقة من إستوديو يحمل اسم الراحل إبراهيم كانو - الرائد الإذاعي الكبير- الذي لا ينسى، وكيف ينسى من كان ولا يزال علامة فارقة في تاريخ إذاعة البحرين -مهنياً وخلقياً - لم يجد الزمان علي بفترة طويلة من العمل معه، وحين بدأت عملي بالإذاعة في مطلع ثمانينات القرن الماضي، سألت عنه الإذاعي الكبير الأستاذ عبدالرحمن عبدالله فأخبرني أنه ترك الميكروفون بسبب المرض وعلمت بعد ذلك أن علته - رحمه الله - كانت في حنجرته وما أقسى أن يصاب الإنسان في حبيبته التي هي هنا حنجرته الذهبية، بعد أيام أخبرني الأستاذ «إبراهيم مصطفى» مشرف المكتبة في تلك الحقبة أن الأستاذ كانو معجب ببرنامج «لآلئ من بحر الأدب»، وأنه قد طلب حلقة قصيدة الأطلال لإبراهيم ناجي وغناء السيدة أم كلثوم.
كان هذا البرنامج من أوائل البرامج التي أنتجتها لإذاعة البحرين وسعدت جداً بإعجاب الأستاذ وطلبه «شريط كاسيت» لتلك الحلقة.
حين التقيت به لأول مرة وكان في منصب - وكيل وزارة- بوزارة الإعلام أيقنت أنه كان امتداداً للمدرسة الإعلامية العربية اللامعة إبان قمة توهجها أداء وفكراً ونجومية، وحتى من حيث الخامة الصوتية الفخمة من طبقة «القرار العريض»، التي يبدو أن الطعام المصنع أفقدها الجيلَ الجديدَ فصرنا لا نسمع إلا أصواتاً تفتقر إلى كثير من الجمال ناهيك عن الطعم واللون!
رحم الله الأستاذ إبراهيم كانو حيث يصنع الجيل الجديد في الإستوديو المسمى باسمه هذا المساء إبداعه الخاص ونكهته الجميلة. إستوديو إبراهيم كانو هو أكبر إستوديوهات الإذاعة ومعد للتسجيل الموسيقي ومساحته الواسعة تساعد في بث البرامج الجماهيرية والعروض الكلامية التفاعلية التي بها تستمر الإذاعة في عطائها المعهود.
شكراً لأسرة برنامج مجلس الشباب وشكراً لمدير إذاعة البحرين الأستاذ يونس سلمان، فأنا أعرف كم يبذل من العمل مع فريق الإذاعة كي تستقطب الإذاعة جمهورها كما كانت وستظل دائماً إن شاء الله.