قبل ثلاثة أيام، وفي هذا الشهر الفضيل، قام سمو الشيخ ناصر بن حمد نجل جلالة الملك بتصرف، رسم من خلاله البسمة على محيا البحرينيين، و»أثلج» صدورهم، ودفعهم للتفاعل مع الموقف الإنساني الذي أقدم عليه بشكل كبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
تفاجأ الناس بانتشار مقطع فيديو لسمو الشيخ ناصر يزور فيه مكاناً على ناصية أحد الشوارع، يجلس فيه شاب بحريني يحاول أن يكسب رزقه وقوت يومه، من خلال بيع الأسماك التي يصطادها.
لهذا الشاب قصة، المؤلم فيها أنه لا يملك إلا هذا المورد من الرزق، بأن يعتمد على نفسه ويبيع ما يصيده، وما يؤلم أكثر بأن القوانين المعمول بها بشأن تراخيص البلديات وبشأن ممارسة البيع والتجارة تقف «ضده»، من منطلق أنه لا يمكنه الجلوس في الشارع وتحويل أحد نواصيه إلى محل خارجي يبيع فيه.
وعليه فإن هذا الشاب أخبروه بأن عليه أن يزيل معداته ومعروضاته من الأسماك وألا يقف في الموقع مرة أخرى، وإلا فإنه سيعتبر مخالفاً.
ليس الجزء أعلاه هو بيت القصيد هنا، لكن ما نود التركيز عليه هي «ردة الفعل» المتوقعة.
دعوني أسألكم سؤالاً هنا، إذ كم منكم، أو من المجتمع المحيط بكم، من أشخاص ميسوري الحال، من الطبقة المتوسطة مثلاً، أو أصحاب أعمال، تصادف وأن جلسوا معكم في مجلس أو «ديوانية» وكان لسان حالهم «يقطر» امتعاضاً، واستياء و»تحلطماً» على البلد؟! كم مرة سمعتم هذه الجملة «هالديرة ما فيها خير» من أشخاص فقط لأن «أمراً واحداً» لم يمضِ كما يشتهون ولربما كان مخالفاً للأنظمة والقوانين، ما جعله ذلك «يجحد» بكل شيء، وينسى لبلاده كل أمر طيب حققته له، ينسى أبسط نعمة وفرتها له «نعمة الأمان»، وينسى النعم الأخرى كـ»الوظيفة» و»الصحة» و»التعليم» وكل شيء إيجابي تحقق له في حياته أو حياة أبنائه؟!
أليس كلامنا صحيحاً؟! أليس هناك من يقول بأنه «وطني مخلص» لبلاده، لكنه في كل مجلس أو ديوانية أو حديث عابر، لا يبرع إلا في «تشريح» بلاده، والطعن فيها من خلال التشكيك في النوايا، ومن خلال التقليل من «وفائها» لأبنائها؟!
نعم هناك وللأسف، وهنا يعيدني الحديث للشاب «محمد فلامرزي»، إذ هذا الشاب الذي عرف فيه الناس «بشاشته» و»ابتسامته» و»كلامه الجميل المريح»، حينما تم إخطاره بأن عليه أن يترك مكانه وإلا اعتبر مخالفاً ويستحق الغرامة، كانت ردة فعله بمثابة «الدرس الأصيل» الذي ينبغي أن يتعلمه كل من «جحد» بحق البحرين، و»أنكر» فضلها عليه.
حاول البعض تصويره ليوثقوا ردة فعله، سألوه: ماذا ستفعل يا محمد؟! أجابهم وهو «يبتسم»: هذه أمي البحرين، ولها مني السمع والطاعة، لا يوجد من هو أغلى من بلادي، وما تسنه بلادي من قوانين فوق راسي.
فقط تمعنوا في هذه الجملة، جملة تخرج من شاب بسيط، لم تتوفر له في حياته كثير من الفرص التي توفرت للآخرين، عانى صعوبة العيش، صعوبة في تأمين دراسته، واليوم عليه عاتق القيام بأهله، أليس منطقياً وبديهياً أن تكون ردة فعله «غضب على الدولة»؟! أليس متوقعاً أن تكون جملته مشابهة لكثير من «الجاحدين» و»متناسي النعمة» بأن «هالبلد ما فيها خير»!!
الوطنية ليست «شعارات» أو «أشعار» أو «جمل وأقوال» نتغنى بها ونحن «أيدينا في الثلج والماء البارد»، الوطنية هي التي تبرز «معدنك الأصيل» في المواقف الحرجة والحاسمة، وهذا ما كان عليه محمد فلامرزي، الذي لم يقبل بأن يصدر منه «حرف» ينتقص من قدر «أمه» البحرين.
وهذا هو السبب الأساسي، الذي جعل البحرين كلها ترى سمو الشيخ ناصر بن حمد يهب لمعاونة هذا الشاب، يتجه إليه وبتوجيهات من والد المخلصين جلالة الملك حفظه الله، ويحقق له أمانيه ويزيد عليها، ويمنحه ما كان سيسلب منه بحسب الإجراءات، بل ويشجعه ويعده بالدعم والمستقبل الأفضل.
ولماذا ذلك؟! لأنها البحرين وملكها الذين يقدرون «الإخلاص الحقيقي» و»الانتماء الصادق» لتراب هذه الأرض، لأنه تقدير لمن يقدر «نعمة الوطن» لا من «يجحد» به، ولو كان ما يمر به ظرفاً صغيراً وعرضياً، لا يستدعى أن «تشتم» بلدك لأجله.
من يحب تراب بلاده، ومن يخلص لها، ومن تمثل له كل غالٍ ونفيس، ومن ولائه ومحبته لقيادته، يستحيل أن يقبل ولو للحظة أن يخرج منه «حرف مذمة» لوطنه.
شكراً لك يا محمد فلامرزي لأنك كنت رغم وضعك الصعب، أرقى وأكبر من كثيرين نعرفهم، أعطتهم هذه الأرض خيرات وثروات لكنهم باعوا ترابها وجحدوا بنعمتها، وشكراً لجلالة الملك وسمو الشيخ ناصر على التأكيد بأن هذه البلد لا تنسى المخلصين من أبنائها، ولا ترضى لهم بالمعاناة والعوز.
{{ article.visit_count }}
تفاجأ الناس بانتشار مقطع فيديو لسمو الشيخ ناصر يزور فيه مكاناً على ناصية أحد الشوارع، يجلس فيه شاب بحريني يحاول أن يكسب رزقه وقوت يومه، من خلال بيع الأسماك التي يصطادها.
لهذا الشاب قصة، المؤلم فيها أنه لا يملك إلا هذا المورد من الرزق، بأن يعتمد على نفسه ويبيع ما يصيده، وما يؤلم أكثر بأن القوانين المعمول بها بشأن تراخيص البلديات وبشأن ممارسة البيع والتجارة تقف «ضده»، من منطلق أنه لا يمكنه الجلوس في الشارع وتحويل أحد نواصيه إلى محل خارجي يبيع فيه.
وعليه فإن هذا الشاب أخبروه بأن عليه أن يزيل معداته ومعروضاته من الأسماك وألا يقف في الموقع مرة أخرى، وإلا فإنه سيعتبر مخالفاً.
ليس الجزء أعلاه هو بيت القصيد هنا، لكن ما نود التركيز عليه هي «ردة الفعل» المتوقعة.
دعوني أسألكم سؤالاً هنا، إذ كم منكم، أو من المجتمع المحيط بكم، من أشخاص ميسوري الحال، من الطبقة المتوسطة مثلاً، أو أصحاب أعمال، تصادف وأن جلسوا معكم في مجلس أو «ديوانية» وكان لسان حالهم «يقطر» امتعاضاً، واستياء و»تحلطماً» على البلد؟! كم مرة سمعتم هذه الجملة «هالديرة ما فيها خير» من أشخاص فقط لأن «أمراً واحداً» لم يمضِ كما يشتهون ولربما كان مخالفاً للأنظمة والقوانين، ما جعله ذلك «يجحد» بكل شيء، وينسى لبلاده كل أمر طيب حققته له، ينسى أبسط نعمة وفرتها له «نعمة الأمان»، وينسى النعم الأخرى كـ»الوظيفة» و»الصحة» و»التعليم» وكل شيء إيجابي تحقق له في حياته أو حياة أبنائه؟!
أليس كلامنا صحيحاً؟! أليس هناك من يقول بأنه «وطني مخلص» لبلاده، لكنه في كل مجلس أو ديوانية أو حديث عابر، لا يبرع إلا في «تشريح» بلاده، والطعن فيها من خلال التشكيك في النوايا، ومن خلال التقليل من «وفائها» لأبنائها؟!
نعم هناك وللأسف، وهنا يعيدني الحديث للشاب «محمد فلامرزي»، إذ هذا الشاب الذي عرف فيه الناس «بشاشته» و»ابتسامته» و»كلامه الجميل المريح»، حينما تم إخطاره بأن عليه أن يترك مكانه وإلا اعتبر مخالفاً ويستحق الغرامة، كانت ردة فعله بمثابة «الدرس الأصيل» الذي ينبغي أن يتعلمه كل من «جحد» بحق البحرين، و»أنكر» فضلها عليه.
حاول البعض تصويره ليوثقوا ردة فعله، سألوه: ماذا ستفعل يا محمد؟! أجابهم وهو «يبتسم»: هذه أمي البحرين، ولها مني السمع والطاعة، لا يوجد من هو أغلى من بلادي، وما تسنه بلادي من قوانين فوق راسي.
فقط تمعنوا في هذه الجملة، جملة تخرج من شاب بسيط، لم تتوفر له في حياته كثير من الفرص التي توفرت للآخرين، عانى صعوبة العيش، صعوبة في تأمين دراسته، واليوم عليه عاتق القيام بأهله، أليس منطقياً وبديهياً أن تكون ردة فعله «غضب على الدولة»؟! أليس متوقعاً أن تكون جملته مشابهة لكثير من «الجاحدين» و»متناسي النعمة» بأن «هالبلد ما فيها خير»!!
الوطنية ليست «شعارات» أو «أشعار» أو «جمل وأقوال» نتغنى بها ونحن «أيدينا في الثلج والماء البارد»، الوطنية هي التي تبرز «معدنك الأصيل» في المواقف الحرجة والحاسمة، وهذا ما كان عليه محمد فلامرزي، الذي لم يقبل بأن يصدر منه «حرف» ينتقص من قدر «أمه» البحرين.
وهذا هو السبب الأساسي، الذي جعل البحرين كلها ترى سمو الشيخ ناصر بن حمد يهب لمعاونة هذا الشاب، يتجه إليه وبتوجيهات من والد المخلصين جلالة الملك حفظه الله، ويحقق له أمانيه ويزيد عليها، ويمنحه ما كان سيسلب منه بحسب الإجراءات، بل ويشجعه ويعده بالدعم والمستقبل الأفضل.
ولماذا ذلك؟! لأنها البحرين وملكها الذين يقدرون «الإخلاص الحقيقي» و»الانتماء الصادق» لتراب هذه الأرض، لأنه تقدير لمن يقدر «نعمة الوطن» لا من «يجحد» به، ولو كان ما يمر به ظرفاً صغيراً وعرضياً، لا يستدعى أن «تشتم» بلدك لأجله.
من يحب تراب بلاده، ومن يخلص لها، ومن تمثل له كل غالٍ ونفيس، ومن ولائه ومحبته لقيادته، يستحيل أن يقبل ولو للحظة أن يخرج منه «حرف مذمة» لوطنه.
شكراً لك يا محمد فلامرزي لأنك كنت رغم وضعك الصعب، أرقى وأكبر من كثيرين نعرفهم، أعطتهم هذه الأرض خيرات وثروات لكنهم باعوا ترابها وجحدوا بنعمتها، وشكراً لجلالة الملك وسمو الشيخ ناصر على التأكيد بأن هذه البلد لا تنسى المخلصين من أبنائها، ولا ترضى لهم بالمعاناة والعوز.