لا يمكن التنبؤ بما تحمله قادم الأيام في طهران على خلفية ما سيواجهها من عقوبات أمريكية مرتقبة، ليس على مستوى الأمريكان وحسب، وإنما عموم المشهد بما يحمله من قوى فاعلة من المجموعة الدولية والأوروبيين، بل وحتى الإيرانيين أنفسهم الذين بدوا في حالة ارتباك وتشوش واختلاف في قراءة المقبل عليهم، الأمر الذي ترجمه تشبيه خامنئي لما يجري بـ»قصة الفأر والقط»، رغم أنه بدا أن رئيس الأركان الإيراني الجنرال محمد باقري والحرس الثوري ليسوا ممن يحبون القطط والفئران وأقاصيصهم، ما دعاهم لتهديد ترامب بمصير صدام حسين.!!
إن الحديث عن ما بعد إنزال العقوبات بطهران، ينطوي على رصد ردود الفعل من كافة الأطراف وأولها طهران نفسها، التي بدت أكثر غطرسة مما هي عليه، حيث وجد خامنئي أن انسحاب واشنطن أظهر عدم إمكانية التعامل معها، وأن كل السياسات الأمريكية إنما وضعت لإسقاط النظام الإيراني، يحدثنا بهذا المنطق وكأن السياسة الإيرانية قد بلغت من الرقي والسلاسة الدبلوماسية ما بلغته سويسرا مثلاً أو فنلندا، يضاف إلى ذلك تصريحات لوزير الخارجية ظريف بشأن بومبيو الذي يكرر مزاعم قديمة ضد طهران، فقط بنبرة أقوى وأقل تهذيباً - حسب قوله. هذا إلى جانب وصف الجنرال محمد باقري للقادة الأمريكيين بأنهم مجرمون، وأن ترامب لا يملك الشجاعة للمواجهة العسكرية ولخوض حرب وجهاً لوجه مع إيران..!!
من ناحية الأمريكان، فمازال العمل جارياً في موضوع معاقبة طهران، أما ما بعد ذلك، هو ما سيترجمه لقاء وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مع حلفاء واشنطن الشهر المقبل، والذي ستجري فيه المناقشات بشأن الخطوات المقبلة لكبح طهران، «بالعمل مع أكبر عدد ممكن من الشركاء والأصدقاء والحلفاء فهناك قيم ومصالح مشتركة ستقودنا إلى النتيجة ذاتها، في شأن ضرورة الردّ على تهديدات إيران للعالم» كما قال.
الجانب الأوروبي طرف فاعل آخر له ثقله في المشهد، وقد بدا متعنتاً أمام القرار الأمريكي أو رافضاً له، ومازال، إذ أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس على استمرار أوروبا في المضي قدماً في الاتفاق النووي، بل والإصرار عليه، وأن العقوبات الأمريكية لن تغيّر شيئاً، وكان دليل ذلك العزم على السير في اتجاه النقاش الصريح في واشنطن «مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون»، والذي يعد من أقوى الصقور المناوئين في البيت الأبيض للاتفاق النووي ولإيران. يضاف إلى ذلك الموقف الباريسي الخارج عن القرارات الأمريكية على نحو أكثر صراحة، إذ شدد وزير الخارجية الفرنسي على أن العقوبات الجديدة ليست مقبولة، ولا يمكن أن تسمح بأن تكون مشروعة، مشيراً إلى أن الإصرار الأمريكي بهذا الشأن قد يعرّض المنطقة لخطر أكبر.
* اختلاج النبض:
تصريحات بومبيو وخامنئي والأوروبيين تشكّل استراتيجية مساومة بين الأطراف الثلاثة، ما يعني ابتعاد شبح العمل العسكري في مرحلة ما بعد قوانين المعاقبة الأمريكية لطهران، وبما أنها قضية مساومات.. فلماذا لا تدخل دول الخليج سوق المساومات هذا؟!!، فتسعة أعشار الرزق في التجارة.
{{ article.visit_count }}
إن الحديث عن ما بعد إنزال العقوبات بطهران، ينطوي على رصد ردود الفعل من كافة الأطراف وأولها طهران نفسها، التي بدت أكثر غطرسة مما هي عليه، حيث وجد خامنئي أن انسحاب واشنطن أظهر عدم إمكانية التعامل معها، وأن كل السياسات الأمريكية إنما وضعت لإسقاط النظام الإيراني، يحدثنا بهذا المنطق وكأن السياسة الإيرانية قد بلغت من الرقي والسلاسة الدبلوماسية ما بلغته سويسرا مثلاً أو فنلندا، يضاف إلى ذلك تصريحات لوزير الخارجية ظريف بشأن بومبيو الذي يكرر مزاعم قديمة ضد طهران، فقط بنبرة أقوى وأقل تهذيباً - حسب قوله. هذا إلى جانب وصف الجنرال محمد باقري للقادة الأمريكيين بأنهم مجرمون، وأن ترامب لا يملك الشجاعة للمواجهة العسكرية ولخوض حرب وجهاً لوجه مع إيران..!!
من ناحية الأمريكان، فمازال العمل جارياً في موضوع معاقبة طهران، أما ما بعد ذلك، هو ما سيترجمه لقاء وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مع حلفاء واشنطن الشهر المقبل، والذي ستجري فيه المناقشات بشأن الخطوات المقبلة لكبح طهران، «بالعمل مع أكبر عدد ممكن من الشركاء والأصدقاء والحلفاء فهناك قيم ومصالح مشتركة ستقودنا إلى النتيجة ذاتها، في شأن ضرورة الردّ على تهديدات إيران للعالم» كما قال.
الجانب الأوروبي طرف فاعل آخر له ثقله في المشهد، وقد بدا متعنتاً أمام القرار الأمريكي أو رافضاً له، ومازال، إذ أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس على استمرار أوروبا في المضي قدماً في الاتفاق النووي، بل والإصرار عليه، وأن العقوبات الأمريكية لن تغيّر شيئاً، وكان دليل ذلك العزم على السير في اتجاه النقاش الصريح في واشنطن «مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون»، والذي يعد من أقوى الصقور المناوئين في البيت الأبيض للاتفاق النووي ولإيران. يضاف إلى ذلك الموقف الباريسي الخارج عن القرارات الأمريكية على نحو أكثر صراحة، إذ شدد وزير الخارجية الفرنسي على أن العقوبات الجديدة ليست مقبولة، ولا يمكن أن تسمح بأن تكون مشروعة، مشيراً إلى أن الإصرار الأمريكي بهذا الشأن قد يعرّض المنطقة لخطر أكبر.
* اختلاج النبض:
تصريحات بومبيو وخامنئي والأوروبيين تشكّل استراتيجية مساومة بين الأطراف الثلاثة، ما يعني ابتعاد شبح العمل العسكري في مرحلة ما بعد قوانين المعاقبة الأمريكية لطهران، وبما أنها قضية مساومات.. فلماذا لا تدخل دول الخليج سوق المساومات هذا؟!!، فتسعة أعشار الرزق في التجارة.