جرى استخدام «الحق التاريخي» مبرراً مشتركاً بين كل من وعد بلفور المشؤوم «1917» وقرار واشنطن نقل سفارتها للقدس «2018» بما يعني الاعتراف بها كعاصمة للكيان الصهيوني، حيث سيظل الأمران جرحاً غائراً يترك ندوبه في الذاكرة العربية والإسلامية والعالم الحر مهما طال أمده، إذ لا نجد إلا ترديد قصيدة الشاعر القروي رشيد سليم الخوري -ابن لبنان العربي الأصيل- حين قال: «الحق منك ومن وعودك أكبر// فاحسب حساب الحق يا متجبر، لو كنت من أهل المكارم لم تكن// من جيب غيرك محسناً يا بلفر».
إن الحديث عن الحق التاريخي لليهود في فلسطين، يفتح الباب على مصراعيه أمام حقنا التاريخي كعرب في أمريكا..!! ليس في هذا تجن ولا من باب العناد، بل إننا نسلح في ذلك الحق بدراسة أكاديمية جادة نشرتها مؤسسة الفكر العربي بعنوان «مسلمو الأندلس اكتشفوا أمريكا قبل كولومبوس» كتبتها د.ناديا ظافر شعبان. ولأن التاريخ يكتبه المنتصرون، لم يرد في كل الدراسات الغربية، التي تلقاها العالم بأسره أي ذكر للموريسكيين «العرب في الأندلس» في حدث اكتشاف القارة، أو للتواجد الإسلامي الأندلسي والأفريقي فيها قبل وصول كولومبوس. كما لم يذكر أي شيء عن اطلاع البحار الجنوي كولومبوس على الإرث العلمي والجغرافي للمسلمين الأندلسيين، حين كان في البرتغال ما بين عامي 1481 و1482.
أشارت الدراسة أيضاً إلى قول كولومبوس أن «العربية هي أم اللغات»، وقد استندت في ذلك إلى بحث أجرته «إيلين وودورد» عنوانه «هل كانت تحية السلام عليكم أول ما قاله كولومبوس» في القارة؟ وفي فيلم «1492 Conquest of Paradise» الذي يعد أضخم ما أنتج حول اكتشاف أمريكا يخاطب إمام مسلم في الفيلم الهنود الحمر بالسلام بالعربية. وتسترسل د.ناديا في تعزيز ما ذهبت إليه بالأدلة، منوهة إلى أن المسعودي ذكر في «مروج الذهب» أن القرطبي الخشخاش بن سعيد بن أسود، غامر عام 889، برحلة في بحر الظلمات، من مرفأ بالوس وعاد بكنوز كثيرة. ويذكر ابن القوطية أن الغرناطي ابن فروخ أبحر من مرفأ قادس عام 999، وعبر بحر الظلمات، وعاد بعد ثلاثة أشهر إلى الأندلس. وتضيف أن كولومبوس لا ينكر اطلاعه على الإرث الجغرافي الأندلسي، وأن إبحاره في المرافئ ذاتها التي انطلق منها الرحالة الأندلسيون كمرفأ بالوس ومرفأ قادس لم يكن صدفة.
بهذا أكدت الباحثة أن هناك معطيات تاريخية تثبت أسبقية وصول المسلمين إلى القارة، أهمها ما جاء في مذكرات كولومبوس ذاته، إذ يذكر أنه رأى مسجداً جميلاً في ذروة جبل، في مرتفع جيبارا، في كوبا، وأن النساء في شاطئ ترينيداد يزين رؤ وسهن بالمئزر، وهو مصنوع من قماش القمصان الذي كان يستعمله أهل الأندلس. وتذكر أيضاً أن كولومبوس التقى بجماعة بيض، مسلمي العادات، يعيشون مسالمين ويتحدثون العربية، وكان انطباعه لدى رؤيتهم أنهم محمديون.
* اختلاج النبض:
نتفق مع بلفور وترامب بالحق التاريخي لليهود في فلسطين، إذا كان ذلك الحق يعطينا القارة الأمريكية، لكن بعد إقناعهم أن الحق هو القوة وليست القوة هي الحق.
إن الحديث عن الحق التاريخي لليهود في فلسطين، يفتح الباب على مصراعيه أمام حقنا التاريخي كعرب في أمريكا..!! ليس في هذا تجن ولا من باب العناد، بل إننا نسلح في ذلك الحق بدراسة أكاديمية جادة نشرتها مؤسسة الفكر العربي بعنوان «مسلمو الأندلس اكتشفوا أمريكا قبل كولومبوس» كتبتها د.ناديا ظافر شعبان. ولأن التاريخ يكتبه المنتصرون، لم يرد في كل الدراسات الغربية، التي تلقاها العالم بأسره أي ذكر للموريسكيين «العرب في الأندلس» في حدث اكتشاف القارة، أو للتواجد الإسلامي الأندلسي والأفريقي فيها قبل وصول كولومبوس. كما لم يذكر أي شيء عن اطلاع البحار الجنوي كولومبوس على الإرث العلمي والجغرافي للمسلمين الأندلسيين، حين كان في البرتغال ما بين عامي 1481 و1482.
أشارت الدراسة أيضاً إلى قول كولومبوس أن «العربية هي أم اللغات»، وقد استندت في ذلك إلى بحث أجرته «إيلين وودورد» عنوانه «هل كانت تحية السلام عليكم أول ما قاله كولومبوس» في القارة؟ وفي فيلم «1492 Conquest of Paradise» الذي يعد أضخم ما أنتج حول اكتشاف أمريكا يخاطب إمام مسلم في الفيلم الهنود الحمر بالسلام بالعربية. وتسترسل د.ناديا في تعزيز ما ذهبت إليه بالأدلة، منوهة إلى أن المسعودي ذكر في «مروج الذهب» أن القرطبي الخشخاش بن سعيد بن أسود، غامر عام 889، برحلة في بحر الظلمات، من مرفأ بالوس وعاد بكنوز كثيرة. ويذكر ابن القوطية أن الغرناطي ابن فروخ أبحر من مرفأ قادس عام 999، وعبر بحر الظلمات، وعاد بعد ثلاثة أشهر إلى الأندلس. وتضيف أن كولومبوس لا ينكر اطلاعه على الإرث الجغرافي الأندلسي، وأن إبحاره في المرافئ ذاتها التي انطلق منها الرحالة الأندلسيون كمرفأ بالوس ومرفأ قادس لم يكن صدفة.
بهذا أكدت الباحثة أن هناك معطيات تاريخية تثبت أسبقية وصول المسلمين إلى القارة، أهمها ما جاء في مذكرات كولومبوس ذاته، إذ يذكر أنه رأى مسجداً جميلاً في ذروة جبل، في مرتفع جيبارا، في كوبا، وأن النساء في شاطئ ترينيداد يزين رؤ وسهن بالمئزر، وهو مصنوع من قماش القمصان الذي كان يستعمله أهل الأندلس. وتذكر أيضاً أن كولومبوس التقى بجماعة بيض، مسلمي العادات، يعيشون مسالمين ويتحدثون العربية، وكان انطباعه لدى رؤيتهم أنهم محمديون.
* اختلاج النبض:
نتفق مع بلفور وترامب بالحق التاريخي لليهود في فلسطين، إذا كان ذلك الحق يعطينا القارة الأمريكية، لكن بعد إقناعهم أن الحق هو القوة وليست القوة هي الحق.